كان اللقاء باكيا محملا بقصص انسانية بين إمرأة تركها زوجها وأخرى طالبة أرقى الاكاديميات التى طردها أبويها لادمانها المخدرات وسيرها فى طريق الانهيار، بينما المذيع أحمد عبدون والداعية رقيقة القلب عبلة الكحلاوى يكادا يبكيانا على شاشة قناة دريم 2، قبل أن يقرأ المذيع رسالة من أحدى المشاهدات تقول أن أبوها "القيادي بالجماعة المحظورة" قد إختلف فكريا مع زوجها ونشب بينهما عداوة أراد الأب أن يفرضها على زوجها، وتسأل هل تسمع كلام أبيها أم زوجها؟
ولا اعرف هنا ما هو معنى أن يشار الى أن الأب "قيادي فى جماعة الاخوان المسلمين" التى انتقل وصفها بالمحظورة من صفحات روزاليوسف لصاحبها عبد الله كمال الى الفضائيات كما انتقل من قبل الى صفوف كل ما هو قومى من الصحف بغض النظر عن عراقتها وشخصيتها الصحفية المستقلة، كما لا أفهم لماذا ذكر المذيع حكاية قيادي "المحظورة" تلك، وهل هناك فارق بين أب عضو فى الجماعة وأخر عضو فى الحزب الوطنى
هل ستضيف كلمة "قيادي فى الجماعة المحظورة" مفهوما أخر فى التعامل مع مشكلة الابنة الحائرة بين أبوها وزوجها، وهل ستغير الدكتورة الكحلاوى رأيها أو فتواها اذا ما كان الاب عضوا بحزب الوفد مثلا، أو قياديا فى حركة كفاية، ويطرح تساؤلا حول من الذى وضع المحظورة فى صلب الموضوع هل هى الابنة التى تريد أن يفتيها أهل العلم فقررت الارشاد عن ابيها المحظور، واذا كانت الابنة هى التى وصمت أبوها بعضو المحظورة فهى لا تحتاج لموقف الدين فى قضيتها الحائرة لأنها أقرت بأنه محظور ولا طاعة لمحظور
أم أن الابنة قالت ان أبيها عضوا بجماعة الاخوان المسلمين من باب الإشارة الى أنه متفقها فى الدين، وبالتالى زادت الحيرة لديها، ولكن السؤال مر على "الكنترول" التى "عوج" الكلمة ولف عنقها لتصبح "الجماعة المحظورة" وهو ما يستحق السؤال، هل الذى عدل الرسالة ان كانت عدلت هو عبدون نفسه أم أن أيدى المحسوبين على جهاز أمن الدولة هى التى دخلت الاستوديو وتلقت الاتصالات وأقرت بحظر الجماعة
لقد ثبت لكل متابع أن الأمن قد قرأ الفاتحة على إفناء الجماعة وإنهاء وجودها السياسي فحبس أعضاؤها وإعتقل قادتها وفتت مجموعاتها وسجن طلابها وصادر أموالها وألغى إفطارها السنوى، ولكن لم نكن نعلم أنه جند فى سبيل ذلك فضائيات مستقلة أو يفترض ذلك، لتختلط الاوراق ويصبح علينا دائما البحث عن "المحظورة" .. أو السنيورة سابقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق