• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ٢٥ فبراير ٢٠٠٧

عفريت العلبة الذى ظهر لوزير الداخلية .. فجأة؟



  • العادلي هو الوزير المصري الوحيد منذ عهد الفراعنة الذى يواجه خصوما همهم الاول هو فضح ممارسات ضباطه وكل سلاحهم كمبيوتر ووصلة انترنت.
  • المدونات كوكتيل من لقطات ضرب المواطنين على "قفاهم" وتدريب طلبة كلية الشرطة على طرق الضرب السليمة من "فوق لتحت" ومن "تحت لفوق".
  • يتخيل الوزير ان بعض ضباطه لديهم شذوذ نفسي لدرجة ميلهم لتأريخ التعذيب "فيديو" و"أوديو" ليصنعوا له فضيحة "العادلى فيديو جيت"
  • فرنسية وبريطانية ومنظمات عالمية تتحدث الآن عن فضائح التعذيب فى مصر بسبب حملات المدونات التى لم ولن تهدأ
  • "افضحوه" حملة المدونين ضد الضابط المتهم باغتصاب عماد الكبير، وشعارات

لم تعرف مصر فى تاريخها الحديث وزير سيئ الحظ مقارنة بغيره مثل وزير الداخلية الحالى حبيب العادلي، فالوزير هو الوحيد بين كل من سبقوه الذى تواجهه التكنولوجيا ليلا نهارا، فاضحة ممارسات ضباط الشرطة فى التنكيل بالمواطنين وتعذيبهم بطرق ووسائل متنوعة ومتعددة.
فالوزير العادلي الذى يصنع حظه بنفسه، يواجه هذه الايام رياح حملة عاتية شنها عليه المدونون على مواقعهم الشخصية بشبكة المعلومات العالمية "الانترنت" انتقلت من حيزها المحلى الى مستوى عالمي لم يسبق أن تعرض له وزير من قبل، ليس بسبب ممارسات ضباط الشرطة المتزايدة فى عهده دون غيره فى إهانة وتعذيب المصريين، ولكن لأن أيا منهم لم يكن يواجه خصوما كل سلاحهم جهاز كمبيوتر ولوحة مفاتيح ووصلة انترنت، وجرأة يحسدون عليها.
الاسبوع الماضى كان ذروة الحملة التى أطلقتها المدونات وفى مقدمتها مدونة الوعي المصري لصاحبها الصحفى وائل عباس ضد التعذيب وممارسات وزارة الداخلية، مستخدما كل الاسلحة المتاحة وفى مقدمتها لقطات فيديو لضباط شرطة يقومون بتعذيب مواطنين "متهمين" فى قضايا مختلفة سواء بانتهاكهم جنسيا كما فى حالة عماد الكبير الذى تعرض للاغتصاب بعصا خشبية وضعت فى مؤخرته، أو لقطات اخرى منها لفتاة يتم تعذيبها للاعتراف بجريمة قتل من خلال تعليقها من ركبتها على مقعدين خشبيين فى وضع شديد الايلام، الى جانب كوكتيل من لقطات ضرب المتهمين على "قفاهم" وأخرى لتدريب طالب بكلية الشرطة على ضرب مواطن بالطريقة السليمة على قفاه من قرب من أعلى لأسفل ومعاجلته بالضرب على وجهه من أسفل الى اعلى بشكل يفقده اتزانه.
الحملة التى أصبحت عالمية ضد التعذيب فى أقسام الشرطة فى مصر تشعبت الى الفضائيات، وأفردت لها قنوات المحور، من خلال برنامج 90 دقيقة، وقناة الحرة التى أفردت للموضوع عدة تقارير الى جانب حلقة من برنامج ساعة حرة، ووضعت المدونات روابط لهذه الحلقات الخاصة بالتعذيب على موقع يوتيوب
واستكمالا للحملة التى يشنها المدونون، وضع عباس فى صدر موقع الوعي المصري تقرير عن أن قيادات بوزارة الداخلية ترفض أن تواجهه على الهواء مباشرة، لنجد ولأول مرة الداخلية فى موقع دفاع وليس هجوما بالهراوات، ناشرا قصة اتصال أحد معدي البرامج في قناة فضائية مصرية مستقلة لم يذكر اسمها، لاستضافته على الهواء مباشرة كضيف ليتحدث عن فيديوهات التعذيب، قبل تعديل رغبتهم بالتسجيل معه على ان يذاع التسجيل في البرنامج الذي سيستضيف ضيوفا آخرين على الهواء، كان أحدهم اللواء أحمد ضياء الدين مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية، وهو ما استنتج منه أنه ممنوع من الدخول الى التليفزيون، ومن الظهور على الهواء حتى تخضع شهادته لمقص الرقيب بحذف ما تراه غير لائق.
وكان اللواء أحمد ضياء الدين مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية، قد ظهر فى برنامج ساعة حرة على قناة الحرة الأمريكية مدافعا عن الوزارة، مستخدما ما وصفه المدونون بتهديدات مبطنة لهم، ومشككا فى نية الصحف الخاصة والحزبية التى تثير قضايا التعذيب، وكان قد سبق وظهر على قناة المحور من خلال برنامج 90 دقيقة.
أسوأ ما فى أزمة وزير الداخلية الحالى بالنسبة للوزير هو انتقالها الى الخارج حيث تحدثت صحف "ليبراسيون" و"لوفيجارو" و"لوموند" الفرنسية عن فضائح تعذيب المواطنين فى أقسام الشرطة، ونشرت الليبراسيون تفاصيل عملية الانتهاك الجنسي للمواطن عماد الكبير معتبرة الواقعة "كلاسيكية ومعتادة" فى مصر، مستعينة بتقارير المنظمات الحقوقية المصرية والدولية منذ عدة سنوات، ومنها تقرير لمنظمة "هيومان رايتس واتش" التى قالت فيه "أن التعذيب الذي عادة ما تم ممارسته ضد الإسلاميين الذين يعتقد انتماؤهم إلى الجماعات الإرهابية، يتم ممارسته الآن على مواطنين بسطاء متهمين بجرائم بسيطة أو بحجة الضغط عليهم للإبلاغ عن معلومات أمنية عن أقربائهم، وان ذلك أسفر عن 4 حالات وفاة من جراء التعذيب.
وتضيف أن ضابطي الشرطة إسلام نبيه ورضا فتحي اللذين قاما بتعذيب عماد تمت احالتهما للتحقيق، فى حين أرسل عماد الكبير إلى السجن لمدة ثلاثة شهور بسبب "مقاومة السلطات"، الامر الذى دفع محاميه بتحميل وزير الداخلية مسئولية الحفاظ على أمن وسلامة عماد الكبير، كما نقلت الصحيفة الفرنسية عن وائل عباس قوله أن هذا القرار فضيحة لأن رسالة السلطات واضحة الذي يجرؤ على الاعتراف بحدوث التعذيب سيدفع الثمن غاليا".
لم يتخيل وزير الداخلية ان الشذوذ النفسي لبعض الضباط ورغبتهم فى تخليدعمليات التعذيب التى يرتكبونها "صوت وصورة" على طريقة ضباط امريكا فى معتقل أبو غريب العراقي، سيضعه يوما شعارا للتعذيب فى مصر، فى وقت كان التعذيب فيه يحدث فى صمت ودون شوشرة أو صوت الا صوت الالم الذى يصرخ به المعذبون، لكن المدونين منحوا وزير الداخلية شهرة عالمية نعتقد أنه لم يكن ولا يريد ان يحلم بها.
الفضيحة التى منحها المدونون ومنهم مدونة عرباوي لقب "العادلي فيديو جيت" لم تتوقف عند الحدود الفرنسية بل امتدت الى الصحف البريطانية ومنها الباب الخاص بالتدوين فى صحيفة "جارديان" البريطانية التى وضعت رابطا لمدونة عرباوي باللغة الانجليزية حول تفاصيل آخر عمليات التعذيب المدعومة بلقطات الفيديو، كما امتد الى راديو السويد الرسمي، ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية.
الحملة المتسعة لم تتوقف على مدونتى الوعي المصري وعرباوي وشاركت مدونة "دماغ ماك" التى يرفع صاحبها شعار "دماغي تعباني.. .مابتهداش ومجننانى" فى الحملة على التعذيب، من خلال متابعة قضية عماد الكبير والحكم عليه بالسجن 3 شهور، كما عالجت المدونة موضوع التعذيب من زاوية اخرى وهى الحصانة التى يحصل عليها سعد الصغير لممارسة ما وصفته بالدعارة فى الشارع واضعة رابطا للقطات فيديو تظهر غناء جنسيا صريحا لسعد الصغير فى احد الافراح والذى يتضمن اشارات وايحاءات جنسية مبتذلة ومنحطة، وقالت المدونة إن ذلك يحدث لأن ضابط الشرطة مشغول فى تعذيب المواطنين واضعة رابطا لفيديو تعذيب متهمة فى قضية قتل للاعتراف بارتكابها الجريمة.
ويرفع المدونون شعار "كلنا وراكوا لحد ما تتلموا و تتعدلوا" فى وجه ممارسات ضباط الشرطة وخاصة فيما يتعلق بالتعذيب، مهددين اى ضابط يتم معرفة اسمه بوضع صورته الى جانب صورة الضابط إسلام نبيه الذى نسقت أكثر من 50 مدونة لنشر صورته فى اطار حملة خاصة به اسمها "افضحوه" تشير الى انه المتهم باغتصاب المتهم عماد الكبير.
الحملة انطلقت فى المدونات من خلال مدونة أو موقع "التعذيب بسلامة الافراد مسئولية المجتمع" المتخصص فى مناهضة التعذيب فى مصر، والذى ينشر بشكل يومي تقريبا قصص التعذيب التى تحدث للموطنين فى أقسام الشرطة من خلال محاضر منظمات حقوق الانسان فى بولاق الدكرور وشبرا الخيمة والاربعين بمحافظة السويس وعابدين ومدينة نصر وسرنداو وغيرها من أقسام الشرطة، بل وداخل السجون حيث تنشر المدونة قصة وفاة المواطن محمد خليل عطا نتيجة للتعذيب داخل سجن أبو زعبل، حيث كان يقضى عقوبة السجن لمدة خمسة عشر عاما لاتهامه في القضية رقم 33961 لسنة 2000 (اتجار مخدرات) نقلا عن تقرير للمنظمة المصرية لحقوق الانسان.
وتحت عنوان موسم الهبوط فى الدورة الدموية نشرت مدونة "التعذيب بسلامة الافراد مسئولية المجتمع" تقريرها عن موسم الهبوط الحاد بالدورة الدموية، فى أقسام الشراطة والسجون، تعليقا على خبر نشر بالصحف القومية حول وفاة المواطن أحمد محمد حسن - 38 سنة - الموظف بشركة النصر للبترول بالسويس داخل قسم شرطة الاربعين، والمتهم بحرق شقته بحى الاربعين وضرب زوجته سماح سلامة السيد نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية، مما ادى الى توقف عضلة القلب والمخ، ولا توجد شبهة جنائية"، وهو نفس ما نشرته الصحيفة عن وفاة المواطن بيومى محمد السيد داخل حجز قسم الشرطة بهبوط حاد فى الدورة الدموية والقلب، واضعة علامة استفهام حول تلك الحوادث.
حقيقة .. قد يكون وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي سيئ الحظ .. لكن المؤكد أن الوزراء الذين سبقوه وتم ممارسة التعذيب فى عهدهم واضعين مناهج الضرب على "القفا" والتعليق والكهرباء هم الاكثر حظا لأن "المحمول أبو كاميرا ما كانش على أيامهم".

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates