• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٢ أغسطس ٢٠١٠

دعوات المصريين


كانت درجة الحرارة قاسية علينا نحن المصريين فى الأيام الماضية .. ومع رطوبة خانقة .. تصبح الحياة فى الشارع المصرى أقرب الى السباق .. هرولة من نقطة الى نقطة .. هربا من شمس لافحة .. أو تكدس يسحب الحياة بالتدريج.

وفى هكذا ظروف .. كان الموقف ساخنا .. لم تفلح قطرات العرق التى تفر من كل جانب فى أجسامنا أن ترطب الاحوال .. أو تلطف الأجواء .. الى إكتملت الصورة بمسخرة لا نظير لها فى العالم الا فى مصر .. مسخرة تتكرر يوميا .. ومنذ عشرات السنين .. وفى ظل معارضة شعبية كبيرة .. مسخرة أقوى من الشعب بكل طوائفه .. إنها مسخرة مواكب الوزراء.

المكان والزمان : عصر يوم السبت الماضى على طريق محور 26 يوليو.. حين توقفت الحياة .. فجأة وبدون مقدمات .. تم حبس حركة الراكبون على الطريق .. فى البداية إعتقد الناس أن حادث أليم قد وقع وأن جمود الحركة ناتج عن إجراءات أمنية ربما لرفع السيارات الموجودة فى مكان الحادث واسعاف المصابين وجمع أشلاء القتلى .. ولم لا ونحن من أكثر دول العالم فى حوادث الطرق .. وأن مئات الألاف من المصريين يموتون أو يتعرضون لإعاقات مقعِدة سنويا.

لكن الوقت طال .. قفزت عقارب الساعة سريعا .. تمر 10 دقائق ولا شئ جديد .. بدأ الناس فى مغادرة سياراتهم التى تحولت تحت حرارة الشمس وضغط الرطوبة الى ميكروويف متحرك .. ركاب الأوتوبيسات جلسوا على الأرصفة .. ورواد الميكروباصات هبطوا منها بحثا عن مكان ظليل .. بلا جدوى .. وأين الظلال على طريق المحور.

مرت 20 دقيقة ولا جديد .. نصف ساعة ولا أحد ينقذ الناس من الموت اختناقا فى أوتوبيسات يقال عنها أنها مكيفة على غير الحقيقة .. أوتوبيسات من عينة الأوتوبيس رقم 370 .. بدون تكييف ونوافذ محطمة ومقاعد أقرب الى الصخر .. اوتوبيس حاله كحال مصر.

20 دقيقة أخرى والحياة تكون تكون ميتة .. حتى إمتد طابور السيارات من أمام مقر مباحث أمن الدولة العليا على طريق المحور الى مشارف مدينة السادس من أكتوبر .. طابور من السيارات الملتهبة .. بداخلها بشر يكاد يموت إختناقا.

أدرك الناس حينها أن أمرا واحدا هو السبب .. إنه موكب الدكتور أحمد نظيف .. الذى سيغادر مكتبه المكيفة بقلعة الحكم الجديدة بالقرية الذكية .. الى سيارته المكيفة .. ليسير على طريق سريع خالى من البشر.

وحين قالها أحدهم .. "ده أكيد موكب الباشا نظيف .. أصلهم بيقفلوله الطريق قبل ما يخرج من الكتب بنص ساعة" .. إنفجر الناس بالدعاء.

لا أعتقد أن الدكتور نظيف يحب أن يسمع دعوات المصريين على سيادته .. وكم المشاعر التى يكنونها تجاهه .. لكننى أعرف أن الدكتور نظيف ومن مثله ومن ينظمون تحركاته لا يأبهون لحياة الناس ولا راحتهم .. بدليل أنهم تركوا الناس فى أسوأ مناخ عرفته مصر لمدة 45 دقيقة أسرى تصرف يحتقرهم ويهدد سلامتهم .. لمجرد تأمين موكبه.. فى حالة اذلال روتينية.

ولا أعرف ان الدكتور نظيف يعرف حجم الغضب من هذا التصرف الدكتاتورى المهين ضد أناس كل ذنبهم أنهم إجتمعوا وإياه على طريق واحد .. ولا لماذا يغلق الطريق كل هذه الفترة لتأمين موكب سيادته أثناء عبوره طريق لا يتجاوز طوله 15 كم .. ولا يتجاوز زمن عبوره الـ 10 دقائق .. لكنها الفرعنة .. عادة حكامنا .. إذلال الناس .. وسلقهم أحياء ان تطلب الأمر .. وحين أدركت أن تلك الممارسة الدكتاتورية من موكب الدكتور نظيف هى حدث يومي .. وأن الدكتور نظيف حي يرزق يتحرك وبكامل حواسه .. وأن سيارته مازالت تشق الأسفلت ذهابا وإيابا وكأنها تخرج لسانها للشعب.. بات السؤال الأهم .. لماذا لا يستحب الله لدعوات المصريين؟؟.

حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates