لا أمل ولا اكل عن مشاهدة فيلم "عايز حقى" للكاتب الكبير الساخر يوسف عوف رحمة الله عليه، فالفيلم العبقرى فى فكرته، الجيد فى تنفيذه جسد أفكار عديدة عن الفقر والجهل والتهور ولكن فى إطار يضحكك ويبكيك فى الوقت نفسه، ويصرخ فى نهايته بأننا نعيش فى وطن لا نقدر حجمه ولا نستطيع ادارته ولا نعرف قيمته.
رسالة فيلم "عايز حقى" نبعت من فكرة لامعة ملخصها أننا نعيش فى وطن لا نعرف عنه شيئا، ونغرق فى بحور من المواد القانونية بلا معنى ولا تجد من التنفيذ على أرض الواقع أى نصيب، والدليل مادة الدستور محور أحداث الفيلم، التى تعيد ملكية المال العام للشعب، بينما فى الواقع لم يعد هناك مال عام ولا ملكية ولا حق.
وفيلم عايز حقى الذى انتج عام 2003 لم يكن لا ابتسامة حزينة تعبر عن الواقع .. والواقع مؤلم، وبناء عليه كان مطلوبا من الدراما ان تجاهد لتوسع هامش الحرية الذى يكفى للتعبير عن ما وصلت اليه مصر.
وفى الوقت الذى لم تتوقف فيه أفلام العرى والتسطيح وتجميع الافيهات الهابطة، لم تتوقف السينما عن عرض مشاكل الشارع المصرى بكل ما فيه، فظهر مخرجون لديهم حس سياسي واضح ويصنعون أفلام الواقعية الصادمة .. أخرهم وأبرزهم خالد يوسف صاحب أفضل أفلام العامين الماضيين.
خالد كان له ظهورا قبل أيام على شاشة قناة المحور ببرنامج "صبايا" للمذيعة المتألقة ريهام سعيد، وكانت الحلقة تتحدث عن أهل الفن وشائعات التنازلات الفنية وبطلات العرى وحكايات الابتزاز الجنسي وعلامات الاستفهام حول صعود بعض النجمات العرب بسرعة الصاروخ والبدء بأدوار بطولة.
قطعا دافع خالد يوسف بغيرة عن مجتمع عمله .. ولم ينف وجود منحلين وفاسدين ومنحرفين به، مثله مثل أى مجتمع عمل، لكنه اختطف الحوار الى اتجاه اخر تماما بعد أن فرغ من الدفاع عن مهنته، فتوجه بسرعة الصاروخ الى السياسة، وأرجع طغيان تلك الأفكار الى الواقع المنهار الذى تعيشه مصر .. قائلا أننا نعيش الأن مشروع اضمحلال، وهزيمة .. ولا نمر بتجربة نهضة، وأن كل ما فى مصر يتراجع بدون استثناء، وأن فترات التراجع والاضمحلال هى التى تشهد التربص بالفكر والابداع، وتنظر الى لقطة عرى فى عمل فنى - يرى أن لها ما يبررها فى السياق الدرامى - تاركة الرسالة الكبيرة الواضحة التى يريد ايصالها.
كان الحوار مع خالد ممتعا .. وكشف عن وعى سياسي يسكن فى تلك الرأس الذى أخرجت أسخن أفلام 2007 وهما "حين ميسرة" و"هى فوضى" مع استاذه يوسف شاهين .. وللحق أقول أن التلميذ تفوق على استاذه، وساعده بهذا الحس السياسي رضاء شباك التذاكر قبل اعجاب النقاد المتخصصين.
فتحية احترام لخالد يوسف وجرأته ورؤيته التى من المؤكد أنها تصعب عليه الأمور أكثر من أن تيسرها، على ثقة بأن عقليته تلك لن تعجز عن ايصال رسائله بأقل عرى ممكن.
مش عارف ابدأ إزاي بس حقيقي البوست (حسب مسميات التدوين) ومش عارف اقول البوست واللا المقال لأني لسه برضه قاريه في الجرنال من شوية على إنه مقال ودلوقتي بقرأه على إنه بوست ..
ردحذفبعيدا عن المسميات لانها مش هاتفرق كتير
فعلا فيلم عايز حقي من الأفلام الجيدة جدا اللي تحمل رسالة لا ينبغي إهمالها
ولكني عاوز اختلف بس في فيلم حين ميسرة ، لأني متهيألي ان الفيلم ده هو مجرد كسر لتابوهات حتى يكون فيلم مكتمل العناصر ولكنه لا يحمل أي إضافة للسينما المصرية ..
يعني انا مش عاوز واحد ييجي يقول لي مصر مليانه حواري وناس مبهدلة .. لا برضه مصر كلها مش كده
ثم إن التركيز على كسر تابو الجنس في الفيلم واضح جدا إنه ملفق ومالوش أي لازمه غير انه يعمل دعايا للفيلم فقط
وأعتقد إن حضرتك متفق معايا في النقطة دي
"على ثقة بأن عقليته تلك لن تعجز عن ايصال رسائله بأقل عرى ممكن."
تحياتي على المقال الرائع
مصطفى حسان