• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٩ مايو ٢٠١١

الاسئلة الكبرى قبل الذكرى الأولى للثورة .. مصر فى 25 يناير 2012




كيف ستكون مصر يوم 25 يناير 2012؟ .. حين تحل الذكرى الاولى لثورة المصريين التى أطاحت بحاكم متجبر .. وحاشيته الفاسدة .. ونظامه الخرب .. وقبضته الحقيقية .. وجعلت من مصر والمصريين مرادفا للحرية والقدرة على التغيير السلمى .. وبدلت مفاهيم النضال فى العالم .. وكتبت بدماء شهداءها تاريخا جديدا للشعوب .. تلك الدماء التى ما سالت الا من أجل غد أفضل لهذا الوطن .. وما بذل أصحابها أرواحهم فى سبيل الله الا من أجل ضوء فى نهاية نفق مظلم إمتدت مسيرته آلاف السنين من ظلم المحتل وقهر الحاكم الدكتاتور.

هل يسمح لى الوقت أن أتخيل .. كيف ستكون مصر يوم 25 يناير 2012 .. حينها قد يكون المصريين قد فرغوا من إختيار برلمانهم بعد إنتخابات حرة ونزيهة .. من بين مرشحين ينتمون لعشرات الأحزاب والحركات السياسية المستقلة الجديدة والقديمة .. الثورية والتقليدية .. ورئيس منتخب تم اختياره من بين عشرات المرشحين الذين نالوا فرصا متساوية فى الدعاية دون تدخل أمنى أو سياسي.
هل سينجح المصريون فى إنتخاب برلمانهم الذى سيتولى صياغة دستورهم الدائم بشفافية وحرية .. أم أنهم سيتعرضون لضغوط وعمليات تضليل وحشد وهمى وأكاذيب .. وهل ستمر انتخاباتهم دون قطرة دم واحدة تسال على صناديق الإقتراع .. وفى لجان انتخابية يشرف عليها القضاء بشكل كامل .. وفى حماية الأمن .. أم ستشهد الانتخابات مجازر ودماء وعمليات تزوير وتسويد صناديق وإغلاق لجان.
هل ستسفر إنتخاباتهم عن برلمان يمثل الشعب فعلا بكل طوائفه ومقوماته وثقافاته ومعتقداته واتجاهاته؟ .. أم سيستبدل الحزب الوطنى بقوى أخرى بقيادة واحدة لا تعرف الاستقلالية .. تفرد سطوتها وتسد شرايين الديمقراطية والحوار وتبادل الأدوار .. وتحتكر السلطة مرة أخرى.
هل سيكون إختيار الرئيس القادم لمصر ناتج عن عملية ديمقراطية حقيقية .. عبر برامج وأفكار تقود الى صحوة وطن عملاق .. قادته الأقدار الى قاع الأمم؟؟ .. أم سيكون رئيس محمول على رؤوس من الكذب والخداع والتضليل .. تم إختياره لأسباب لا علاقة لها بما يفيد الوطن بقدر ما يفيد مصالح ضيقة لقوى بعينها تود فرض سلطتها وسلطانها .. او عبر صفقات ومعادلات سياسية عناصرها هى المصلحة ودستورها هو الغاية تبرر الوسيلة؟؟
هل سيعود الوئام بين أهل مصر مسلمين ومسيحيين .. لتفرض روح ميدان التحرير نفسها على دعاة التطرف .. والمخربين الذين ينبشون عن الأزمات ويصنعوها صنعا .. أم ستكون مصر فى أتون حرب طائفية يقتل فيها المصرى أخوه .. ويستحل ماله وعرضه ودار عبادته؟؟
هل سيكون الاقتصاد المصرى قد نجح فى إجتياز أزمته الخانقة .. هل ستفرج البنوك عن ودائعها المجمدة لتضخ السيولة فى الأسواق .. وتفتح أبواب الإئتمان لتحرك المشروعات العملاقة .. هل ستتعافى السياحة المصرية فى الذكرى الأولى .. وهل سيصبح إقتصادنا قادرا على توليد فرص عمل جديدة .. ونستعيد ما سرق من ثرواتنا على أيدى اللصوص .. أم سينضم المزيد الى طوابير البطالة وتتسع دائرة القابعين تحت خط الفقر.
هل سنبدأ عامنا الدراسى الجديد بمناهج تفرز عقول تفيد مصر .. ونغير طرق التدريس وآلية الامتحانات ليخرج للمجتمع متعلمين متفتحين مثقفين .. أم سنواصل العزف على طرقنا القديمة كما هى؟؟
هل سيكون الأمن قد عاد الى شوارعنا .. وأصبح كل فرد آمن على ثرواته ومقدراته وعرضه وبدنه .. أم سيواصل البلطجية فرض كلمتهم؟
هل سنتمكن من وأد الثورة المضادة .. وإحتواء الفلول .. أم سنضحى بثورتنا الطاهرة بأيدينا على مذبح الطائفية .. أو الإنسياق لحالة الانفلات الأمنى وشيوع الفوضى والإضرابات والمظاهرات؟؟
هل سيفرض القانون كلمته على الجميع دون مجاملة أو مواربة .. ونقوم بتقنين كل الحلول المتاحة لأزماتنا؟؟ .. أم ستواصل مصر لعق جراحها بالمجالس العرفية وجلسات المشايخ والقساوسة .. والشعارات الجوفاء.
هل سنحافظ على أمننا القومى فى مواجهة تآمر القوى الخارجية التى لا تحب لمصر أن تنهض .. ونواصل المصالحة بين المتخاصمين بصفتنا مصر "أم الدنيا" وقائدة "السلام العادل" .. وإصلاح ما أفسده النظام السابق من علاقات أفريقية كادت تهدد حصتنا من مياه النيل .. وعلاقات عربية وإقليمية قزّمت من دور مصر .. أم سنكون فى أتون حرب تم إختلاقها .. والزج بنا فيها .. وجرجرتنا اليها.
أمام ثورتنا أسئلة كبيرة وواضحة وهامة ومصيرية .. وما سنستطيع إنجازه قبل الذكرى الاولى لثورة 25 يناير سيكون مؤشرا على ما سنعيشه فى السنوات القادمة .. وما سنضيعه سيضيع منا الى الأبد.
أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates