جلس المرشد فى المقصورة .. أما المقصورة فكانت فى ستاد المنصورة .. مزهوا منتصرا مغرورا .. يتحدث فى جمع غفير .. قدروه بأنه 30 ألف تابع .. يتحدث عن المشركين وكارهى الأديان الذين لا يريدون أن تكون هناك قيم .. أولئك الذين يطالبون بالحرية .. معتبرا أن تعريفه هو وجماعته للحرية .. هو التعريف الذى يجب قائلا أن الحرية أن تكون عبدا لله وحده .. خالطا الأمور بين الحرية التى صارت لدى الإخوان مرادفا للحيوانية .. كما كان اسمهم مرادفا للمحظورة .. وبين الحرية التى ينادى بها الكفار والمشركين والعلمانين والليبراليين واليساريين والقوميين وغير المتحزبين من المصريين الذين انفصلت عنهم الجماعة فصارت دولة داخل الدولة .. كأنهم صاروا وحدهم وكلاء الدين فى البلاد ومدخله ومخرجه الى عقول البلاد.
أراد المرشد المزهو وسط أتباعه أن يقرن الحيوانية كما قال بالدولة المدنية .. متسائلا ماذا يريدون من الدولة المدنية .. مكتفيا بحصارها فى هذا التعريف للحرية .. وكأن ما عداها من حريات يعرفها البشر صفر على شمال العبودية الكاملة لله .. وكأن كفار قريش من المصريين من دون الإخوان يريدون حرية تقلب كيان العبودية .. وتجعل الانسان متكبرا على خالقه.
لوح الأخ المرشد بإصبعه كثيرا مستشهدا بلغة خطباء الجمعة بأحاديث الرسول الكريم .. وطارحا فى مجال الحرية أمثلة للحرية والعدل والمساواة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. وكأن الفاروق صار مرشحا على قوائم الجماعة فى الإنتخابات البرلمانية القادمة عن دائرة المقطم.
رفع المرشد من نبرة صوته ورققها كثيرا .. كما ردد أكثر من مرة عبارة "هذا هو الإسلام" وكأنه يخطب خطبة فتح مصر فى مجموعة من الكفار، وكأن أهلها ينتظرون تعريف الإسلام من مرشد جماعة الإخوان المسلمين .. وتترقبون أن يذكرهم المرشد العظيم بان المواطنة فى تصرفات الفاروق عمر بن الخطاب.
لم يقل لنا حضرة المرشد كيف سيطبق مواطنة عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى مصر الأن بظروفها وتركيبتها وتاريخها .. لكنه اكتفى بإستدعاء رواية "إضرب ابن الأكرمين" بإعتبار أنها دليل على منهجهم وكأنهم مستنسخين من الصحابى الجليل.
هل كان الفاروق كاذبا .. بالطبع لا لكن الإخوان كذبوا وخدعوا وضللوا فى مائة يوم بحجم مسيرتهم فى مائة عام .. هل كان الفاروق منافقا .. حاشا لله .. هل كان الفاروق خائنا متأمرا .. بالطبع لا ولو كان حيا أو جاء فى زماننا لما إجتمع مع اللواء عمر سليمان فى عز الثورة .. ولما حرض أتباعه على عدم المشاركة فيها .. ثم قرر القفز عليها بعد أن أثبتت قدرتها على الإثمار.
لا تتحدثوا بإسم الفاروق ولا تستعملوه من أجل غايات سياسية .. فأين أنتم من نعليه؟
لقد ولدت ثورتنا عفية كمهرة حرة.. أبية كشمس تشق الظلام، واعدة مثل هلال يكتمل بدرا، منطلقة كصقر يغالب الريح، فقرروا أن تختن، وترتدى النقاب فى المهد، وتصمت لأن صوتها عورة، وتلزم بيتها حتى تبلغ فيزوجونها أحد شيوخهم يطفئ فيها شهوته الى حين، ويرميها لأخر يكسب فيها ثواب أن يعف جارية مؤمنة، وبدلا من أن يتصدر المشهد أحمد زويل ومشروعه العلمى، وفاروق الباز ومشروعه التنموى، صارت وجوههم تلطمنا كل لحظة فى مسلسل من الكذب والتضليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق