اكتوبر اخر حروب السادات.. وليست اخر حروب العرب
حين وقف السادات خطيبا فى مجلس الشعب معلنا ان حرب اكتوبر 1973 التى حقق فيها المصريون نصرهم المدوى، والنصر العربى اليتيم على اسرائيل، كان الجو العام فى مصر على الاقل اكثر قبولا لتلك الفكرة، مستندا الى عدة امور.. اولها ان المصرين تعبوا من دوامة الحروب التى انهكتهم الى درجة الاعياء منذ عام 1948 وحتى الحرب التى حققوا فيها النصر، وكانوا قبلها يعانون الامرين تحت نير الظلم والاحتلال حتى قامت الثورة التى احدثت تغييرا ايجابيا كان اسرع من استيعابه شعبيا فى ظل الحروب المتوالية التى خاضتها مصر لدوافع امنها القومى، وفى اطار دورها العربى الرئيسى، خاصة فى ظل زعامة الرئيس جمال عبد الناصر ونظرية المد القومى الرومانسية، التى كانت حلما فشل فيه العرب وحاربوه بأنفسهم بعد ان اختلفت المصالح والنوايا والمبررات، وبعد ان فضل عدد لا يستهان به من ملوك العرب ورؤسائهم حماية عروشهم الخاصة على حساب تحطيم تلك النظرية من اساسها.