• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٢١ مارس ٢٠٠٧

هل يستطيع الملك عبد الله ملىء فراغ عبد الناصر

  • سفير بلد المنشأ للزعيم ناصر يري أن كلام الملك لا يثير مشكلة
  • فجأة «طاح» العاهل السعودى فى الأمريكان بخطاب «ساخن»..«فاستطعم» الزعامة وقرر ان يكون خليفة عبد الناصر
  • أهلا بالملك عبد الله زعيما..وليبدأ بالاعتذار لروح عبد الناصر واعلان دعمه لمقاومة الاحتلال فى العراق وفلسطين
  • ليس من ذنب الشعوب العربية أنها عاشت بلا زعامات منذ 37 عاما رغم أن أبواقها تسبح بعبقرية قادتها فى الزمان والمكان
  • هيكل: «الأمريكان تسببوا فى خراب هائل لهذه المنطقة وأخرجوا مصر من المعادلة وجعلوا السعودية تجرى وراءهم»

كتب: حسن الزوام

كان الحدثان شديدي التلاصق زمنيا، فبين اجتماعات القمة العربية التى استضافتها المملكة العربية السعودية فى عاصمتها الرياض، وبين مقال الكاتب البريطانى روبرت فيسك الذى نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، مجرد أيام تعد على أصابع اليد.. كان نتيجة الحدث الأول خطاب للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز وصفه البعض بالنارى، رغم انه كان كمن فسر الماء بالماء، حينما وصف الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق بانه "غير مشروع"، فى مشهد أكملت أمريكا تفاصيله بمسارعة البيت الابيض الى نفى ان تكون الولايات المتحدة تحتل العراق، دون ان توضح ما الذى تفعله هناك، ويمكن اذا ما أغفلنا "سخافة" الدبلوماسية وألفاظ السياسة الكونية أن يعيد تعريف معنى وجودها فى العراق.

المهم أن القمة العربية التى اعتبرت تاريخية لأن العاهل السعودى "طاح" فى الأمريكان بخطاب "ساخن"، رغم أن المملكة السعودية تسمى فى أدبيات وكالات الانباء العالمية " من اهم حلفاء واشنطن فى المنطقة"، وكان من تداعيات هذا الخطاب حديث "فاتر" عن أن الملك السعودى قد رأى انه الوحيد القادر على تولى مكان الزعيم جمال عبد الناصر بدون اشتراكية، وأنه يرغب فى أن يلعب دوره فى توحيد الأمة العربية التى عاشت بلا زعيم لمدة 37 عامًا، وهى النوايا التى نقلها مسئول سعودى قريب من القصر، ومنحها نبيل فهمى السفير المصرى لدى الولايات المتحدة "قوة" باعتباره سفير بلد المنشأ للزعيم الذى يطمع العاهل السعودى في خلافته وهو الزعيم "جمال عبد الناصر"، حين قال: "إن كان العاهل السعودى يرى نفسه مثل عبدالناصر فلا مشكلة، فكلما كان لدينا عدد من الزعماء الأقوياء كان ذلك أفضل"، مؤيدا ما يفعله الملك عبدالله، وحالما بأن يفعل المزيد.

أما الحدث الثانى فكان نقل فيسك تفاصيل جلسة جمعته بمحمد حسنين هيكل الكاتب والمؤرخ الكبير، قال خلالها:" ان الأمريكان تسببوا فى خراب هائل لهذه المنطقة، وأخرجوا مصر من المعادلة وجعلوا السعودية تجرى وراءهم"

بين الحدثين تقف الحقيقة، فلا ضرر من أن يقف الملك عبد الله فى مكان القائد ليقود العرب، ولكن الى اين؟.. هل لنلهث وراء أمريكا.. كما قال هيكل؟.. ثم كيف سيكون ملك السعودية هو عبد الناصر القادم فى الوقت الذى كانت فيه المملكة السعودية هى المعوق الأول لتحركات عبد الناصر القومية وهى التى خصصت له جناحا بمخابراتها ترأسه كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية فيما بعد، والذى قيل إنه كان وثيق الصلة بالمخابرات الأمريكية، وهى ذاتها التى كانت وراء انهيار الوحدة بين مصر وسوريا لاضعاف زعامة عبد الناصر بعد أن اقتنعت بأنه يطمع فى السيطرة على المنطقة العربية كلها، وهى التى اتهمها عبد الناصر بأنها كانت وراء محاولة لاغتياله فى فبراير 1958 بعد أن تفتق ذهن الملك سعود عن فكرة رشوة رجل سوريا القوى عبد الحميد السراج بمليونى ريال، واعترف السراج فيما بعد بتفاصيل العملية.

وحتى وإن تفهمنا ان السياسة ليست بالرومانسية الحالمة، وأن مصالح العروش تحكم تحالفاتها وخططها وتحدد أعداءها، يبقى التساؤل: كيف يطمح ملك السعودية الى خلافة رجل سعت بلاده الى اغتياله يوما؟.. هل يليق ذلك.. أم هكذا تبدل العروش المواقف؟

وبعيدا عن علاقات المملكة والزعيم المصرى، بات الاهتمام السعودى بالقومية العربية ورمزها نفسه محل تساؤل، وكذلك سر هذا التوقيت للحديث عن خلافة الزعيم جمال عبد الناصر، بعد أن أصبحت المملكة السعودية بفعل الواقع هى الدولة المحورية "الكبرى"، الأكثر تأثيرا بالمنطقة والتى تلعب دورا فى القضية الفلسطينية والملف اللبنانى والصراع العراقى وتراقب النشاط الايرانى فى ذات الوقت.

وللإجابة عن التساؤل أنقل هنا عن تقرير للصحفى أندرو هاموند محرر وكالة رويترز من العاصمة السعودية إبان القمة العربية، الذى قال فيه "كان القوميون العرب والجماعات الاسلامية فى مختلف ارجاء العالم العربى ينظرون على مدى فترة طويلة للمملكة الصحراوية المنعزلة باستياء على اعتبار أنها الدولة التى أسهم حكامها أكثر من غيرهم فى ضمان هيمنة النفوذ السياسى والعسكرى الأمريكى فى المنطقة"، مضيفا " أن القمة العربية ستشهد الترويج للمملكة المنتجة للنفط التى كانت منعزلة ذات يوم كزعيم للعرب مدعوم من الولايات المتحدة".

هاموند نقل عن الكاتب القومى المتشدد ورئيس تحرير صحيفة القدس العربى عبد البارى عطوان قوله "السعودية كانت تحجم عن القيام بدور الزعامة وكانت ترغب فى تهميش جامعة الدول العربية (لكنها) الآن وبشكل مفاجئ غيرت رأيها بسبب الضغوط الأمريكية وليس لرغبتها فى ذلك.. الولايات المتحدة لجأت لهم وقالت: أنتم حلفاؤنا افعلوا شيئا نرجوكم".

وبالنظر الى ما قاله أحمد شعلان الكاتب بصحيفة «الحياة» المملوكة للسعودية قوله "دور الزعامة فى العالم العربى ألقى على عاتق السعودية التى لم تسع بالتأكيد للحصول عليه" دون ان يوضح من الذى القى بالدور فى "حجر" المملكة، ولصالح من طالما أنها لم تسع اليه.

وإذا ما أضفنا الى تلك الآراء ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فإن الإجابة هى "ابحث عن واشنطن"، ومعها يمكن تخيل نوعية الزعامة التى تريد المملكة العربية السعودية الحصول عليها وجعلها شخصية "لحما ودما" متجسدة فى بعث روح جمال عبد الناصر، رغم أن الأخير لم يسع مهرولا خلف واشنطن يوما ولم يجرؤ أحد على اتهامه بذلك، ولم يكن من حجاج البيت الأبيض يوما، كما انه لم يقرر فى يوم وليلة قرارا جمهوريا بأنه سيكون الزعيم الذى سيقود الامة الى مصير سعيد، حتى وان اعترفنا ان نوايا وآمال عبد الناصر فى قيادة الأمة، لم ترق الى مستوى ما حققه على معظم المسارات.

لم يقرر عبد الناصر أنه الزعيم ولكن اختارته الشعوب العربية ورفعت صوره فوق الاعناق، وتنازل له حاكم عربى عن عرشه ليحكم بلاده فى سابقة لم يجربها التاريخ الحديث.

لم يكن عبد الناصر ليقم مثلا فى أعقاب حماقات اسرائيل منذ مطلع الالفية الجديدة فى فلسطين ولبنان، بتقديم مباردة سلام مع تل ابيب، ثم يعيد تقديمها مرة أخرى عارضا على إسرئيل الاعتراف الكامل بها من قبل الـ22 دولة، الأعضاء فى الجامعة العربية، فى مقابل الانسحاب من جميع الأراضى التى احتلتها عام 1967 والاعتراف بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين، رغم أن اسرائيل تجاهلت المبادرة فى طرحها الأول قبل أن تعيد الكرة فى طرحها الثانى.

لم يكن الرئيس المصرى الراحل ليسمح - فى حدود قدراته - بقدوم قوات احتلال أمريكية لاحتلال بغداد عاصمة الرشيد، دون ان يعلن التضامن ضد قوى الاستعمار والامبريالية، ويقوم بدعم حركات المقاومة والتحرر علنا، دون الالتفات الى الحسابات ومواقف باقى القادة العرب وتوازناتهم، ووالله لو فعل الملك عبد الله ذلك الآن لوضعت الشعوب العربية صوره بجوار الزعيم المصرى الراحل، ليكون خير خلف لخير سلف، ولكن ان يتوق الملك عبد الله للزعامة التى مصدرها الشعوب من خلال طموح بلا أدوات فهذا هو المستحيل.

ليس ذنب الشعوب العربية أن أوطانها عانت من غياب الزعامات برحيل عبد الناصر منذ 37 عاما، على حد وصف المسئول السعودى، رغم أن أبواق الزعامات العربية بلا استثناء تغنى ليلا ونهارا بعبقرية حكامها فلتة الأزمنة والأمكنة أصحاب الحكمة التى لا تنتهى ولا تنضب، وليس من ذنب الشعوب العربية أنها تعيش الآن فى الحقبة السعودية بعد الحقبة المصرية، وهى تتأمل حالها من زعيم الى آخر.

وبصفتى مواطنا عربيا ، أكرر ما قاله السفير المصرى فى واشنطن من ترحيب بوجود زعيم جديد على غرار قوة جمال عبد الناصر، وقدرته على توحيد المواقف، ولكن ليس بالنوايا ولكن بالأفعال، ووفقا لمعايير الشعوب وليس تقديرات الساسة، ولنبدأ باعتذار سعودي عن خلافات الماضى يوجه لروح الزعيم، وبعث الوحدة العربية من جديد بمواقف صلبة، ولتكن أولي الخطوات من بغداد فهى أقرب جغرافيا الى الرياض منها الى القاهرة.

أما عن جمال عبد الناصر فأقول للسعوديين إن الظرف تغير والعالم صار غير العالم، فاتركوا لنا شيئا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates