• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧

إحنا بتوع "الهيصة"

كعادتنا .. انتفض الاعلام المصري جرايد وفضائيات وفقا لنظرية "الهيصة" بعد تكشف مجزرة أطفال الشوارع التى أرتكبها مجموعة منهم تجاوزوا مرحلة الأطفال الى الى مرحلة الاجرام بطبيعة الحال.


وللحقق فقد "هاص" الاعلام بهذا الحدث، وفردت له الصحف والمجلات صفحاتها وتصدرت الأغلفة صورة "التوربينى" زعيم عصابة القتلة والمغتصبين، وتحدث المتحدثون ونفخ الغاضبون "عروقهم" أمام الكاميرات، ثم انتهت المشكلة "اعلاميا" باعلان الحكم على التوربينى وصحبه بالاعدام أو السجن، وإنصرف الجميع الى "مهيصة" أخرى وما أكثر، وما أكثر "المهايص" فى حياتنا.

أما المشكلة الحقيقية وهى اطفال الشوارع مشاريع القتلة والضحايا الذين يمشون على قدمين فقد تركوا لمصيرهم كما هم يأكلون بعضهم البعض، وأدعوا أى مسئول أمنى أو حكومى أو من قيادات المجلس القومى للامومة والطفولة او حتى المجلس المحلى ممن شاركوا فى اجواء الهيصة إلى "تمشية رجليه" حتى ميدان لبنان أو شارع جامعة الدول العربية أو وسط القاهرة أو على طول سور مترو الانفاق أو حتى فى طنطا التى كانت مركز تجمع أطفال الشوارع .. تمام كما فى عواصم المحافظات .. كل المحافظات بلا استثناء، وهناك سيجدوا توربينى يفرض سطوته وأطفال تأكلهم الارض وتلتهم أعضاؤهم.

"هاص" الاعلام على سراديب الموت التى ارتكبت فيها جرائم القتل والاغتصاب واحتضنت جثث الضحايا كانها مقابر جماعية.. طالب الجميع بإغلاق تلك السراديب، ولكن بعد انتهاء "الحكاية" اكتشفنا أن السراديب مفتوحة على مصراعيها والأنفاق المهجورة تفتح أبوابها فى إنتظار الجثة القادمة، وبإمكانى إرشاد من يريد الى 10 أماكن على الأقل يستطيع أى مجرم أو حتى مشروع مجرم أن يرتكب فيها أى جريمة بدءا من الاغتصاب انتهاء بالقتل.

يستطيع أى بنى ادم أنيركب أى قطار درجة تالتة من أى محطة فى بر مصر الى أى وجهة فى المحروسة، وسيجد طفل أو شاب يتعاطى الكولة، وبنت تطاردك بباكو مناديل، والمشكلة هنا ليست فى انها تطاردك، ولكنها فيمن يطاردها، ومن يغتصبها لأنها بلا مأوى ولا مصير.. ولأن موسم الصيف هو موسم السياحة العربية، فهو موسم أطفال الشوارع ومن "يسرحهم فيها" ليتسولون "بأغتت" الطرق وأسخفها .. كل هذا يحدث وكأن هذه البلد لا "فيها حكومة" و"لا ظابط ولا رابط".

لقد أصبحت نظرية الهيصة إدمان فى مجتمعنا الذى يعشق البحث عن فضيحة او سيرة يمضغوها "زى اللبانة"، أى شئ ننتفض فى مواجهته ثم ننزل على لاشئ، هل يعرف مثلا ما هو مصيرة "هيصة" سيدى سفاح المعادى، ولا "مولد" صاحب العبارة، أو فضيحة فتيات هالة سرحان، او مصير قتلى بنى مزار.. بالطبع لا أحد يعرف فكلها كانت أزمات عبرت فى حياتنا ولم نتعلم منها ولم نتعظ ولم نعالج ولم نعرف حتى من هو الجانى فيها ولم نعيد للمجنى عليه حقه .. ولم لا ونحن لم نعرف حتى الأن مين اللى سرق "بلدوزر" مترو الانفاق فى عز الضهر.
حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates