• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٢٣ يوليو ٢٠٠٧

أزهى عصور الطعمية

جمعنى الرصيف المواجه لصيدلية الاسعاف بوسط القاهرة مع مواطن فى منتصف العقد الرابع من عمره، لفت نظره لى أننى أحمل بضعة صحف معارضة "هكذا قال لى رغم أننى كنت أحمل 4 صحف كلها مستقلة ولا يوجد بينها صحيفة واحدة حزبية"، وبعد ان طلب منى جريدة يقرأها لقتل وقت إنتظار صديقا له، التفت الى متسائلا عن سر هذا الهم والغم الذى أجلبه لنفسي بقراءة هذه الصحف


قلت له أننى أقرأها لأنها الأقرب للحقيقة، وكان رده يحمل من العطف والشفقة ما ينسف فكرتى من الأساس، سألته ماذا يقرأ فتعجب من السؤال وقال صفحة الرياضة فى جريدة المساء وأحيانا صفحة الحوادث، قلت هل تقرأ سياسة وأحوال البلد، فقال نادرا وأشار الى صحيفة "المصري اليوم" قائلا كنت باقراها ساعات بس حاسس انها اتغيرت اليومين دول، كانت "شديدة" بس تحس زى ما يكون اللى بيعملوها زهقوا"

سألته هل تمارس السياسة، فنظر لى مستهجنا، وعاجلنى بسؤال هو حضرتك صحفى، فأجبت بنعم، فأحال وجهه عنى وأجاب بالنفى، سألته هل شاركت بالتصويت فى الانتخابات التى جرت على مدار العامين الماضيين، فقال "لا" مؤكدا أنه لا يملك بطاقة انتخابية لا هو ولا أى فرد فى أسرته وعددهم 6 أشخاص، سألت "بغتاتة الصحفى المعتادة" طيب وإفرض ان معاك بطاقة انتخابية، هل كنت هتروح تصوت فى الانتخابات، فأجاب على "ما هو أنا مش عارف أروح انتخب ليه، ولا كنت اعرف يعنى ايه تعديلات دستورية ولا يعنى ايه دستور، ولا مجلس الشعب ده بيعمل ايه، كل اللى أعرفه ان اللى معاه بطاقة انتخابية وما ينتخبش ها يدفع غرامة 200 جنيه"، أعدت عليه السؤال ولو معاك بطاقة انتخابية وعارف انت ها تدى صوتك لأيه أو لمين" فأجاب "بغتاتة المواطن المصري" بصراحة مش هروح برضوا، خسارة الجنيه اللى هدفعه فى المواصلات، أجيب بيه سندوتشين فول وطعمية، وهنا انتهى الحوار بهذا الرد الذى منعنى من سؤال المواطن فى أى شئ أخر، ولم أجد أى تعقيب أقوله أكثر من كلمة "يا راجل؟"، قبل أن يقتل الصمت حوارنا، وينهيه بلا رجعة ظهور صديقه الذى كان ينتظره


ولأن الشئ بالشئ يذكر أقول أن هذا المواطن - الذى أقسم بالله العظيم أن هذا الحوار دار بينى وبينه - يبدو من هيئته أنه متوسط التعليم والحال، وأنه كان جادا فى كلامه ويفكر فيه قبل أن يقوله، وأن هذا الكلام الذى قاله لم يصدمنى لأننى سمعت مبررات كثيرة لعدم مشاركة المصريين سياسيا، ولكن الأمر لم يكن قد وصل الى حد سندوتشين فول وطعمية

وأتساءل مع الذكرى الـ 55 لثورة يوليو المجيدة، التى تلتها ثورة التصحيح، وأزهى عصور الديمقراطية، هل هذا هو المواطن المصرى الذى بشرونا به، المواطن الذى قيل أنهم علموه العزة والكرامة، وومنحوه العلم والإيمان، وجعلوه نموذجا لديمقراطية تتعلم منها ديمقراطيات العالم كما كان كتاب السلطة يكتبون .. روحوا يا شيخ ربنا يوعدكوا بشعب عنده "قولون" والدكتور "مانعه" من الفول والطعمية

خد عندك .. حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates