• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٢٣ أغسطس ٢٠١٠

"مين دول؟"


نعيش فى أيامنا تلك .. زمن نتقاسم فيه كؤوس الظلام وأنخاب العطش .. فالدولة التى قامت بإذلالنا على مدار 29 عاما بما أنفقته على البنية الأساسية وتريليونات الاقدام من الغاز الطبعيى المكتشفة والاحتياطية، إتضح أنها كانت تخدعنا .. وأن تلك المليارات التى قيل أنها أنفقت على هذه المشروعات لم سوى أرقام "يطرشها" مسئول كبير فى حضرة "الكبير أوى" فى المولد السنوى لذكرى اعتلاء العرش.

وعلى مدى 32 عاما كاملة ..أدار خلالها ما يسمى "بالحزب" الوطنى الديمقراطى شؤون البلاد، لم "تبصق" حقيقة سافلة على وجوهنا أكبر من تلك التى تلقاها المصريين الأسبوع الماضى حينما خرج محمد عوض رئيس الشركة القابضة للكهرباء ليوضح أن السبب الحقيقي وراء مأساة انقطاعات الكهرباء المتكررة يعود إلى نقص كميات الغاز الطبيعي المورد من وزارة البترول إلى محطات توليد الكهرباء، وهو ما يجبر شركات توزيع الكهرباء على تطبيق مبدأ تخفيف الأحمال فى أنحاء كثيرة من الجمهورية، بسبب انخفاض ضخ الغاز للمحطات بنسبة 11% وبنسب متدرجة منذ عام 2004، وهو تاريخ بدأ تصدير الغاز الطبيعى المصرى بكميات كبيرة إلى إسرائيل وأسبانيا ودول أخرى، وحرمان قطاع الكهرباء من زيادة كميات الغاز لمحطات توليد الكهرباء لمواجهة ارتفاع معدلات الاستخدام، بل وخفض ضخ الغاز للمحطات الى النسبة السابقة.

ولأن عمليات قطع الكهرباء لمواجهة نقص الغاز .. باتت متكررة .. فإن محطات ضخ المياه كانت أول المتأثرين حيث يؤدى إن انقطاع التيار الكهربائى عن محطات المياه إلى توقفها، فضلا عن أن الانقطاع المفاجئ للتيار والعودة المفاجئة يؤديان إلى تفجير المناطق الضعيفة فى شبكة المياه.

تخيلوا معى تلك الصورة السوداء القاتمة .. مصر تصدر الغاز أهم مواردها الطبيعية الى إسرائيل العدو الاكبر لها فى المنطقة .. بسعر منخفض للغاية ولا يتصل الى نصف السعر العالمى .. بينما تتوقف مولدات الكهرباء لدينا لأنها لا تجد غازا كافيا .. ويتوقف ضخ المياه فى عروق المدن المصري .. يعنى لا كهرباء ولا ماء من اجل عيون إسرائيل !!!!!

والأسوأ من ذلك ان حكومة الحزب "الوطنى" تردد انها تفكر فى إعادة استيراد الغاز من اسرائيل بسعر يفوق ضعف ما باعته به لمواجهة الطلب المحلى، أو تشتريه من دولة أخرى لمواجهة الطلب الداخلى لديها .. ولا أعرف أى عقلية تلك التى يفكرون بها .. أن يستوردا ما يصدرونه.

كل هذا يحدث رغم الجدل الذى أثير بعدما بدأت مصر الخضوع لعملية "حلب منظم" لرصيدها من الغاز، لتصديره الى الدول الاوربية وفى مقدمتها أسبانيا بتراب الفلوس، حتى رفعت بعض المدن هناك لافتات كتب عليها "شكرا لمصر على الغاز الرخيص"، ثم الصراع الكبير الذى نشأ عن إصرار القيادة السياسية على تصدير الغاز لإسرائيل حتى تتلالأ مستوطنات ومدن صحراء النقب وتل أبيب.

ولكن شيئا لن يقنع من يحكموننا بأن النظر الى مصلحة الشعب واجب تحتمه عليهم مواقعهم التى يحتلونها إحتلالا وغصبا.

وبات السؤال المهم .. أى حكومة "وطنية" تلك التى تدير أمورنا ؟؟ .. ومن هؤلاء القابعين فوق رقابنا ؟؟.. حقيقة لا أحد يعرف "مين دول؟" والى أين سيذهبون بنا بعد أن بدأ عصر العطش والظلام؟؟


حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates