• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٧ مارس ٢٠١١

زمن الشعوب



بشكل عملى.. حققت الثورة المصرية جزءًا عظيمًا من مطالب الشعب منذ 25 يناير وحتى اليوم.

فى وجود الرئيس المخلوع "مبارك" تم انتزاع حتمية وجود نائب للرئيس وأجهضت مشروع "توريث مصر" كأنها عزبة خاصة.. ثم تخلّصت من بعض الوجوه الكريهة فى حكومة أحمد نظيف.. وفرض تعديل مواد الدستور التى كانت تعيق العمل السياسى وتُكبّله لحساب أسماء بعينها.. ثم حطمت أصنام الحزب الوطنى الحاكم.. وحاكمت شريحة من الفاسدين.. ثم تخلَّصت الثورة من الرئيس نفسه.. ومن نائبه الذى تم تعيينه.

على الهامش، حصل المصريون على فوائد كبيرة فتم تعيين عشرات الآلاف من العمالة المؤقتة فى الجهات والوزارات الحكومية ليصبح لديها مصير معلوم.. وتأجّلت وتكاد تكون ماتت خطط نزع الدعم الذى كانت الحكومة تعاير به "الشعب" طوال 30 عامًا ليصبح حقًا أصيلاً لا مساس به.. حتى "سائقو التاكسى" حصلوا على امتيازات كبيرة بمحاسبة الشريحة الثانية من أصحاب التاكسى بمشروع الإحلال بنفس قيم أقساط الشريحة الأولى.. حتى بلغ حجم الإعفاء لكل سيارة من قيمة الأقساط الكلية 36 ألف جنيه لكل تاكسى لا أحد يعلم إلى جيب من كانت ستذهب.. وأعادت وزارة الداخلية شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" وبات الضباط هم من يطلبون الثقة والاحترام من الشعب.. وانخفضت أسعار بعض السلع نتيجة تخلصها من تكلفة الفساد والعمولات والرشاوى.
بعد خلع الرئيس وانتقال سلطاته إلى المجلس الأعلى نجح الثوَّار فى توسيع دائرة التعديلات الدستورية التى تنظم الحياة السياسية والحقوق العامة فى مصر، وشكلت لجنة أخرى لتعديل الدستور غير التى كلفها الرئيس المخلوع.. لتسمح بحرية أكبر فى المشاركة السياسية من خلال تعديل المواد المكملة للدستور.. وتم انتزاع حق الانتخاب ببطاقة الرقم القومى لتدفن إلى الأبد تلك الجداول الانتخابية المشوّهة التى حكمت صناديق الاقتراع والتى كانت تسمح للأموات بالتصويت.
بمزيد من الإصرار نجحت الثورة فى كنس مزيد من الوجوه المكروهة من الحكومة التى عيَّنها الرئيس المخلوع.. وشهدت الحكومة دخول شخصيات يعرف عنها الكفاءة والنزاهة.. ثم أطيح برئيس الوزراء نفسه الذى عيَّنه الرئيس المخلوع.. وتم تنصيب رئيس حكومة من الشرفاء وهو الدكتور "عصام شرف" الذى بادر بجلب مزيد من الكفاءات المشهود لها بالنزاهة وطهارة اليد لتشكل الحكومة المؤقتة التى ستدير شئون البلاد حتى انتخاب رئيس جديد وبرلمان جديد يُشارك فيه بالفعل جميع القوى السياسية الحقيقية.
بعد ساعات من رحيل رئيس الحكومة المُعيَّن من قبل الرئيس المخلوع ورحيل آخر الوزراء المكروهين، حسم الثوار مصير جهاز أمن الدولة الذى كان حلّه من أبرز مطالبهم.. وبعد أن بادر ضباطه بحرق الوثائق والمكاتبات داخل مقاره فى ربوع مصر، تطور الأمر إلى محاصرة تلك المقار وتغيرت الصورة وأصبح المواطنون هم زوَّار الفجر والظهر والعصر والمغرب، وضباط أمن الدولة هم من يتم القبض عليهم وتسليمهم للجيش.
لا تمر ساعة على مصر دون أن يحصل المواطنون على مكاسب.. بينما هناك من يرى فقط "النصف الفارغ من الكوب".. فيتكلمون عن أمور كانت تحدث وتقريبًا بنفس المعدلات المعتادة.. مثل حوادث القتل والسرقة والاختفاء، وكلها أمور أمنية ستنتهى أو تقل كثيرًا مع عودة الشرطة الحتمية للشارع المصرى.. وتصفية جيوب التخريب الباقية من العصر البائد.. أما الاقتصاد، فله رجال يبادرون ويفكرون الآن للإصلاح وتدارك الأمور وربما بنهاية العام الحالى ستظهر تلك الملامح التى ستقودنا بالتأكيد إلى مستقبل أفضل.
أيها الشعب المصرى.. افرح.. احتفل.. ولا تتقاعس وتنسحب.. وحوِّل طاقتك السلبية إلى روح التفاؤل لتضاعف الإنتاج.. فنحن اقتحمنا أبواب الزمن الجديد.. زمن الشعوب.. حيث لا إرادة إلا للشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates