• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الخميس، ١ مارس ٢٠٠٧

تسليم مصر على المفتاح .. تشطيب لوكس خالى من العيوب والإخوان


من أبوغزالة إلى أسامة الباز.. أين اختفى رجال الرئيس


  • لم يبق حول الرئيس سوى من هم محسوبون على نجله جمال الصاعد بقوة لا يضاهيها سوى الإصرار على «نفى مشروع التوريث»
  • بعد ضرب الاخوان وإضعاف الأحزاب ما هى القوة التى يمكن أن تقف فى طريق الانسياب «الديمقراطي» للسلطة بين الرئيس ونجله

كتب: حسن الزوام
لم يكن الحال فى مصر هو الحال قبل سنوات مضت لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة، كان هناك رجال لطالما حارب كثيرون لتغيير وجوههم التى ملها الناس، أشخاص تحولوا بسطوتهم ونفوذهم الى مصادر إلهام لروايات خطها أدباء عجنتهم خبرة المتابعة "انهم الرجال الذين كانوا حول الرئيس".
أين هم الان؟ ومن الذين حلوا محلهم؟ ولماذا وكيف؟ وعلامات استفهام اخرى تركوها خلفهم فى الطريق الى لا شيء، وكلها اسئلة تشير الى واقع ومستقبل مصر.
بداية هل تذكرون على سبيل المثال رجلا مثل كمال الشاذلى، وآخرين مثل يوسف والى وأسامة الباز وعمرو موسى وصفوت الشريف وإن بقى الاخير قادرا على جذب الأضواء اليه اينما ذهب، .. ولكن من قال إن السياسة تلعب فى الضوء؟
لم يبق من هؤلاء أحد .. ولم يكن بقاؤهم يوما دعوة يحمل لواءها مطالب، بل كانوا ممثلين لأزمنة مضت بعقليات لا تقدر على التغيير وتعشق الثبات الى حد الركود، لكنهم كانوا رجال الرئيس، ملوك التصريحات السياسية فى وطننا، رموز الحزب الوطنى الحاكم وحملة كتالوج السلطة .. والان من حل محلهم؟
رجل مثل كمال الشاذلى وزير شئون مجلسي الشعب والشورى وأمين التنظيم بالحزب الوطنى الديمقراطي تم "فكه" حزبيا برجلين أولهما أحمد عز وهو رجل أعمال يتهمه السوق بأنه "محتكر" لأهم سلع التنمية وهى الحديد المسلح، وهو واحد من أهم 10 ممولين للحزب الوطنى، وأحد الذين صنعتهم الظروف مع سبق الاصرار والترصد، فصعد منذ عام 2000 نجمه فى ما سمى بلجنة التطوير فى الحزب الوطنى .. قبل أن ينتقل من الصفوف الأولى أمام المنصة الى المنصة نفسها بوصفه أمين التنظيم بالحزب، ولكن هل ينظر الناس الى أحمد عز كسياسي، هل سمعوا له يوما تصريحا فيه شبهة سياسة أو تلميحا الى خطة إنقاذ للوطن .. هل سمعتم صوته يوما؟ .. هل شاهدتموه يوما يتكلم إلا مدافعا عن اتهامه باحتكار حديد التسليح؟
الأغرب أن عز الذى يحاول لعب دور المسيطر على زمام الامور فى جلسات مجلس الشعب بحكم منصبه الحزبي، يلجأ فى مشهد مكرر وفى كل أزمة الى كمال الشاذلى، ينحنى منصتا، ثم منتصبا فى عجالة لينقل الى نواب الحزب أمرا ما أو تعليمات هامة، وكأنه يحاول إخبار النواب بها قبل أن ينساها.
أما الرجل الثانى الذى "توظف" مكان الشاذلي، فهو الدكتور مفيد شهاب، ذلك القانوني الخبير الذى كان عضوا في جدول الدفاع المصرى فى مشكلة طابا، والذى تدرج فى السياسة من "التنظيم" الطليعى إبان الحكم الناصرى، الى زمن "لجنة" السياسات، وهو الرجل الذى مازال محسوبا على الباقين من رجال الرئيس مع قدرته على التغيير والتكيف، والعطاء لكل العصور .. اشتراكية كانت ام رأسمالية.
وقبل الشاذلي كان يوسف والى وزير الزراعة السابق ونائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الحاكم، الرجل الثالث فى سلسلة أقوى الرجال فى مصر حتى قبل شلحه من مناصبه الحزبية والوزارية بشهور، على صدى انكشاف مفاجئ لفساد يحدث بوزارته، ذلك الفساد الذى واظبت صحيفة الشعب "رحمها الله" الصادرة عن حزب العمل "كرم الله مثواه" على كشفه على مدار 52 عددا تقريبا، دون أن يلتفت احد الى ما تنشره بحكم أنه كلام جرائد، ذلك الكلام الذى انتهى بتحقيق العدالة وهو سجن مجدى حسين رئيس تحرير جريدة الشعب فى حكم تاريخى.
رحل والي وكان رحيله أولي نتائج حرب العراك بالتابعين .. فأسقط له على رقعة الشطرنج "فيل وطابية وبضعة عساكر"، كما أسقط للشاذلى وصفوت الشريف رجال تابعون .. فى فترة عرفت فيها مصر كشف قضية فساد كل 9 ثوان.
انتقل عمرو موسى الى جامعة الدول العربية ليسجل شعبان عبد الرحيم أول جريمة سياسية فى حياته بعد أن غنى أغنيته "بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل" وبعد أن ساعده موسى نفسه بشخصنة وزارة الخارجية، وجعل المواقف مواقفه والغضب غضبه والقرار قراره، ولم يملأ مكانه أحد كغيره من المناصب التى انتقل عنها رجالها، وتركوها فارغة اللهم من شخص يفترض أنه يملؤها.
وإذا كان موسى قد رحل لشخصنة مؤسسة اخرى وهى جامعة الدول العربية، فإن صفوت الشريف ثانى أقوى الرجال فى مصر فى زمن ما، قد نقل الضوء الى مجلس الشورى بحكم خبرته الاعلامية، باقيا فى منصبه الحزبى كأمين عام للحزب الحاكم الى حين، كما وجد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس ضالته فى القاء المحاضرات وحضور الندوات والحديث عن إصلاح لم تتضح معالمه بعد.
ولم يبق من رجال الرئيس سوى اسم واحد بارز فى الكادر وهو اللواء عمر سليمان حامل لواء السياسة المصرية فى القضايا الإقليمية الكبرى مثل القضية الفلسطينية.
لم يبق حول الرئيس سوى من هم محسوبون على نجله جمال مبارك الصاعد بقوة لا يضاهيها سوى الإصرار على "نفى مشروع التوريث" من عينة محمد كمال عضو هيئة مكتب أمانة السياسات بالحزب الوطنى الى حين، ومعه جوقة من الوزراء المرتبطين ببعضهم البعض وكأنهم "شلة" متناغمة ورجال أعمال مثل أحمد المغربي ورشيد محمد رشيد، ومجموعة من المقربين من جمال نفسه مثل محمود محيي الدين وزير الاستثمار وأنس الفقى وزير الإعلام ... وجميعهم لا يتحدث فى السياسة.
ورغم الإصرار على نفى التوريث كتوريث - وهو نفى حقيقى بالمناسبة - لأننا بالتأكيد كدولة لا تورث لأنها ليست مملكة بل جمهورية، يبقى الواقع فارضا نفسه حول تسليم مصر تسليم مفتاح لتكون جاهزة لرئيس الجمهورية القادم "جمال مبارك" من خلال نهش أى قوة من الممكن ان تقف فى طريق الانسياب "الديمقراطي" للسلطة بين الرئيس مبارك ونجله جمال، وإلا ما هو مبرر الحملة المقننة والعشوائية والمفترسة ضد جماعة الإخوان المسلمين والتى تجاوز عدد المعتقلين منها أى أرقام عرفها تاريخ الجماعة التى يقال عنها انها محظورة رغم أن لها 88 عضوا فى مجلس الشعب ؟؟؟.
من هى القوة التى تقدر على مواجهة انسياب السلطة .. هل هو حزب الوفد الجديد "بالطبع لا" فالحزب نفسه فى طريقه لمرحلة ما بعد الانهيار، هل هو الحزب الناصري الذى كره الناصرية فى عقيدتهم السياسية، وتشرذم الى أحزاب وقوى وتيارات تحت التأسيس، ام حزب العمل الذى تجمد رغم أحكام القضاء بإعادته للساحة، أم حزب التجمع الذى يرأسه رجل يحترف خلق العداء مع جميع القوى ما عدا الحزب الوطنى، أم بقايا حزب الغد الذى كان له مستقبل مرتبط بشخص مؤسسة أيمن نور الذى لن تقم له قائمة مرة اخرى .. أم من ؟؟
ربما سيترك فى الساحة حركات مثل كفاية التى تتحرك فى إطار نخبة لا يتجاوز عددها 200 فرد زهق معظمهم من الملاحقات وضرب الهراوات والتحرش بأثداء العضوات منهن .. بعد أن يتم ولا أعرف الوسيلة "تلطيف الأجواء مع القضاة" الذين يهتمون فقط بإبعاد تهمة تزوير ارادة الشعب عنهم، وتنحصر اهتماماتهم فى أمور مهنية، تتعلق بالاستقلال المهني ولا شيء غيره بعيدا عن السياسة وهمومها اللهم إلا بضعة آراء ترش الملح على الجرح من حين لآخر.
أما الشعب فهو "طيب الله ثراه" آخر وأضعف أطراف المعادلة، ومن السهل بحكم انه شعب لطيف وسريع النسيان، ومحدود المطامع مكسور الجناح، ان يتم دفعه دفعا لانتخاب الرئيس جمال مبارك بطريقة شرعية وعبر صناديق الاقتراع، بعد منع سكان محافظات القناة وفى مقدمتها بورسعيد، والدلتا وفى مقدمتها الغربية، والصعيد وفى مقدمتها المنيا من التصويت فى تلك الانتخابات، ولو بقوة الامن المركزى والمسجلين خطر، رغم أنهم سيذهبون الى لجان الانتخابات بناء على دعوة ستوجهها الدولة عبر كافة منابرها الاعلامية، بعد أن ينسوا ما حدث فى انتخابات 2005.
لن يبقى فى مصر الا "كهنة آمون" بكامل تعريفاتهم سواء كانوا رجال أمريكا الذين هاجمهم الرئيس مبارك نفسه فى معرض الكتاب عام 2001، بحكم انهم يعملون ضد الصالح المصري، بينما يسيطرون الآن على اقتصاد الوطن، أو وفق تعريف السجين أيمن نور فى مقالة له كتبها من خلف القضبان بأنهم "مجموعة من رجال القانون والدستور الذين سيتولون ضبط النصوص الخاصة بالتعديل الدستوري وتطبيق وإنزال هذه النصوص لاستبعاد أي منافسة حقيقية لجمال بقيادة الدكتور مفيد شهاب وأحمد فتحي سرور والدكرورى محامى الرئيس" أو حتى وفقا للتعريف التاريخى "وهم من باعوا مصر وأجلسوا على عرشها الإسكندر الغازي ابناً لآمون".
ولم يبق سوى كهنة آمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates