• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

السبت، ٢ فبراير ٢٠٠٨

متى سينفذ سيناريو "ذبح" الملط؟


- الدكتور على الدين هلال قبل شهر .. يكفى وجود الجهاز المركزى للمحاسبات وعلى رأسه "الملط" لحماية مصر من الفساد .. وقبل اسبوع .. كلام الدكتور جودت الملط مرسل وغير مدعوم بالمستندات الكافية
- تصريحات هلال - وهى ليست كغيرها تصريحات - ترجح أن الفاتحة قد قرأت داخل الحزب للإطاحة برئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أو ذبحه سياسيا بعد أن صار "مواطنا ايجابيا"
- نسى رجال الحزب الوطنى أن المركزى للمحاسبات جزء من جهاز الدولة أحد دعاماتها، وليس حزبا معارضا حتى يتم التعامل مع تقاريره بهذه الحساسية الشديدة
- الدكتور جودت الملط نفى وجود نية لديه لاحراج الحكومة، وشدد على أنه جزءا منها وأنه لا يطمع فى رئاسة الوزراء، وكلها تصريحات لم تكن لتصدر لو لم يكن هناك من عاتب الرجل أو المح الى أنه صار معارضا
- نواب الوطنى لا يعرفون أن دور جهاز المحاسبات هو مراقبة تنفيذ السياسة الاقتصادية، والمالية للحكومة وفقا للدستور، الذى يأخذون منه ما يبقيهم على مقاعدهم ويحاولون تجاهل ما هو فى صالح الشعب

حسن الزوام


ربما لم يكن الدكتور على الدين هلال أمين الاعلام بالحزب الوطنى فى حاجة لأكثر من شهر، حتى يغير رأيه فى الجهاز المركزى للمحاسبات والقائم عليه، بعد أن شهد هذا الشهر تبدل الاحوال، وتغيير المواقع .. فقبل شهر واحد تقريبا استشهد هلال بالجهاز المركزى للمحاسبات ودوره فى محاربة الفساد بوصفه جهاز عملاق يرأسه المستشار جودت الملط الذى يراقب بصرامة على كل مليم يخرج من خزانة الدولة، ليرد على شباب الحزب فى لقاء بأحد المعسكرات قال فيه أيضا أنه لا احد فوق القانون حتى لو كانت الحكومة وهى التصريحات التى نشرتها صحيفة الحزب "الوطنى اليوم".
ولكن الان بعد أن قام "الملط" بتعرية الحكومة وكشف اخطائها الفادحة، صار رجلا يصدر تقاريرا مرسلة لا تستند الى واقع او ثقل وفقا للتصريحات الجديدة، لمجرد أن قال أن عائد الإنجازات الاقتصادية لم يتم توزيعه بطريقة عادلة، واهمال الحكومة للخدمات فى قطاعات الإسكان والنقل والصرف الصحى ومياه الشرب، وعدم استخدام المنح والقروض الخارجية بشكل أمثل مما يعد إهداراً للمال العام واتهامات اخرى حول مسئوليتها عن ارتفاع الاسعار غير المبرر.
والدكتور على الدين هلال ليس فقط بروفيسور "السياسة" الذى سجل لمصر أشهر صفر فى تاريخها وهو "صفر المونديال" بعد أن كان من نصيب المحروسة أن تنافس على تنظيم كأس العالم 2010 فى زمن كان يجلس فيه على مقعد وزير الشباب والرياضة، ولكنه أمين الاعلام بالحزب الذى يحكم مصر منذ أكثر من 30 عاما، والرجل الذى يعرف بأنه المنظر السياسى لمرحلة التحولات داخل الحزب الوطنى.. بمعنى أنه ?المخ? والباقين هم العضلات.
لذلك فهم من تصريحات هلال وهى - ليست كغيرها تصريحات ? أن الفاتحة قد قرأت داخل الحزب للإطاحة برئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أو ذبحه سياسيا بعد أن صار "مواطنا ايجابيا" وفقا لأخر لقب حصل عليه الملط من حركة "مواطنون ضد الغلاء" تقدير لانحيازه لصالح الشعب ودفاعه عن الفقراء فى مواجهة المحتكرين والجشعين ومصاصى الدماء، خاصة ان غزوة الدكتور جودت الملط اعتبرت هى الاخرى ليست كغيرها وأنها مؤشرا على رحيل الحكومة نتيجة تبعية الجهاز المركزى للمحاسبات الى رئاسة الجمهورية بوصفها هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية عامة تهدف أساسا للرقابه علىاموال الدولة واموال الاشخاص العامة الاخرى.
هجمة هلال لم تكن الهجمة الجكومية الوطنية الوحيدة ? نسبة الى الحزب الوطنى وحكومته ? بل سبقها عدة هجمات مشابهة بدأها وزير المالية يوسف بطرس غالى، بوصفه إياه بأنه "يمثل البنك الدولي"، وأنهاها أعضاء مجلس الشعب ممن حصر بعضهم دور الجهاز فى أنه مجرد ألة حاسبة تجمع وتطرح ..ثم تصمت وتخلد فى نوم عميق، أو اتهامهم للملط بأنه يتكلم بعصبية ويراجع سياسات الحكومة وهذا ليس من حقه مما جعل صورة الحكومة "وحشة خالص"، والى غير من ردود فعل تهدف الى وصف تقارير الجهاز بأنها تقارير مرسلة لا تعبر عن الواقع، وكأن تصريحات حكومة الدكتور احمد نظيف وبياناته أمام مجلس الشعب هى فواتير دقيقة لا تهمل جنيها ولا يغرق الانسان فى بحورها لأنها بلا شطآن، وهى تعلن عن انهاء البطالة الى حد انتحار الشباب غرقا على الحدود الأوربية، واتمام المرافق الاساسية حتى يحين موعد أول أمطار تكشفها أو ثورة عطشى أو مظاهرة الباحثين عن طرق تلفظ الموت.
بالتأكيد كان رئيس الجهاز سيحظى بأفضل الأوصاف هو وتقاريره لو لم يقم الرجل بفضح الحكومة بهذا الشكل امام نواب الاخوان فى مجلس الشعب، وكان تقريره عن أدائها سيمر مرور الكرام مثل التقارير الـ 300 التى صدرت عن الجهاز خلال العامين الماضيين، وتركت فى الأدراج تعانى الوحدة والكبت الى حد الانفجار، لأن الحكومة ونواب الوطنى ممن لا يعرفون أن دور الجهاز المركزى للمحاسبات هو مراقبة تنفيذ السياسة الاقتصادية، والمالية للحكومة وفقا للدستور المصرى، الذى يأخذون منه ما يبقيهم على مقاعدهم ويخدم مصالحهم ويحاولون انكار ما هو فى صالح الشعب.
فهل أزعج لقب "الموطن الايجابى" حكومة نظيف ورجال الحزب الوطنى فقرروا تصفيته وارساله الى البيت ليجلس متحليا بجلباب أبيض يمارس الزهد الذى يهواه بعيدا عنهم، أم أن الأمر مجرد هجمات مقابلة تستبق ابلاغ الملط للنائب العام بما رصده من مخالفات فى أداء الحكومة ليضعها فى قفص الاتهام، وهذا امر من صميم حقه وطبيعة عمله، بعد أن ذكرها الرجل بأن عليها رقيب يمكنها أن تخشاه، بعد ان استأنست مجلس الشعب الذى رفض النواب الوطنيون فيه "نسبة الى الحزب الوطنى" إحالة سلبيات وتجاوزات الحكومة التى كشف عنها تقرير المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات إلى النائب العام، واحالته للحكومة - التى هى المتهم الأول والأخير - ورفعوا أيديهم 105 مرة للموافقة على الحساب الختامى لـ"لميزانية العامة للدولة والهيئات العامة الاقتصادية والهيئة القومية للإنتاج الحربى، والخزانة العامة" عن السنتين الماليتين 2005/2006 و2006/2007 كل ذلك فى 43 دقيقة فقط.
أم أزعجها تعبير الرجل عن نفسه وتأكيده على أنه الرجل النظيف ? فعلا ? الذى لا يعيش فى مارينا ولا يركب الألفاروميو التى يستبدلها سنويا بالطراز الاحدث ولا يضارب فى أسهم الاكتتابات أو يقوم بتسقيع الاراضى وحصد العمولات، بل يركب سيارته موديل التسعينات ويعيش فى شقة مقبولة منذ نصف قرن.
وتعتبر الحكومة الجهاز المركزى للمحاسبات، كيانا مزعجا يكاد يصل الى مستوى الازعاج الذى تسببه حركة الاخوان المسلمين المعروفة فى ادبيات صحف الحزب الوطنى "بالمحظورة"، وقد حاولت الحكومة جس النبض لاتمام عملية الهروب الكبير من سطوته من خلال بروفة إسناد حسابات ومراجعات إحدى هيئات البترول لمكتب خاص "يرأسه محاسب سابق فى الجهاز" مقابل ٥ ملايين جنيه، وهى "العملية" التى منيت بالفشل، وفى النهاية تم إسناد المهمة للجهاز دون مقابل مادى.
لقد نسى هؤلاء أن الجهاز المركزى للمحاسبات جزء من جهاز الدولة أحد دعاماتها، وليس حزبا معارضا حتى يتم التعامل مع تقاريره بهذه الحساسية الشديدة، بدلا من الانصات لملاحظاته حتى وان كانت حادة لتتلافى الاخطاء .. ولكن ما حدث من الحزب والحكومة أنهم استغرقوا فى الهجوم على الملط وجهازه، فصنعوا حربا مع الرقيب المستقل، ليصنعوا منه رجل 2008 بلا منازع، ونجم الصحافة المستقلة لأسابيع قادمة، فى انتظار أول تقاريره القادمة ? وما أكثرها - للتعامل معها بطريقة أخرى لم تكن قائمة، قبل هجمة الوزير غالى والدكتور هلال على رجل مهمته ايقاف نمو الفساد والاهمال فى وطن أزمته الكبرى أن كلاهما ينمو أمام أعيننا دون أن نجد من يلفت نظرنا الى الأمر.
لقد نفى الدكتور جودت الملط وجود نية لديه الجهاز المركزى للمحاسبات لاحراج الحكومة، مشددا على أن الجهاز جزء من الحكومة نفسها، وأنه لا يطمع فى رئاسة الوزراء، وانه باق فى منصبه لمدة أربع سنوات قادمة ما لم يجد جديد، وكلها تصريحات أعقبت الازمة مع الحكومة ولم تكن لتصدر لو لم يكن هناك من عاتب الرجل أو المح الى معارضته للحكومة، على الرغم من أن كل ما قاله الرجل لو تم التعامل معه بهدوء لقدمت الحكومة استقالتها، بدلا من الدفاع عن "العشوائية والتراخى" التى كشفها تقرير الملط امام مجلس الشعب.
لقد تفاعلت مصر من شمالها الى جنوبها مع "هجمة" الملط على حكومة نظيف، واعتبرها نواب الشعب المستقلون والمعارضون استمرارا لسيل الاستجوابات الذى تمت مناقشتها فى نفس القاعة، حول نفس القضايا التى طرحها تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وكلها تصب فى خانة الفقر الذى ينهش والغلاء الذى يضرب بلا هوادة ودون أى قدرة أو ادعاء من حكومة "التجار ورجال الاعمال" بالسيطرة عليه، ووصل الامر الى قيام المحامى نبيه الوحش بتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزير المالية يتهمه فيه بسب وقذف رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات المستشار جودت الملط ومطالبا بتعويض قدره 100 مليون جنيه، على أساس أن ما قاله الوزير حول تبعية الملط للبنك الدولى يظهره بمظهر عدم الولاء لوطنه وبلده، بعد أن أكد المحامى انه صاحب صفة، لأنه مصرى مدين بـ8679 جنيها، نسبته فى ديون الدولة التى بلغت "800 مليار" والتى دار حولها النقاش الحاد بين غالى ورئيس جهاز المحاسبات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates