• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٢١ مارس ٢٠٠٧

هل يستطيع الملك عبد الله ملىء فراغ عبد الناصر

  • سفير بلد المنشأ للزعيم ناصر يري أن كلام الملك لا يثير مشكلة
  • فجأة «طاح» العاهل السعودى فى الأمريكان بخطاب «ساخن»..«فاستطعم» الزعامة وقرر ان يكون خليفة عبد الناصر
  • أهلا بالملك عبد الله زعيما..وليبدأ بالاعتذار لروح عبد الناصر واعلان دعمه لمقاومة الاحتلال فى العراق وفلسطين
  • ليس من ذنب الشعوب العربية أنها عاشت بلا زعامات منذ 37 عاما رغم أن أبواقها تسبح بعبقرية قادتها فى الزمان والمكان
  • هيكل: «الأمريكان تسببوا فى خراب هائل لهذه المنطقة وأخرجوا مصر من المعادلة وجعلوا السعودية تجرى وراءهم»

كتب: حسن الزوام

كان الحدثان شديدي التلاصق زمنيا، فبين اجتماعات القمة العربية التى استضافتها المملكة العربية السعودية فى عاصمتها الرياض، وبين مقال الكاتب البريطانى روبرت فيسك الذى نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، مجرد أيام تعد على أصابع اليد.. كان نتيجة الحدث الأول خطاب للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز وصفه البعض بالنارى، رغم انه كان كمن فسر الماء بالماء، حينما وصف الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق بانه "غير مشروع"، فى مشهد أكملت أمريكا تفاصيله بمسارعة البيت الابيض الى نفى ان تكون الولايات المتحدة تحتل العراق، دون ان توضح ما الذى تفعله هناك، ويمكن اذا ما أغفلنا "سخافة" الدبلوماسية وألفاظ السياسة الكونية أن يعيد تعريف معنى وجودها فى العراق.

المهم أن القمة العربية التى اعتبرت تاريخية لأن العاهل السعودى "طاح" فى الأمريكان بخطاب "ساخن"، رغم أن المملكة السعودية تسمى فى أدبيات وكالات الانباء العالمية " من اهم حلفاء واشنطن فى المنطقة"، وكان من تداعيات هذا الخطاب حديث "فاتر" عن أن الملك السعودى قد رأى انه الوحيد القادر على تولى مكان الزعيم جمال عبد الناصر بدون اشتراكية، وأنه يرغب فى أن يلعب دوره فى توحيد الأمة العربية التى عاشت بلا زعيم لمدة 37 عامًا، وهى النوايا التى نقلها مسئول سعودى قريب من القصر، ومنحها نبيل فهمى السفير المصرى لدى الولايات المتحدة "قوة" باعتباره سفير بلد المنشأ للزعيم الذى يطمع العاهل السعودى في خلافته وهو الزعيم "جمال عبد الناصر"، حين قال: "إن كان العاهل السعودى يرى نفسه مثل عبدالناصر فلا مشكلة، فكلما كان لدينا عدد من الزعماء الأقوياء كان ذلك أفضل"، مؤيدا ما يفعله الملك عبدالله، وحالما بأن يفعل المزيد.

أما الحدث الثانى فكان نقل فيسك تفاصيل جلسة جمعته بمحمد حسنين هيكل الكاتب والمؤرخ الكبير، قال خلالها:" ان الأمريكان تسببوا فى خراب هائل لهذه المنطقة، وأخرجوا مصر من المعادلة وجعلوا السعودية تجرى وراءهم"

بين الحدثين تقف الحقيقة، فلا ضرر من أن يقف الملك عبد الله فى مكان القائد ليقود العرب، ولكن الى اين؟.. هل لنلهث وراء أمريكا.. كما قال هيكل؟.. ثم كيف سيكون ملك السعودية هو عبد الناصر القادم فى الوقت الذى كانت فيه المملكة السعودية هى المعوق الأول لتحركات عبد الناصر القومية وهى التى خصصت له جناحا بمخابراتها ترأسه كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية فيما بعد، والذى قيل إنه كان وثيق الصلة بالمخابرات الأمريكية، وهى ذاتها التى كانت وراء انهيار الوحدة بين مصر وسوريا لاضعاف زعامة عبد الناصر بعد أن اقتنعت بأنه يطمع فى السيطرة على المنطقة العربية كلها، وهى التى اتهمها عبد الناصر بأنها كانت وراء محاولة لاغتياله فى فبراير 1958 بعد أن تفتق ذهن الملك سعود عن فكرة رشوة رجل سوريا القوى عبد الحميد السراج بمليونى ريال، واعترف السراج فيما بعد بتفاصيل العملية.

وحتى وإن تفهمنا ان السياسة ليست بالرومانسية الحالمة، وأن مصالح العروش تحكم تحالفاتها وخططها وتحدد أعداءها، يبقى التساؤل: كيف يطمح ملك السعودية الى خلافة رجل سعت بلاده الى اغتياله يوما؟.. هل يليق ذلك.. أم هكذا تبدل العروش المواقف؟

وبعيدا عن علاقات المملكة والزعيم المصرى، بات الاهتمام السعودى بالقومية العربية ورمزها نفسه محل تساؤل، وكذلك سر هذا التوقيت للحديث عن خلافة الزعيم جمال عبد الناصر، بعد أن أصبحت المملكة السعودية بفعل الواقع هى الدولة المحورية "الكبرى"، الأكثر تأثيرا بالمنطقة والتى تلعب دورا فى القضية الفلسطينية والملف اللبنانى والصراع العراقى وتراقب النشاط الايرانى فى ذات الوقت.

وللإجابة عن التساؤل أنقل هنا عن تقرير للصحفى أندرو هاموند محرر وكالة رويترز من العاصمة السعودية إبان القمة العربية، الذى قال فيه "كان القوميون العرب والجماعات الاسلامية فى مختلف ارجاء العالم العربى ينظرون على مدى فترة طويلة للمملكة الصحراوية المنعزلة باستياء على اعتبار أنها الدولة التى أسهم حكامها أكثر من غيرهم فى ضمان هيمنة النفوذ السياسى والعسكرى الأمريكى فى المنطقة"، مضيفا " أن القمة العربية ستشهد الترويج للمملكة المنتجة للنفط التى كانت منعزلة ذات يوم كزعيم للعرب مدعوم من الولايات المتحدة".

هاموند نقل عن الكاتب القومى المتشدد ورئيس تحرير صحيفة القدس العربى عبد البارى عطوان قوله "السعودية كانت تحجم عن القيام بدور الزعامة وكانت ترغب فى تهميش جامعة الدول العربية (لكنها) الآن وبشكل مفاجئ غيرت رأيها بسبب الضغوط الأمريكية وليس لرغبتها فى ذلك.. الولايات المتحدة لجأت لهم وقالت: أنتم حلفاؤنا افعلوا شيئا نرجوكم".

وبالنظر الى ما قاله أحمد شعلان الكاتب بصحيفة «الحياة» المملوكة للسعودية قوله "دور الزعامة فى العالم العربى ألقى على عاتق السعودية التى لم تسع بالتأكيد للحصول عليه" دون ان يوضح من الذى القى بالدور فى "حجر" المملكة، ولصالح من طالما أنها لم تسع اليه.

وإذا ما أضفنا الى تلك الآراء ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فإن الإجابة هى "ابحث عن واشنطن"، ومعها يمكن تخيل نوعية الزعامة التى تريد المملكة العربية السعودية الحصول عليها وجعلها شخصية "لحما ودما" متجسدة فى بعث روح جمال عبد الناصر، رغم أن الأخير لم يسع مهرولا خلف واشنطن يوما ولم يجرؤ أحد على اتهامه بذلك، ولم يكن من حجاج البيت الأبيض يوما، كما انه لم يقرر فى يوم وليلة قرارا جمهوريا بأنه سيكون الزعيم الذى سيقود الامة الى مصير سعيد، حتى وان اعترفنا ان نوايا وآمال عبد الناصر فى قيادة الأمة، لم ترق الى مستوى ما حققه على معظم المسارات.

لم يقرر عبد الناصر أنه الزعيم ولكن اختارته الشعوب العربية ورفعت صوره فوق الاعناق، وتنازل له حاكم عربى عن عرشه ليحكم بلاده فى سابقة لم يجربها التاريخ الحديث.

لم يكن عبد الناصر ليقم مثلا فى أعقاب حماقات اسرائيل منذ مطلع الالفية الجديدة فى فلسطين ولبنان، بتقديم مباردة سلام مع تل ابيب، ثم يعيد تقديمها مرة أخرى عارضا على إسرئيل الاعتراف الكامل بها من قبل الـ22 دولة، الأعضاء فى الجامعة العربية، فى مقابل الانسحاب من جميع الأراضى التى احتلتها عام 1967 والاعتراف بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين، رغم أن اسرائيل تجاهلت المبادرة فى طرحها الأول قبل أن تعيد الكرة فى طرحها الثانى.

لم يكن الرئيس المصرى الراحل ليسمح - فى حدود قدراته - بقدوم قوات احتلال أمريكية لاحتلال بغداد عاصمة الرشيد، دون ان يعلن التضامن ضد قوى الاستعمار والامبريالية، ويقوم بدعم حركات المقاومة والتحرر علنا، دون الالتفات الى الحسابات ومواقف باقى القادة العرب وتوازناتهم، ووالله لو فعل الملك عبد الله ذلك الآن لوضعت الشعوب العربية صوره بجوار الزعيم المصرى الراحل، ليكون خير خلف لخير سلف، ولكن ان يتوق الملك عبد الله للزعامة التى مصدرها الشعوب من خلال طموح بلا أدوات فهذا هو المستحيل.

ليس ذنب الشعوب العربية أن أوطانها عانت من غياب الزعامات برحيل عبد الناصر منذ 37 عاما، على حد وصف المسئول السعودى، رغم أن أبواق الزعامات العربية بلا استثناء تغنى ليلا ونهارا بعبقرية حكامها فلتة الأزمنة والأمكنة أصحاب الحكمة التى لا تنتهى ولا تنضب، وليس من ذنب الشعوب العربية أنها تعيش الآن فى الحقبة السعودية بعد الحقبة المصرية، وهى تتأمل حالها من زعيم الى آخر.

وبصفتى مواطنا عربيا ، أكرر ما قاله السفير المصرى فى واشنطن من ترحيب بوجود زعيم جديد على غرار قوة جمال عبد الناصر، وقدرته على توحيد المواقف، ولكن ليس بالنوايا ولكن بالأفعال، ووفقا لمعايير الشعوب وليس تقديرات الساسة، ولنبدأ باعتذار سعودي عن خلافات الماضى يوجه لروح الزعيم، وبعث الوحدة العربية من جديد بمواقف صلبة، ولتكن أولي الخطوات من بغداد فهى أقرب جغرافيا الى الرياض منها الى القاهرة.

أما عن جمال عبد الناصر فأقول للسعوديين إن الظرف تغير والعالم صار غير العالم، فاتركوا لنا شيئا.

الخميس، ١٥ مارس ٢٠٠٧

الهموم الـ 10 للمصريين


  • 95% يشتكون من غلاء الاسعار، و78% من الفساد السياسي، و65% يريدون الخروج من مصر
  • 58% لا يعرفون كيف يرضون الله فى هذا الزمان، و45% يخافون من إهمال الأطباء
  • البانجو والروتين معا فى المرتبة الاخيرة، والبطالة والعنوسة وانحلال المجتمع فى المقدمة
  • توقعنا أن تسجل هموم المصريين 374 هما، فجاءت أوراق الاستطلاع بـ 1095 شكوى

استطلاع أعده: حسن الزوام

فى محاولة لكسر حدة وقتامة الحوار مع الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لجأ الزميل محمد على ابراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية الى ترطيب الاجواء من خلال الاشارة الى أن رئيس الوزراء « 205 سم» يتميز بأنه الاطول بين أقرانه ومن سبقوه، وأنه أول رئيس حكومة يعهد اليه بتنفيذ برنامج انتخابي للرئيس، وغيرها من السمات المميزة، الا أنه نسى ذكر أنه أول رئيس وزراء يعمل بمنطق الادارة - منطق حسابات الربح والخسارة وليس بمنطق السياسة، فى زمن تراجعت فيه السياسة امام الاقتصاد، وتراجع فيه القرار امام الدولار.

فى الحوار قال الدكتور نظيف إنه يعرف المصريين ويتعامل وفقا لدراسات تجريها حكومته، معلنا عن استطلاع للرأى اجراه المجلس وأكد فيه ان المواطن المصري راض بنسبة 80% عن أداء الحكومة مقابل 20% غير راضين، وهو الذى تزامن مع استطلاع للرأى أجرته الميدان حول هموم المواطن المصري، ما هى وماهو ترتيبها، وكعادة الاستطلاعات الحكومية -مهما كانت الجهة التى تنظمها فإن نتائجها تختلف تماما عن تلك الاستطلاعات المستقلة سواء الصحفية منها أو السياسية.


وبغض النظر عن النتائج التى خرج بها رئيس الوزراء من استطلاعه، فنحن نضع امامه وامام كل صانع للقرار فى مصر، هموم المواطن بترتيبها لعله يعرف ما يتجاهله، ويضعه فى مرتبة متأخرة عن هموم النظام.

الاستطلاع الذى اجريناه فى الميدان شمل عينة بلغ عددها 126 فردا ينتمون الى 11 محافظة وتتراوح دخولهم ما بين «صفر»، و3000 دولار بمتوسط دخل للعينة 665 جنيها شهريا، وبلغ عدد الهموم التى حددها أفراد العينة 1095 هما، بمتوسط 8.69 شكوى للمواطن الواحد رغم ان ورقة الاستطلاع تطلب ذكر أكثر خمسة هموم فقط لدى كل فرد، الا أننا كنا مخطئين حين وضعنا خمس خانات فقط، وهو الخطأ الذى تداركه الناس بذكر ستة هموم فى حياتهم على الأقل، وتفرقت الهموم على 14 هما، سجلوا 10 مستويات للقياس.

نتيجة الاستطلاع الذى أجراه قسم الدراسات وقياسات الرأى فى "الميدان" أشارت الى أن غلاء الاسعار كان الهم الاكبر بنسبة 95% الذى يهاجم المصريين وشمل غلاء كل شىء «الطعام - فواتير التليفونات - العلاج - الدواء - الكهرباء - الايجارات الجديدة -رسوم النظافة - العوائد - الضرائب والرسوم»، وإن اتسعت رقعة مشكلتى تكلفة الزواج وارتفاع أسعار السكن على غيرهما من الهموم.

أما الهم الثاني للمصريين فكان البطالة والعنوسة بنفس النسبة، والغريب أن بعضا من الذين وضعوا البطالة ضمن همومهم لديهم عمل ولكن بأجور متدنية لا تكفيهم، ويبحثون عن فرصة عمل اضافية دون جدوى، اما العنوسة سواء كانت مشكلة الشخص المستطلع نفسه أو أحد أقاربه فتساوت مع البطالة فى النسبة التى سجلتها وهى 88%.

وكمؤشر للوعى السياسي للمواطنين وفى المرتبة الثالثة جاء الهم السياسي بنسبة 78%، حيث وضع أفراد عينة الاستطلاع ضمن همومهم فى الحياة مشاكل قالوا أنها تمسهم شخصيا رغم عموميتها وكلها ترتبط بالواقع السياسي مثل «انتشار الفساد -المحسوبية - إهدار حقوق الانسان انعدام المشاركة السياسية لكافة الفرق والفصائل الخوف من عودة الارهاب الخوف من توريث الحكم- تعديل الدستور بشكل يحترم كل طوائف الشعب ويحقق طموحاته»، وجاءت غالبية الفئة المهتمة بالهم ضمن أصحاب العمل والدخول المرتفعة نسبيا مقارنة بمتوسط دخل العينة.

وفى المرتبة الرابعة كان الهم اجتماعىا وهو الخوف المسيطر على 74% من الأفراد، حيث أبدى هؤلاء خوفهم من الفشل فى تربية الابناء او الإخوة الصغار أو حتى الابناء المرتقبين نتيجة التفسخ الاجتماعى وانحدار مستوى الاخلاق فى المجتمع، وشيوع مبادئ لا اخلاقية، كما جاء بالنسبة نفسها وفى نفس التصنيف الاجتماعى، خوف المواطنين من التقصير فى واجباتهم الاجتماعية مع الاهل والأصدقاء نتيجة ضغوط الحياة.

وكنتيجة طبيعية لما سبق أكد 65% من الذين شملهم الاستطلاع رغبتهم المؤكدة فى الخروج من مصر، وأن البحث عن مخرج يشكل هما كبيرا لديهم، وإن تراوحت رغبتهم ما بين الهجرة بشكل نهائي وعدم العودة الى الوطن، او السفر لفترة مؤقتة لادخار مبلغ ثم العودة لمصر لاقامة مشروع لتأمين الحياة الكريمة أو الزواج، ونسبة ضئيلة وضعت السفر لاستكمال التعليم خارج مصر، وتنوعت أسباب الرغبة فى الخروج ما بين البطالة والفقر وتراجع مستوى التعليم.

أما هم عدم القدرة على إرضاء الله سبحانه باقامة العبادات وتعالى نتيجة ضغوط الحياة فجاء فى المرتبة السادسة بنسبة 58% من افراد العينة وجاء فى مقدمتها حج بيت الله الحرام، وتساوت معها فى النسبة نفسها مشكلة الزحام والتكدس المرورى وانخفاض مستوى وسائل المواصلات العامة والاهلية، وارتفاع أسعارها احيانا.

فى المرتبة السابعة وبنسبة 46% جاءت مشكلة تدهور مستوى التعليم ومافيا الدروس الخصوصية وارتفاع أسعارها بما يلتهم جزءا كبيرا من ميزانية الاسرة المصرية، واكد المستطلعون أنهم يعانون الكثير سواء فى تحصيل علومهم او تعليم أبنائهم.

تراجع مستوى الطب فى مصر وانتشار أخطاء الاطباء وتدني مستوى خدمات التأمين الصحي، وعدم القدرة على علاج أفراد الأسرة بشكل جيد كان الهم الثامن للمواطن المصري، حيث أكد 45% من أفراد العينة أنهم يذهبون الى المستشفيات وهم خائفون من الخروج بعاهة أو كارثة أو حتى مواجهة خطر الموت، نتيجة تراجع مستوى الاطباء وتفشي الاهمال والرعاية من ناحية التمريض والخدمات المعاونة، فيما اكد بعضهم انهم عايشوا تجارب واجهوا فيها أزمات داخل مستشفيات حكومية نتيجة تدنى امكانياتها الى درجة عدم وجود أتفه المستلزمات الطبية.

وفى المرتبة قبل الاخيرة تساوت هموم ثلاثة بنسبة 32% رغم تباينها، وهى بطء إجراءات التقاضى، غياب الاهتمام بممارسة الرياضة، وعدم وجود أماكن لممارسة الرياضة وارتفاع أسعار اشتراكات الاندية بشكل مبالغ فيه.

أما فى المرتبة العاشرة والاخيرة وبنسبة 19% جاءت مشاكل مثل انتشار البانجو والمخدرات الاخرى بشكل يهدد تماسك الاسر المصرية، وفساد أجواء العمل بما يعوق الترقى المهنى للمجتهدين، وحرية وسائل الاعلام، والروتين.

راجعوا الأرقام، وقارنوها بنتيجة استطلاع مجلس الوزراء الذى يقول ان 80% من المواطنين راضون عن أداء الدولة، أو عن ادء الحكومة.

برواز 1

الفلوس والهموم

ورقتان مختلفتان لسيدتين كليتهما تعمل فى منصب مرموق، الاولى «ب.م.ح» موظفة بأحد مكاتب مصلحة الضرائب بالجيزة، وتتقاضى 1200 جنيه شهريا، وقد وضعت فى ورقة الاستطلاع 11 شكوى من حياتها هى الاسعار والدروس الخصوصية وتكدس المواصلات و«الضرائب!!!» وسوء مستوى العلاج والتأمين الصحى، وغياب فرص العمل لاولادها وارتفاع الايجارات عليهم وتجريف الاراضى الزراعية وغياب الدعم عن الشعب، وأخيرا تدنى مستوى الرواتب.

أما الثانية فهى مضيفة جوية «س.س» تتقاضى راتبا شهرىا 3000 دولار «يعنى بأسعار صرف الدولار يوم الاثنين» 17 ألفا و130 جنيها، ما هى همومها؟ تشكو من قلة الوقت بما لا يتيح لها زيارة الأسرة والأصدقاء، كما لا تجد وقتا للتسوق وممارسة الرياضة ومتابعة الاخبار العالمية.

برواز 2

الفقراء وطوابيز الخبر والنادي الاهلى

بين أوراق الاستطلاع أطلت بعض الهموم برأسها دون ان تشكل تكرارا يسمح بإحصائها بنسب مؤثرة رغم ان بعضها هام مثل عدم القدرة على النظر لاحتياجات الفقراء وتلبيتها وطوابير الخبز، وتوفير اماكن فى الشوارع للباعة الجائلين وعدم مطاردتهم باستمرار، واصلاح حال الامة العربية والاسلامية، عودة الثقل الاقليمي لمصر، نظافة الشوارع، استمرار النادى الاهلى فى الفوز بالبطولات، تعلم قيادة السيارات، الحصول على تدريب جيد، الفوز فى انتخابات المحليات، وجود رصيد فى البنك، وأخيرا حسن معاملة الزوج.

الخميس، ١ مارس ٢٠٠٧

تسليم مصر على المفتاح .. تشطيب لوكس خالى من العيوب والإخوان


من أبوغزالة إلى أسامة الباز.. أين اختفى رجال الرئيس


  • لم يبق حول الرئيس سوى من هم محسوبون على نجله جمال الصاعد بقوة لا يضاهيها سوى الإصرار على «نفى مشروع التوريث»
  • بعد ضرب الاخوان وإضعاف الأحزاب ما هى القوة التى يمكن أن تقف فى طريق الانسياب «الديمقراطي» للسلطة بين الرئيس ونجله

كتب: حسن الزوام
لم يكن الحال فى مصر هو الحال قبل سنوات مضت لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة، كان هناك رجال لطالما حارب كثيرون لتغيير وجوههم التى ملها الناس، أشخاص تحولوا بسطوتهم ونفوذهم الى مصادر إلهام لروايات خطها أدباء عجنتهم خبرة المتابعة "انهم الرجال الذين كانوا حول الرئيس".
أين هم الان؟ ومن الذين حلوا محلهم؟ ولماذا وكيف؟ وعلامات استفهام اخرى تركوها خلفهم فى الطريق الى لا شيء، وكلها اسئلة تشير الى واقع ومستقبل مصر.
بداية هل تذكرون على سبيل المثال رجلا مثل كمال الشاذلى، وآخرين مثل يوسف والى وأسامة الباز وعمرو موسى وصفوت الشريف وإن بقى الاخير قادرا على جذب الأضواء اليه اينما ذهب، .. ولكن من قال إن السياسة تلعب فى الضوء؟
لم يبق من هؤلاء أحد .. ولم يكن بقاؤهم يوما دعوة يحمل لواءها مطالب، بل كانوا ممثلين لأزمنة مضت بعقليات لا تقدر على التغيير وتعشق الثبات الى حد الركود، لكنهم كانوا رجال الرئيس، ملوك التصريحات السياسية فى وطننا، رموز الحزب الوطنى الحاكم وحملة كتالوج السلطة .. والان من حل محلهم؟
رجل مثل كمال الشاذلى وزير شئون مجلسي الشعب والشورى وأمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطي تم "فكه" حزبيا برجلين أولهما أحمد عز وهو رجل أعمال يتهمه السوق بأنه "محتكر" لأهم سلع التنمية وهى الحديد المسلح، وهو واحد من أهم 10 ممولين للحزب الوطنى، وأحد الذين صنعتهم الظروف مع سبق الاصرار والترصد، فصعد منذ عام 2000 نجمه فى ما سمى بلجنة التطوير فى الحزب الوطنى .. قبل أن ينتقل من الصفوف الأولى أمام المنصة الى المنصة نفسها بوصفه أمين التنظيم بالحزب، ولكن هل ينظر الناس الى أحمد عز كسياسي، هل سمعوا له يوما تصريحا فيه شبهة سياسة أو تلميحا الى خطة إنقاذ للوطن .. هل سمعتم صوته يوما؟ .. هل شاهدتموه يوما يتكلم إلا مدافعا عن اتهامه باحتكار حديد التسليح؟
الأغرب أن عز الذى يحاول لعب دور المسيطر على زمام الامور فى جلسات مجلس الشعب بحكم منصبه الحزبي، يلجأ فى مشهد مكرر وفى كل أزمة الى كمال الشاذلى، ينحنى منصتا، ثم منتصبا فى عجالة لينقل الى نواب الحزب أمرا ما أو تعليمات هامة، وكأنه يحاول إخبار النواب بها قبل أن ينساها.
أما الرجل الثانى الذى "توظف" مكان الشاذلي، فهو الدكتور مفيد شهاب، ذلك القانوني الخبير الذى كان عضوا في جدول الدفاع المصرى فى مشكلة طابا، والذى تدرج فى السياسة من "التنظيم" الطليعى إبان الحكم الناصرى، الى زمن "لجنة" السياسات، وهو الرجل الذى مازال محسوبا على الباقين من رجال الرئيس مع قدرته على التغيير والتكيف، والعطاء لكل العصور .. اشتراكية كانت ام رأسمالية.
وقبل الشاذلي كان يوسف والى وزير الزراعة السابق ونائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الحاكم، الرجل الثالث فى سلسلة أقوى الرجال فى مصر حتى قبل شلحه من مناصبه الحزبية والوزارية بشهور، على صدى انكشاف مفاجئ لفساد يحدث بوزارته، ذلك الفساد الذى واظبت صحيفة الشعب "رحمها الله" الصادرة عن حزب العمل "كرم الله مثواه" على كشفه على مدار 52 عددا تقريبا، دون أن يلتفت احد الى ما تنشره بحكم أنه كلام جرائد، ذلك الكلام الذى انتهى بتحقيق العدالة وهو سجن مجدى حسين رئيس تحرير جريدة الشعب فى حكم تاريخى.
رحل والي وكان رحيله أولي نتائج حرب العراك بالتابعين .. فأسقط له على رقعة الشطرنج "فيل وطابية وبضعة عساكر"، كما أسقط للشاذلى وصفوت الشريف رجال تابعون .. فى فترة عرفت فيها مصر كشف قضية فساد كل 9 ثوان.
انتقل عمرو موسى الى جامعة الدول العربية ليسجل شعبان عبد الرحيم أول جريمة سياسية فى حياته بعد أن غنى أغنيته "بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل" وبعد أن ساعده موسى نفسه بشخصنة وزارة الخارجية، وجعل المواقف مواقفه والغضب غضبه والقرار قراره، ولم يملأ مكانه أحد كغيره من المناصب التى انتقل عنها رجالها، وتركوها فارغة اللهم من شخص يفترض أنه يملؤها.
وإذا كان موسى قد رحل لشخصنة مؤسسة اخرى وهى جامعة الدول العربية، فإن صفوت الشريف ثانى أقوى الرجال فى مصر فى زمن ما، قد نقل الضوء الى مجلس الشورى بحكم خبرته الاعلامية، باقيا فى منصبه الحزبى كأمين عام للحزب الحاكم الى حين، كما وجد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس ضالته فى القاء المحاضرات وحضور الندوات والحديث عن إصلاح لم تتضح معالمه بعد.
ولم يبق من رجال الرئيس سوى اسم واحد بارز فى الكادر وهو اللواء عمر سليمان حامل لواء السياسة المصرية فى القضايا الإقليمية الكبرى مثل القضية الفلسطينية.
لم يبق حول الرئيس سوى من هم محسوبون على نجله جمال مبارك الصاعد بقوة لا يضاهيها سوى الإصرار على "نفى مشروع التوريث" من عينة محمد كمال عضو هيئة مكتب أمانة السياسات بالحزب الوطنى الى حين، ومعه جوقة من الوزراء المرتبطين ببعضهم البعض وكأنهم "شلة" متناغمة ورجال أعمال مثل أحمد المغربي ورشيد محمد رشيد، ومجموعة من المقربين من جمال نفسه مثل محمود محيي الدين وزير الاستثمار وأنس الفقى وزير الإعلام ... وجميعهم لا يتحدث فى السياسة.
ورغم الإصرار على نفى التوريث كتوريث - وهو نفى حقيقى بالمناسبة - لأننا بالتأكيد كدولة لا تورث لأنها ليست مملكة بل جمهورية، يبقى الواقع فارضا نفسه حول تسليم مصر تسليم مفتاح لتكون جاهزة لرئيس الجمهورية القادم "جمال مبارك" من خلال نهش أى قوة من الممكن ان تقف فى طريق الانسياب "الديمقراطي" للسلطة بين الرئيس مبارك ونجله جمال، وإلا ما هو مبرر الحملة المقننة والعشوائية والمفترسة ضد جماعة الإخوان المسلمين والتى تجاوز عدد المعتقلين منها أى أرقام عرفها تاريخ الجماعة التى يقال عنها انها محظورة رغم أن لها 88 عضوا فى مجلس الشعب ؟؟؟.
من هى القوة التى تقدر على مواجهة انسياب السلطة .. هل هو حزب الوفد الجديد "بالطبع لا" فالحزب نفسه فى طريقه لمرحلة ما بعد الانهيار، هل هو الحزب الناصري الذى كره الناصرية فى عقيدتهم السياسية، وتشرذم الى أحزاب وقوى وتيارات تحت التأسيس، ام حزب العمل الذى تجمد رغم أحكام القضاء بإعادته للساحة، أم حزب التجمع الذى يرأسه رجل يحترف خلق العداء مع جميع القوى ما عدا الحزب الوطنى، أم بقايا حزب الغد الذى كان له مستقبل مرتبط بشخص مؤسسة أيمن نور الذى لن تقم له قائمة مرة اخرى .. أم من ؟؟
ربما سيترك فى الساحة حركات مثل كفاية التى تتحرك فى إطار نخبة لا يتجاوز عددها 200 فرد زهق معظمهم من الملاحقات وضرب الهراوات والتحرش بأثداء العضوات منهن .. بعد أن يتم ولا أعرف الوسيلة "تلطيف الأجواء مع القضاة" الذين يهتمون فقط بإبعاد تهمة تزوير ارادة الشعب عنهم، وتنحصر اهتماماتهم فى أمور مهنية، تتعلق بالاستقلال المهني ولا شيء غيره بعيدا عن السياسة وهمومها اللهم إلا بضعة آراء ترش الملح على الجرح من حين لآخر.
أما الشعب فهو "طيب الله ثراه" آخر وأضعف أطراف المعادلة، ومن السهل بحكم انه شعب لطيف وسريع النسيان، ومحدود المطامع مكسور الجناح، ان يتم دفعه دفعا لانتخاب الرئيس جمال مبارك بطريقة شرعية وعبر صناديق الاقتراع، بعد منع سكان محافظات القناة وفى مقدمتها بورسعيد، والدلتا وفى مقدمتها الغربية، والصعيد وفى مقدمتها المنيا من التصويت فى تلك الانتخابات، ولو بقوة الامن المركزى والمسجلين خطر، رغم أنهم سيذهبون الى لجان الانتخابات بناء على دعوة ستوجهها الدولة عبر كافة منابرها الاعلامية، بعد أن ينسوا ما حدث فى انتخابات 2005.
لن يبقى فى مصر الا "كهنة آمون" بكامل تعريفاتهم سواء كانوا رجال أمريكا الذين هاجمهم الرئيس مبارك نفسه فى معرض الكتاب عام 2001، بحكم انهم يعملون ضد الصالح المصري، بينما يسيطرون الآن على اقتصاد الوطن، أو وفق تعريف السجين أيمن نور فى مقالة له كتبها من خلف القضبان بأنهم "مجموعة من رجال القانون والدستور الذين سيتولون ضبط النصوص الخاصة بالتعديل الدستوري وتطبيق وإنزال هذه النصوص لاستبعاد أي منافسة حقيقية لجمال بقيادة الدكتور مفيد شهاب وأحمد فتحي سرور والدكرورى محامى الرئيس" أو حتى وفقا للتعريف التاريخى "وهم من باعوا مصر وأجلسوا على عرشها الإسكندر الغازي ابناً لآمون".
ولم يبق سوى كهنة آمون.

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates