• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

السبت، ١٩ يناير ٢٠٠٨

زنجى متهم بالاسلام والتعاطف مع الفلسطينيين والدعوة لمحاورة الأعداء


"أوباما"
بين مصير لوثر كينج ومقعد جورج واشنطن



لم يكن مارتن لوثر كينج داعية المساواة بين الزنوج والبيض فى الولايات المتحدة الامريكية فى منتصف القرن الماضى يعلم أن مبادئه التى حارب من اجلها والتى حصل عنها على جائزة نوبل للسلام، ستكون محل منازعة قد تكون فاصلة فى تاريخ الدولة العظمى بعد 40 عاما بالتمام والكمال على اغتياله.

فالثائر الاسود .. يعيش الان لحظات مجده مع زيادة فرص الزنجى "باراك أوباما" فى نيل ترشيح الحزب الديمقراطي للمنافسة على مقعد بوش الابن الذى سيخلو بنهاية العام الجارى، فى سيناريو ان حدث سيقف التاريخ الأمريكى أمامه كثيرا.

عملية استدعاء ذكرى كينج لم تقف على لون بشرة أوباما ولكنها امتدت لتصبح سلاح انتخابى فى معركة مرشحى الحزب الديمقراطي على أعتاب ولاية كارولينا الجنوبية التى يتجاوز عدد الناخبين السود فيها أكثر من النصف، وذلك بعد ان فسر أوباما تصريحات هيلارى بأن حلم مارتن لوثر كينج بالمساواة تحقق عند توقيع الرئيس الاميركي الراحل ليندون جونسون لقانون الحقوق المدينة عام 1964، بأنها أعادت الفضل فى القانون للرئيس الأبيض وليس للثائر الاسود، وهو ما اعتبر اهانة لكينج فى قبره.

أوباما الذى جاهد من قبل لابعاد تهمة الاسلام عن نفسه، استغل تلك الورقة جيدا، ورد على اتهامات هيلارى بأنه وراء هذا التفسير لتصريحاتها بقوله أن "المبدأ القائل إن ذلك من صنعنا (اى من صنع البيض) هو مبدأ سخيف"، فى حين اكد جيمس كلايبرن نائب كارولينا الجنوبية - صاحب أعلى منصب للسود بالكونجرس، أنه سيدعم أوباما، محذرا من عدم انتباه المرشحين للطريقة التي يتحدثون بها عن تلك المرحلة من السياسة الامريكية.

ويحاول أنصار أوباما الاستفادة بقدر الامكان من شعبية مارتن لوثر كينج فى الولايات المتحدة بعد هذه الواقعة، للخروج من فخ الاسلام الذى نصبته هيلارى لمنافسها بتأكيدها أنه من أصول اسلامية بحكم أن له جدة مسلمة، من ناحية أبيه الكينى المسلم الأصل (حسين أوباما) ، والذي توفي عندما كان باراك في سنواته الأولى، وأنه كان يعيش في أندونيسيا مع والدته وزوجها الثاني الأندونيسي المسلم أيضا ودرس بمدرسة إسلامية، وهو الاتهام الذى طغى على المتصارعين الذين ينتميان الى الحزب الديمقراطى الأكثر تمسكا بقيم التسامح والتعايش وحرية الأديان، وكأن وجود جانب إسلامى لمرشح سياسى، أمر محرم وخطر على الأمن القومي الأمريكى.

لذلك صعد معاونوا أوباما من تساؤلاتهم حول موقف هيلارى من الحريات الشخصية التي يضمنها الدستور الأمريكي، ومنها الديانة رغم النفى القاطع والتأكيد الجازم لأوباما أنه مسيحى كاثوليكى وليس مسلما فى الخفاء، خاصة أن الرئيس السابق بيل كلينتون زاد الطين بله على زوجته عندما شبه معارضة أوباما للحرب على العراق بـ"حكايا الساحرات" الاشارة دائما اليه بـ"الولد" مما أغضب الأمريكيون السود الذين اعتبروا هذه اللهجة محبطة.

وفى ظل هذا التصعيد العنصرى للمنافسة بين لون البشرة والديانة، أصبح التساؤل حول مصير أوباما وامكانية اغتياله.. على غرار ما حدث مع لوثر كينج أو "مالكوم إكس" الزعيم الاسلامى الأسود الذان تم اغتيالهما، وكلاهما كان من أشهر المناضلين السود في أمريكا، فى زمن كان الزنجى فى معظم الولايات هو ماسح الأحذية أو البواب.


وكان الأمريكيون السود يعانون العديد من مظاهر الاضطهاد والاحتقار فى منتصف القرن الماضى، خاصة من شركة الأتوبيسات التي اشتهرت بإهانة الزنوج، وتخصيص المقاعد الخلفية لهم، والسنماح للبيض وحدهم بالمقاعد الأمامية، وحق السائق فى أن يأمر الزنوج بترك مقاعدهم للبيض، حتى جاء اليوم المشهود مطلع ديسمبر 1955، عندما رفضت "خياطة" زنجية ترك مقعدها لراكب أبيض، ليستدعى لها السائق الشرطة، ويم القاء القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين.

تلك كانت البداية .. التى انطلقت منها دعوة "مارتن لوثر كينج" الذى قام يتهدئة الغضب الاسود، مناديا بمقاومة لتلك القوانين بدون عنف أو دماء، فكانت الدعوة لمقاطعة شركة الأتوبيسات لمدة عام كامل فى وقت كان الزنوج يمثلون 70% من ركابها ودخلها السنوي.

ومع زيادة مكانة "كينج" تعرض عام 1956 لأول محاولة اغتيال، قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الاضرار بشركة الاوتوبيسات، حتى صدر حكم قضائي ينص على عدم قانونية التفرقة العنصرية فى الحافلات العامة ليدعو "كينج" أتباعه بإنهاء المقاطعة، فيفرج عنه، ويتعرض لثانى محاولات اغتياله فى نفس العام على يد امراة بيضاء طعنته بفتاحة خطابات.

وبينما كان كينج يحاول مبادئه ضد العنصرية القى القبض عليه فى فبراير 1959 بتهمة التزوير في تقديم إقرارات ضريبة الدخل، قبل أن يتبين أن القضية كانت "مفبركة"، ليخرج من تلك القضية أكثر قوة وعزيمة، فيدعو الى سلسلة من المظاهرات عام 1962، رغم وجود حظر ضد التظاهر، فيتم اعتقاله وايداعه سجنا انفراديا، قبل الافراج عنه بكفالة.

كان كينج يبحث عن أزمة كبيرة تصنع التاريخ، فقرر وضع الاطفال فى الصفوف الأولى لمظاهرات الزنوج للمطالبة بالمساواة، وحدث ما كان يريده عندما ارتكب رجال البوليس بكلابهمالخطأ الفادح، باستخدام القوة ضد أطفال لم يزد عمر بعضهم عن السادسة، ليشاهد العالم صور كلاب البوليس وهي تنهش الأطفال، ليطلق كينج مفاوضات الأقوياء، ويقود مسيرة عام 1963 اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيضفى بأكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، اتجهت نحو نصب ليكولن التذكارى، الذى قال أمامه "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".

لم يمر سوى عام حتى حصل كينج على جائزة نوبل للسلام فى عام 1964 لدعوته إلى اللاعنف، ويصبح أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة فى سن الـ 35 عاما، ويواصل صحوته لمنح الزنوج مساواة يحلومن بها، الى أن تم اغتياله في 14 فبراير 1968 ببندقية متعصب أبيض يدعى جيمس إرل راى، حكم عليه بالسجن 99 عاما، وسط احتمالات بأن قد يكون الاغتيال مدبرا، وأن جيمس هذا ليس سوى أداة.

فهل يحظى أوباما بالمصير ذاته.. خاصة مع تلك الاجواء العنصرية التى تسود الانتخابات .. وعلى خلفية دعوته السياسية لمحاورة "الاعداء" لانهاء حالة الكراهية بين الشعوب، وتأكيده على أن "لا أحد يعاني أكثر من الفلسطينيين"، والحديث عن جذوره الاسلامية، فى مواجهة هيلارى التى تساند اسرائيل قلبا وقالبا وتأيد اعتبار القدس عاصمة للدولة اليهودية، الضيفة الدائمة على منظمة الإيباك أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلى فى امريكا، وتدعو للحوار مع النظم المعادية كإيران بهدف معرفتها من الداخل ومعرفة كيف تمكن "هزيمتها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates