كانت الصورة كارثية لدرجة مخجلة، فهى الوحيدة بعد الصور التى التقطها جنديان بريطانيان اثناء تعذيبهما احد الاسرى (جندى عراقى) واغتصابه، والتى كشفت عنها احد العاملات فى معمل تحميض صور بعد ان كاد يغشى عليها من هول ما شاهدته من بشاعة فى الاغتصاب والتعذيب.
مر عام على سقوط بغداد ما بين أخبار ووقائع وصور عارية لممارسات جنسية، تبقى حقيقة اغتصاب العراقيات على ايدى قوات التحالف والجنود الأمريكيين ثابتة لا يختلف عليها أحد، حتى وان تباينت الأعداد التى تؤرخ لتلك الجريمة البربرية.
هذا الأسبوع كانت الصدمة كبيرة لا تدل إلا على انعدام الإنسانية لدى هؤلاء المرتزقة الامريكان الذين جلبتهم واشنطن لتدمير العراق، فلم يجدوا بحكم انهم مجرموا حرب اى حرج فى اغتصاب بناته، والتباهى بذلك، فمنذ قرابة الاسبوع والى يومنا هذا بدات وسائل الاعلام ومواقع الانترنت والبريد الالكترونى تداول رسالة تتضمن صورة لجندى امريكى وهو يشير بعلامة النصر ويقف بجوار طفلين عراقيين يحمل أحدهما وهو مبتسم!!، لوحة مكتوبة بخط اليد تقول باللغة الإنجليزية (لقد قتل الجندى الواقف بجوارى والدى واغتصب أختى)، وبالطبع كان الطفل مبتسما لانه لا يعرف معنى المكتوب على الورقة ولا جريمة الجندى المفتخر بفحولته والواقف بجواره، ومن المؤكد ان الجندى الامريكى اراد التقاط هذه الصورة ربما لارسالها الى اصدقاؤه فى بلاده لتكون دليل على شراسته فى الاغتصاب وبطولته فى ممارسة القتل والجنس، وقدرته على خداع اطفال العراق، وجعل احدهم يحمل دليل سعادته لان الجندى الهمام قام بقتل ابيه واغتصاب اخته.
الصورة الفضيحة وصلت الى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، فطالب وزارة الدفاع الأمريكية بإجراء تحقيق فورى حول مدى صحة ماجاء فيها،كما تلقت (كير) رسالة من جندى أمريكى عاد من العراق ذكر فيها اسم وحدته بالعراق، تؤكد إن أحد الضباط الكبار بالجيش الأمريكى أقام (علاقات غير لائقة مع فتيات عراقيات صغيرات فى السن)، وهو ما يعنى اغتصابهن او اجبارهن على ممارسة الجنس، بعد اجبار زعماء قبائل عراقيين، على توفير هؤلاء الفتيات فى مقابل حماية الجنود الأمريكيين لهم.
وقال الجندى إن التفكير فيما كان يحدث جعلنى أشعر بالمرض، وأخشى أن أتحدث فى هذه الأمور لأى فرد بالجيش،ولأننى أشك فى إمكانية أن يصدقونى ويكذبوا ضابطا ميدانيا كبيرا.
الغريب ان الاغتصاب الامريكى للعراقيات بدأ فى اعقاب الحرب مباشرة، لدرجة انه بعد اقل من 40 يوم من سقوط بغداد واعلان نهاية الحرب فى الثانى من مايو 2003، اتهمت لجنة حقوق الإنسان فى العراق قوات الاحتلال الأمريكى والبريطانى باغتصاب العشرات من نساء وأطفال العراق، وقتل مئات العراقيين بعد اعتقالهم، ووجهت اللجنة رسالة بذلك الى المنظمة العربية لحقوق الإنسان قالت فيها انها سجلت "57 حالة اغتصاب لنساء عراقيات على يد القوات الأمريكية والبريطانية، و27 حالة اغتصاب لأطفال، منها 11 حالة على يد القوات البريطانية، و3 حالات على يد القوات الدانمركية".
كما اورد الحزب الشيوعى العراقى خبرا فى اعقاب هذا الاتهام باسبوعين، بأن الجنود الامريكيون ارتكبوا جريمة اغتصاب جماعية لفتاتين من مدينة الصويرة، و نقلت الفتاتان على اثرها الى المستشفى لغرض العلاج، ثم اتصلت ادارة المستشفى بعائلتى الفتاتين لاستلامهما، فهرع ذكور العائلة ليفرغوا طلقات مسدساتهم في جسدي الفتاتين لتلويثهما شرف العشيرة، والتزم افراد عائلتى الفتاتين الصمت تجاة ما جرى لتجنب (الفضيحة)، وان الامريكيين قابلوا جريمة القتل بصدر رحب طالما انهم لن يتم فضح جريمة الاغتصاب، وفى اغسطس 2003 اورد موقع تابع للاكراد واقعة فتح فيها الجنود الأمريكيين ابواب دور الأيتام، وطلبت من الاطفال الخروج منها، قبل ان يقوموا باغتصابهم، حيث سجلت 75 حالة اغتصاب لفتيات واطفال صغار و80 حالة اغتصاب لبالغين.
الاسوأ من ذلك ان احد المواقع مجهولة الهوية على الانترنت نشرت لعدة ايام عدد صور لثلاث جنود يتناوبون اغتصاب امرأة عراقية بدوية فى منطقة صحراوية نائية، قبل ان يتعرض هذا الموقع للتدمير من جهات مجهولة، لكن الواضح من الصور الباقية فى مواقع البحث ان المراة تتعرض للاغتصاب الوحشى من جنود لهم ملامح غربية، .. فهل اغتصاب العراقيات جزء من تحريرهم، ام ان الامريكيين اعتادوا - كما قالت احد الكاتبات الامريكيات وتدعى (براون ميلر) فى كتاب (ضد إرادتنا) - أن يغتصبوا النساء ويقتلوهن، ام لان جنود المارينز يحملون حصانة من الحساب - لدرجة انهم ارتكبوا فى الفلبين 5000 جريمة اغتصاب مرت دون ان يحاسب احدهم- فانهم لا يجدون اى غضاضة فى ارتكاب تلك الجريمة التى تدور احداثها يوميا فى العراق، وستمر دون عقاب لان العرب لا يملكون شرفا جديرا يعقاب جندى امريكى واحد.
لقد مر عام على سقوط بغداد، وبعدد ايامه وقعت جرائم اغتصاب للعراقيات على ايدى جنود قوات الاحتلال، ولم يعد لنساء العراق معتصم واحد يستصرخوه فى هذا الزمان، ولم يعد نداء وا.. اسلاماه مجديا ولا وا.. عروبتاه .. فنحن فى زمن نقتل فيه بناتنا لندارى فضيحة اغتصابهن ونترك الجانى يرتع بيننا لانه امريكى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق