• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الخميس، ١ يونيو ٢٠٠٦

حج الصوفية .. (شاذلى .. وكازاخستانى .. وسنغالى)


صحن تيمور وجبل حميثرة وضريح بامبا .. بدلا من ماء زمزم وجبل عرفات والكعبة

حج الصوفية
(شاذلى .. وكازاخستانى .. وسنغالى)

.. نعرف جميعا كمسلمين أن الحج أشهر معلومات .. هكذا أخبرنا القرآن الكريم، ونعرف أن الرحال أو السفر من أجل العبادة لا يكون الا لثلاث مساجد وهى الحرم المكى والمسجد النبوى والمسجد الأقصى وفقا للحديث الشريف، الا أن الصوفيون لهم دائما رأى أخر، وبدع يستغربها الناس، ليس فقط فى الدول العربية التى يتمتعون فيها بالأعداد الكبيرة والتى تقدر فى مصر وحدها بحوالى 8 مليون من الاتباع والمريدين، ينتمون للطرق الصوفية الكثيرة.

ولبعض الطرق الصوفية عادات وطقوس وأمور ربما لا يستسيغها الناس، مثل   ايذاء الجسد بابتلاع الخناجر أو النار أو خرم الوجه كعلامة على التوحد فى حالة من الصفاء التى تسمو فوق الألم، لكن طقوسهم تمتد أيضا الى أساسيات فى الدين الإسلامى ومنها فريضة الحج.
ففى كازاخستان تلك الجمهورية الاسلامية التى كانت منطوية تحت راية الاتحاد السوفيتى الذى كان، يؤدى بعض أتباع فرق ومذاهب صوفية على مدار العام طقوسا مرتبطة بتقاليد وعادات شعبية تسمى الحج الاصغر، ويقصدون خلالها مدينة يطلقون عليها اسم تركستان أو "مكة الثانية"، حيث يوجد فى تلك المدينة ضريح أحمد الياساوي، أشهر الصوفيين فى البلاد الناطقة باللغة التركية ضمن مسجدها التاريخي.
وأكثر ما يميز هذه المدينة هو توافد الاف الحجاج من كافة مدن ودول آسيا الوىسطى للتبارك بها وأداء ما يعتبرونه الحج الأصغر، الذى يختلف بطبيعة الحال عن الحج الأكبر لمكة المكرمة.
وهو ما فسره المؤرخون وخاصة تسمية تلك المدينة بإسم "مكة الثانية" بإن السفر من وسط آسيا الوصول إلى مكة المكرمة كان يشكل صعوبة ومشقة كبيرة للمسلمين ويكلف أمولا طائلة، وهو ما دفع بعض المسلمون هناك الى تعويض ذلك بزيارة تركستان، تلك المدينة التى أضفت عليها الأساطير والخرافات هالة من القدسية، التى تدفع زوارها للحصول على بركات الحاج احمد الياساوى ويؤدى الحج الأصغر".
 وتبدأ طقوس الحج الأصغر فى "مكة الثانية" بالدوران حول مسجد تركستان والتبرك بجدرانها إلى حد تقبيلها، ويتابع الزوار أداء طقوسهم الخاصة بالدخول إلى المسجد الى بأمر من الأمير تيمور، ليكون مكان يتجمع فيه مسلمو آسيا الوسطى، والدعاء أمام الصحن المعدنى الضخم الموجود فى وسط ساحته، ذلك الصحن الذى صنع من الذهب والفضة والبرونز والحديد الأحمر والبلاتين ومعادن أخرى عام 1393 فى قرية ياس بالقرب من تركستان من أجل وضع الماء فيه وقتها، وهو منقوش من ثلاث أقسام بكتابات عربية،   كتب على الأول حديث للرسول محمد عليه الصلاة والسلام أن "من حفر بئر فى سبيل الله كتب الله له بئرا فى الجنة"، والثاني، نقش عليه اسم الحرفى الذى صنع الصحن وهو عبد العزيز بن شرف الدين التبريزي، وفى الثالث كتبت عبارة   "العظمة لله"، ويبلغ وزن هذا الصحن حوالى 2 طن، ويتسع لـ(3000) لتر من الماء، ويعتقد سكان تركستان أن مائة مبارك مثل ماء زمزم.
بينما تنتهى طقوس ذلك الحج بالدعاء داخل إحدى القاعات التى يتضمنها المسجد والتى   تعد الأهم فى تلك الطقوس، لأنها تحوى ضريح الحاج احمد الياساوي، الصوفى المعروف فى تلك المنطقة صاحب الكرامات، والافكار حيث كان أديب وفيلسوف وعالم أيضا، والذى اختتم حياته فى حجرة تحت الأرض، بعد ان اعتبر وهو   فى   عامه الثالث والستين، أن الحياة أكثر مما عاش الرسول محمد يعد ذنبا عظيما.
وبعيدا عن كازاخستان الأسيوية وفى أفريقيا وخاصة فى مدينة طوبة فى السنغال توجد بدعة أخرى يستجيب لها سنويا مئات الآلاف من السنغاليين المسلمين، ممن يعتبرون زيارة قبر "أحمدو بامبا" الذى توفى فى عام 1927 ودفن فى مدينة طوبة، بمثابة حج، وهو ما يجذب هؤلاء لتلك المدينة رغم انتشار مرض الكوليرا فى هذه المنطقة، والذى أدى لإصابة 2054 شخصاً بنفس المرض،   ويجمع زعماء الصوفية فى السنغال تبرعات كبيرة من زوار ضريح "بامبا" والذى بنى له مسجداً كبيراً بالإضافة إلى قبره الضخم.
أما فى مصر فالأمر مختلف، ففى كل عام وفى الايام الأولى من شهر ذى الحجة يحتفل المريدون من شتى انحاء العالم بمولد الشيخ "أبو الحسن الشاذلى"، وذلك فى موقعه جنوب البحر الأحمر بالقرب من منطقة "مرسى علم"، ويبدأ الاحتفال دائما فى هذه المنطقة بالقرب من جبل الشاذلى أو ما يسمى جبل "حميثرة" وهو الجبل الذى تنبأ الشيخ الشاذلى بموته فى هذا المكان، حيث كان يحمل فأسا وبعض الأشياء الصغيرة، فلما سأله غلامه المصاحب له فى الرحلة عن هذه الاشياء، فقال عبارة يعرفها الصوفيين "عند حميثرة سوف ترى".
وبالفعل مات عند حميثرة، بعد أوصى لتلاميذه ببعض الأوراد، ويأتى المريدين بصعود الجبل تعويضا عن الصعود لجبل عرفات، وذلك يوافق يوم وقفة عرفات، ثم اليوم التالى تنحر الذبائح تشبها بالحجاج فى تقديم "الهدى"، ثو بعودون بعد ذلك الى بلادهم، وقد حملوا معهم بعض القصاصات من القماش، من الكسوة القديمة للضريح، بعد ان يستبدل بكسوة جديدة، ويتبرك مريدى الحج الشاذلى الأضغر، بقصاصات صغيرة من الكسوة التى تمزق الى شرائط تلف على الرأس والايدى للتبرك بها، أو إهدائها للمعارف بعد رحلة الحج، حيث يتداولون الحكايات عن كرامات الشيخ الشاذلى، ويتم ذلك بعد طواف الموكب بالمنطقة وسط هتافات الطرق الصوفية والمريدين، وهناك بعض المقولات الشائعة وسط البسطاء ان هذه الطقوس توازى "ربع حجة" وعن البعض "سبع حجة" أى ان أربع أو سبع تساوى رحلة حج.
وعاش أبو الحسن الشاذلى فى القرن السابع الهجرى وكان شيخًا عابدًا متصوفًا، وقد سكن الجبال والمغارات وأكل العشب والحشائش كى يربى روحه على الزهد والخشونة هاجرًا متع الحياة باحثًا عن الحقيقة الأكمل فى وجود الكون، وقد ولد فى المغرب وعاش فى مصر، وله أتباع ومريدون بالآلاف، وينتهى نسبه الى البيت النبوى، حيث ينسب الى سيدنا الحسين تارة وللحسن تارة أخرى.
ولعل رأى الدين فى هذه الطقوس واصحا، وهو ما أبرزته فتوى الأزهر تعليقا على الحج السنغالى، والتى جاء فيها أن   هذه بدعة، وأن الحج هو قصد بيت الله الحرام وموقعه مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، مؤكدين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم- عندما قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدى هذا" وليس غير ذلك، ووقول الله تعالى"حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا" وليس مكان آخر يستعاض به لأداء الفريضة، وأن من يقوم بغير ذلك فهو آثم ويحاسبه الله عليه يوم القيام حساباً عسيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates