• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ١ مايو ٢٠١١

لكنه لم يكن ينتوى





فى العاشر من فبراير الماضى .. وبينما كان ميدان التحرير فائرا بملايين الثوار الغاضبين المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة .. وإسقاط النظام .. أعلن الرئيس السابق بلغة عفا عليها الزمن، ومفردات لم تستخدم منذ عصر المعلقات أنه "لم يكن ينتوى الترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة" ظنا منه أن مجرد الإعلان عن نيته تلك سيكون كافيا ليقطع المصريون ثورتهم وينسون شهدائهم الذين قتلوا مع سبق الإصرار والترصد، ويعودون الى بيوتهم على أمل أن يصحوا يوما ما بعد إنتهاء فترته الرئاسية وتكون مصر بدون مبارك.

ولكن فى السابع والعشرين من إبريل نشرت الصحف من أقوال المتهم جمال مبارك المحبوس على ذمة التحقيق فى قضايا فساد مالى وسياسى واستغلال نفوذ أنه كان "ينوى" الترشح لرئاسة الجمهورية" بصفته مواطنا عاديا وليس بإعتبار أنه نجل الرئيس.
وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما .. حتى إشتعلت الثورة وكانت نتيجتها أن تم حبس الاثنين .. الأب فى المستشفى .. والابن فى سجن طرة مع رفاق الفساد وخدمة السلطان وماسحى بلاط الرئاسة ومصاصى دماء الشعب.
لم يكن الأب ولا الإبن يريدا أن يعلنا تلك النوايا .. لأنهما بإختصار لم يهتما يوما برد فعل الشعب ولا رأيه ولا موقفه ولا قراره ولا أصواته الإنتخابية .. لكنهما أطلقا البهلوانات والمهرجين والكهنة .. يروجون الأكاذيب ويمارسون التضليل .. وها هو الكاهن "هامان الشريف" يقول أن مشروع التوريث لا وجود له الا فى عقول من يروجون له .. فيرد عليه الكاهن "على الدين هامان" .. بأن مبارك الأب سيكون هو مرشح الحزب الوطنى الذى كان حاكما فى الانتخابات الرئاسية القادمة .. هكذا تحدث الكهنة بينما الحقيقة أن الأب هو الذى "لم يكن ينتوى" .. وإن الإبن هو الذى "كان ينوى".
تلك واحدة من معضلات وآفات العصر الذى مضى .. إنه التضليل والكذب وإخفاء المعلومات الهامة عن الشعب .. وإطلاق الكذابين لخداعه .. وهو ما لن يسمح به الشعب مرة أخرى.
إنه واحد من أهم ملامح الفساد السياسى الذى نحلم بأن نرى مرتكبيه يحاكمون بتهمة إفساد الحياة السياسية وتضليل الشعب .. أو على الأقل حرمانهم من المشاركة السياسية لسنوات طويلة قادمة حتى لا يدنسون التجربة الديمقراطية التى نأمل أن نصل اليها بقدرتهم على التلون والتحول وتغيير الجلد والمبادئ .. وحتى لا يهربون من العدل والعدالة ويستمتعون بثمن النفاق وعوائد الكذب فى قصورهم الفارهة وحدائقهم الغناء ومكاتبهم الفاخرة وهو ينفسون دخان سجائرهم الكوبية فى وجوهنا.
أتمنى أن أرى يوما قريبا وفيه رجال من عينة "مفيد شهاب" و"على الدين هلال" و"عبد الأحد جمال الدين" و"أمال عثمان" و"محمد كمال" و"محمد الدكرورى" و"جهاد عودة" .. يدفعون ثمن تضحيتهم بقيمتهم الأكاديمية وتاريخهم الذى كان مشرفا يوما ما ومشاركتهم فى تضليلهم الشعب .. والترويج للدكتاتورية وتبرير القمع وتقنين البطش .. ولو بالتحقيق معهم ومسائلتهم .. حتى وإن انتهت تلك التحقيقات بعقوبة اللوم والتجريس .. أليس ذلك هو الحد الأدنى من العدل؟؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates