• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الثلاثاء، ١٠ يونيو ٢٠٠٣

ورحل "النحيف .. المخيف" .. سر دموع المشير الجمسى امام وزير خارجية امريكا



من ارائه ان عبد الناصر مسئول عن النكسة، وان الحرب قادمة اذا اقتضت الضرورة
سر دموع المشير الجمسى امام وزير خارجية امريكا

·        رفض الانقلاب على السادات فى احداث 17 ، 18 يناير .. بعد ان اتصلت به قوى سياسية معارضة
·        وشاية مخابراتية كاذبة، قلبت السادات عليه، ومع ذلك لم يدخل فى خندق مزورى التاريخ والحقائق مثل غيره.
·        كيسينجر قال له إن القادة الاسرائيليين اعترفوا بأنهم يخشون الجمسى أكثر من كل القادة العسكريين العرب الآخرين.

هل شاء القدر ان يرحل عن دنيانا المشير محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 المجيدة، ليعيد الينا الحديث عن ذكرى النصر ، بينما الجدل السنوى المعتاد، حول هزيمة الجيش المصرى فى الخامس من يونيو يترامى غباره على الجميع، ممن شاركوا فى الانكسار ثم الانتصار، تمهيدا للبحث عن قربان نقدمه كل عام الى اله احزاننا، على الطريقة الفرعونية القديمة، وقبل شهور من الذكرى الثلاثون لانتصار السادس من اكتوبر، حيث كان الرجل مصدرا امينا موثوقا للواقع الذى سطره الجندى المصرى على رمال سيناء الابية.

فالفقيد الذى لقى ربه الكريم صباح يوم السبت الماضى، كان واحدا من علامات العسكرية المصرية التى اثبتت جدارتها عندما اتيحت لها فرصة الحرب المنظمة فى اكتوبر 73 ، وكان وهو صاحب الوجه الصبوح والابتسامة الواثقة، مرجعا عسكريا لكل من كان يبحث عن معلومة فى التاريخ الحربى المعاصر منا نحن الصحفيون المزعجون غالبا، فى سبيل البحث عن الحقيقة والمتاعب.
لقى المشير الجمسى ربه بسنوات عمره الـ 82 وبعد رحلة مع المرض بدأت فى يناير الماضى، مر خلالها صاحب العبقرية العسكرية بحالة غيبوبة، قبل ان يودعنا، تاركا خلفه تاريخ طويل من النضال والحكايات التى ستتوارثها الاجيال.
تخرج محمد عبد الغنى الجمسى فى الكلية الحربية سنة 1939وهو من مواليد محافظة المنوفية فى سبتمبر 1921، تدرج فى الوظائف العسكرية، حتى أصبح وزيرا للحربية بعد حرب أكتوبر 1973 (كان اخر من حمل لقب وزير الحربية التى اصبحت فيما بعد تعرف بوزارة الدفاع) ، مرورا بقيادة هيئة التدريب فرئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيسا للمخابرات الحربية، وهو الموقع الذى شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب، ليشغل منصب رئيس الأركان.
ونال الجمسى رتبة الفريق ونجمة الشرف العسكرية فى احتفال مهيب بمجلس الشعب حضره الرئيس السادات والعقيد معمر القذافى وذلك قبل تعيينه وزيرا للحربية عام 1975، ليظل فى موقعه حتى أكتوبر 1978، ليعين مستشارا عسكريا لرئيس الجمهورية عام 1978 ورأس فى ذلك العام الوفد المصرى فى اجتماعات اللجنة العسكرية الاسرائيلية المصرية، كما رقى لرتبة مشير عام 1979، ثم قرر اعتزال الحياة السياسية.
كان الجمسى ضابط مخابرات متميزاً، قبل توليه قيادة المخابرات الحربية، ونجح من خلالها فى رصد تحركات قوات العدو الاسرائيلى على الجبهة بعد نكسة 1967 وأفادت المعلومات التى جمعتها المخابرات تحت قيادته فى نجاح حرب الاستنزاف 68 ـ 1970 فى تحقيق اهدافها وهو ما رشحه بعد ذلك لتولى مسئولية اعداد تدريب الجيش المصرى قبل الحرب الفاصلة، وهى الفترة التى انتقل فيها الجيش من حالة الدفاع النشط الى الاستعداد لعبور قناة السويس وتحرير سيناء.
وكان احد العقول المدبرة لحرب أكتوبر، حيث تحمل عبء اعداد خطة العمليات «بدر» وتفاصيلها الدقيقة، مثل تحديد يوم العبور وساعة الصفر، وهى المهمات التى لم يكن ليتحملها سوى رجل من طراز فريد مثل الجمسى الذى تجلت براعته أيضا فى التنسيق الاستراتيجى بين الجيشين السورى والمصرى، فى سابقة لم تتكرر فى تاريخ العسكرية العربية الحديثة.
حدد الجمسى شهر أكتوبر كأنسب موعد لبدء الهجوم المصرى السورى لكثرة الأعياد اليهودية فيه ـ 8 أعياد ـ وموافقته شهر رمضان، وهو ما ساعد على نجاح الخداع الاستراتيجى بالاضافة لملائمة شهر أكتوبر للقتال فى الجبهة السورية قبل موسم تساقط الثلوج فى نوفمبر، كما كان الجمسى وراء اختيار الجمسى السادس من أكتوبر لموافقته «يوم عيد الغفران» المقدس عند اليهود والذى تتوقف فيه الحياة داخل «اسرائيل» مما يؤخر تعبئة قوات العدو، وحدد ساعة الصفر فى الثانية بعد الظهر، والذى تواجه فيه الشمس أعين العدو وهو ما يعطى الميزة للمدفعية المصرية، واجمل الجمسى كل ملاحظاته فى كشكول "ابنته" وسلمه للسادات، فكان اشهر كشكول فى تاريخ مصر ، والذى تحدث عنه السادات اكثر من مرة لما فيه من معلومات بالغة الدقة والسرية.
وعندما شهدت حرب أكتوبر ثغرة الدفرسوار التى أحدثت خلافا أدى الى الفراق بين السادات والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أقال السادات الاخير أثناء الحرب ليتولى الجمسى منصبه، ليضع خطة لتصفيتها، وأطلق عليها الخطة "شامل" وحدد لها تاريخ 20 يناير 1974 لبدء تنفيذها، لكن الرئيس السادات أجهضها بموافقته على فك الاشتباك الأول، عقب زيارة وزير الخارجية الامريكى هنرى كيسنجر للقاهرة.
كان اشتراك الجمسى فى مفاوضات الكيلو 101 مع الوفد الاسرائيلى، من الأعمال الهامة فى حياته، قبل المفاوضات حيث قرر الجمسى ألا يبدأ بالتحية العسكرية للجنرال ياريف ـ رئيس الوفد الاسرائيلى ـ وألا يصافحه ـ وهو ما حدث فعلا ـ وهو الموقف كان الرجل فيه نموذجا للعسكرى المصرى الصلب.
وفى مذكراته يذكر اسماعيل فهمى وزير الخارجية الأسبق الذى قدم استقالته للسادات احتجاجا على مبادرته بالسفر الى القدس عام 1977، أنه وعلى أحد أطراف مائدة مفاوضات فض الاشتباك الأول فى 18 يناير عام 1974 جلس وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر.. وعلى الطرف الآخر جلس المشير الجمسى، والذى أدار وجهه للحائط تاركا دموعه تنزل فاقترب منه كيسنجر، متساءلا.. لماذا تبكى يا جنرال؟
وأكمل قائلا فى محاولة لمواساته "إن القادة الاسرائيليين اعترفوا لى بأنهم يخشون "الجنرال الجمسي" أكثر من كل القادة العسكريين العرب الآخرين".
وكانت دموع الجمسى كرجل عسكرى، بسبب موافقة السادات فى فض الاشتباك بسحب 1000 دبابة و70 ألف جندى مصرى من شرق القناة.. وهو ما اعتبره تنازل سياسى لا يلقيق مع نتائج النصر فى الحرب.
ويذكر المصريون وكل القوى السياسية للرجل أنه وأثناء مظاهرات 18 و19 يناير عام 1977، رفض أن ينزل الجيش الى الشارع، بعد ان اتصلت به قوى سياسية معارضة خلال المظاهرات اجل الاطاحة بالرئيس السادات، ولكنه رفض ذلك، قائلا انه شعر بنوع من الخطر القادم من الناس التى تفكر فى التخلص من السادات ولم يكن يستطيع تنفيذ ذلك والا اصبح خائنا لامن الدولة وهو المسئول عنه، لكن السادات غضب لرفض الجمسى نزول الجيش، وخاصة بعد وشاية مخابراتية كاذبة ضده من المخابرات المصرية والامريكية بأنه يخطط للتخلص من السادات، فخرج بعدها من الخدمة الى الحياة المدنية.
كان المشير الجمسى رجل يعتمد عليه ويثق فيه الجميع، ولم يذهب فى خلافه مع احد الى حد تزوير التاريخ وقلب الحقائق كما فعل غيره، وبقى رجل عسكريا شامخا يعترف بما له، كما يعترف بما عليه
عاش رجلنا قصص حب كثيرة فى حياته، على رأسها عشقه للوطن والحياة العسكرية، او حبه الشديد لزوجته الراحلة التى انجب منها ولدا وينتين، مدحت وهو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويعمل فى بنك فيصل وماجدة وهى خريجة آداب انجليزى عملت فترة قصيرة ثم تفرغت لبيتها بعد الزواج ومها وهى خريجة نفس كلية اختها وتفرغت ايضاً لبيتها ، تحملت زوجته الكثير ولاسيما أن الحياة العسكرية تنطبع على البيت الى أن توفيت - رحمها الله- بعد خروجه من الخدمة بثلاثة شهور فى عام 1978.
كانت اخر تصريحاته الصحفية، تلك التى حمل فيها مسئولية هزيمة حرب 1967 على عاتق الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، بيبنما اكد مسئولية حدوث الثغرة فى حرب اكتوبر 1973 تتحملها القيادة العامة للقوات المسلحة كمسئولية مشتركة.
وفى اخر محاضرة القاها بمركز زايد للتنسيق والمتابعة بالامارات عن حرب أكتوبر وتناقلت وكالات الانباء تصريحاته التى قال فيها أن التاريخ يؤكد أن إسرائيل لا تخرج من الأراضى العربية المحتلة إلا بالحرب الأمر الذى يجب ان تدركه الدول العربية، كما دعا إلى ضرورة إعادة النظر فى ميثاق الجامعة العربية و خاصة مسألة الدفاع العربى المشترك و زيادة التنسيق العسكرى للاستفادة من الإمكانات المادية والعسكرية المتواجدة فى الدول العربية .
 كما اكد إن حرب 6 أكتوبر كانت بقوات مصرية ولم تشارك فيها قوات أجنبية موضحا أنه كان مقررا أن تأتى قوات من الجزائر وليبيا إلا ان هذه القوات لم تصل إلا بعد نهاية الحرب بأسبوع مشيرا الى أربعة كتائب كويتية كانت متواجدة قبل اندلاع الحرب، التى وصفها بأنها إنجاز عظيم لمصر والعرب، معربا عن اقتناعه أن " استعادة سيناء " جاءت نتيجة لحرب أكتوبر , وبدونها ما كان يمكن استعادتها بالوسائل السياسية، وقال إنه فُرضت علينا حتمية هذه الحرب بعد أن أصبح لا بديل عنها وستفرض حرب أخرى حتميتها إذا لم يكن هناك مفر منها.
رحم الله الجمسى .. رجلا عسكريا صادقا، ونقيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates