• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ١٤ مارس ٢٠١١

عن "الصاوى" و"أبو غازى" .. وديناصور الثقافة



تفائلت كثيرا عقب إختيار المهندس محمد عبد المنعم الصاوى وزيرا للثقافة .. رغم تخوفى من هذا الإختيار ضمن حكومة يرأسها الفريق أحمد شفيق التى كان رحيلها واجبا سياسيا .. وإعتقدت وأنا قليل الحيلة بدهاليز "المثقفين الرسميين بختم النسر" أن هذا الإختيار سيكون عليهم بردا وسلاما، بعد عصور من الديكتاتورية والجمود أنهتها ثورة 25 يناير .. لكننى فوجئت بنوبة شجب وإدانة عالية الصوت .. محدودة العدد، على سبيل التغيير الثورى فى مصر ضد ترشيح الرجل .. ومواجهته بالإعتصامات والإحتجاجات، بأسباب واهية وسطحية وصلت الى حد رفضه لتبنيه مواقف أخلاقية محافظة، وبعضها استند الى الموقف من الشخص أحيانا والتعامى عن ما تحقق على الأرض.

لم يكمل الرجل فى منصبه أيام قبل أن يعود الى ساحته الثقافية الحقيقية فى ساقية عبد المنعم الصاوى، وحل محله واحد من "المثقفين" عماد أبو غازى القادم من "المجلس الاعلى للثقافة" والمعين بقرار من الوزير السابق فاروق حسنى، وهو رجل عرف عنه الإستقامة وإيمانه بالحرية .. لكنه كان ولازال جزءا من المنظومة الرسمية التى جعلت الثقافة فى مصر مجرد عربة من عربات الروتين، ولم يصنع فارقا تاريخيا فى أداء المجلس الاعلى للثقافة الذى جاء منه، ولم يقد دعوة للتغيير فى العهد السابق، كما لم يبادر بصياغة تغيير حقيقى فى الفترة الإنتقالية، طارحا بعض الافكار كأطار، دون أن ينفذها بالسرعة المطلوبة التى تتلائم مع العصر، أو حتى فى إطار الدور الإنتقالى المؤقت لوزارته، وبدا أنه يتصرف كأنه الوزير المؤبد فى الوزارة، وليس وزيرا مؤقتا مطلوب منه تبنى إصلاح حقيقى وواقعى فى جسد وزارة الثقافة فى زمن محدود، يتناقص فيه الرصيد المتبقى من الأيام، بقدر ما مر دون فعل حقيقى، كما هو الحال مع الساعة الرملية الكلاسيكية.
ولعل حالة الصمت التى إنتابت رافضين لتعيين "أبو غازى" أيضا وزيرا للثقافة، كانت "غريبة" و"غير مفهومة"، على عكس ما حدث مع المهندس محمد الصاوى، ولعل ما يزيدها غموضا أن موقعا مثل "اليوم السابع" الأخبارى الأكثر إنتشارا فى مصر، يقوم بحذف تقرير بعنوان "تباين آراء المثقفين حول اختيار "أبو غازىوزيرًا للثقافة والآثار" بعد نشره بساعات، وإزالته بالكامل من أرشيف الموقع، رغم بقاء النسخة الأقدم من التقرير ذاته حول المهندس محمد عبد المنعم الصاوى عند توليه الوزارة، وهو أمرا إعتدنا عليه من "اليوم السابع" قبل وبعد وأثناء الثورة.. بعضها كان يتعلق بطبيعة رد الفعل تارة .. والتوازنات الجديدة والقديمة .. وشعار إدارة تحرير الموقع "أنا أضرب وألاقى" تارة أخرى.
المهم أن عودة الصاوى الى مقره ستكون بالتأكيد أفضل للساقية .. وهى عودة الى حين .. حينما سيكون إختيار الوزراء فرضا للديمقراطية وحصص الأحزاب وتشكيل الحكومة، وحينها أنا على ثقة بان الصاوى سيظل إسما مطروحا .. وأمينا على الثقافة فى مصر .. وأعتقد قد يرفض ان يكون وزيرا مزمنا حتى لا يصيبه جمود الكرسى .. وأنه كان يفضل القيام بدور "إنتقالى" من مرحلة الى أخرى بما لديه من أفكار مرحلية أعلن عن بععضها فى أيام الوزارة ولم يسعفه الوقت للإعلان عن غيرها .. فيما يبقى على "أبو غازى" ان يبادر بالفعل .. ويسارع بالتاكيد على فاعليته وأفكاره فى تحريك هذا الديناصور الذى كاد دوره أن يوشك على الإنقراض .. فيما كانت تجربة "ساقية الصاوى" أكبر دليل على تحدى الواقع وصناعة التغيير الفعلى .. وأثق بأنه سينفذ ما لديه من أفكار فى مناخ العمل الذى إعتاده، وبما لديه من إمكانيات محدودة.
وفق الله من تولى .. لما فيه الخير لمصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates