• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ١ يناير ٢٠٠٦

من يملك وقف الام الغلابة فى مصر .. حكومة نظيف أم كارت توصية من فيفى عبده؟


"أم سمير" جاءت للقاهرة   بحثا عن واسطة للراقصة المشهورة لتشغيل زوجها
من يملك وقف الام الغلابة فى مصر .. حكومة نظيف أم كارت توصية من فيفى عبده ؟

معاك كارت توصية من فيفى عبده؟
لو كانت إجابتك هى نعم، فالأبواب ستفتح لك، إن كنت عاطلا ستجد عملا، إن كانت لك مصلحة فإن طريقك سيكون سالكا بلا مطبات صناعية أو بشرية.
أما اذا لم تكن تملك واحدا فإعرف أن مصيرك فى هذا البلد لن يختلف كثيرا عن أى مواطن فى وطن لم يعد يملك قلبا ولا رحمة، ولن تملك حاضرا أشد ايلاما من رضا فكرى عبد الفتاح ابن السويس أرض الغريب الذى يعيش الغربة الحقيقية فى بلده.
وقصة رضا أهديها لرئيس الادارة المصرية "أو الحكومة المصرية سابقا" التى يرأسها الدكتور أحمد نظيف رائد الديجيتال والسمارت فيليج والدى اس ال فى مصر، تلك الادارة التى تدير مصر بطريقة الشركات المساهمة التى لا تهتم سوى بحسابات الأرباح والخسائر المالية، والفخر ببيع مصر قطعة قطعة   لمن يدفع سواء كان يملك المال أو حتى كارت فيفى عبده.

بداية ليس للراقصة فيفى عبده   دخلا بالموضوع، لا هى ظلمت أحد ولا قطعت رزق أحد او حرمته منه أصلا، وهو حق من حقوقه التى يكفلها الله.
ولكن بإختصار أعلم أنه سيكون مخل، أن سيدة مصرية أصيلة فى ألمها وفى كرامتها طرقت علينا أبواب "الميدان" طالبة مقابلة زميلنا حسن عبد الفتاح، والسبب أنها فكرت - بعد ان اجرت الكشف الطبى على طفلها الصغير يوسف ابن العام ونصف والمصاب بأنيميا الفول فى مستشفى أبو الريش بالقاهرة -، أن تحاول مقابلة حسن ليتوسط لها لدى الراقصة فيفى عبده، لعلها تفيدها فى توظيف زوجها العاطل عن العمل من عامين، والذى طالبه موظيف ثقيل الظل يعمل فى مكتب الامن بشركة شل للبترول فى السويس أن ينصرف وألا يعود الا بكارت توصية من الراقصة فيفى عبده، ليتمكن من الدخول الى مقر ادارة الشركة، ومخاطبة اى شخص هناك ليجد له فرصة عمل، بعد ان عز العمل فى بلادنا.
وموظف الامن "الظريف" لم يكن يسخر من "رضا" بقدر أنه كان يلخص واقعا حقيقيا ولكن بصورة أكثر قسوة من تلك الدقائق التى استمعت خلالها لأزمة أزمة مصرية يعانى عائلها من البطالة بشكل يجعلها نموذجا نضعه أمام الدكتور نظيف، وامام كل من هو مسئول عن المصريين.
ففى ظل حكومة امتنعت عن توظيف مواطنيها من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة على حد سواء، لم يعد هناك بديلا لوزارة القوى العمالة سوى الراقصة فيفى عبده، وكل من يملك مالها ونفوذا فى مصر.
تمنيت حقا أن يسمع الدكتور أحمد نظيف وكل أدارة الاعمال التى يترأسها، من الزوجة "عزيزة النفس" والمثال للزوجة الصابرة، كيف يمكن لأسرة أن تحلم بدخل شهرى منتظم ولو 200 جنيه فقط، من خلال وظيفة ثابتة للزوج ولو فى المهن الدنيا، وكيف تحلم تلك الاسرة أن تعرف طعم الامان، وهى تكتفى بسداد ايجار الشقة التى يعيشون بها "90 جنيه شهريا"، والذى لا يعرفون طعم الطعام الا بعد سداده.
تمنيت أن يكون الدكتور نظيف ووزراؤه وحكومته بجانبى ليسمعوا كيف تعيش أسرة على أرض مصر – واعتقد أن هناك الملايين مثلها -   وهى تحلم بدوام النعمة التى هى طعام مكون من الارز والطماطم، يتم توزيعه على الوجبات الثلاث، بينما اذا ارادت الاستمتاع "بطعم الفراخ" أو "مذاق اللحوم"، فلامفر من أن تتفكك الاسرة، ليعود الزوج الى أمه والزوجة الى والدتها، خاصة ان تلك الرفاهيات لم تدخل بيتهم منذ 3 شهور.
"رضا" ابن أرض الغريب حاصل على دبلوم صنايع بقسم الخرسانة المسلحة، وهو ابا لطفلين هما سمير عامين ونصف، ويوسف عام ونصف، لم يعرف طعم النوم منذ عامين، لم يتوقف خلالها عن طرق ابواب كل الشركات والمصانع بحثا عن عمل، فى مصنع الورق رفضوا توظيفه وهو ابن السويس 
التى يقع بها المصنع، بينما تقسم الزوجة بأن غالبية عمالها من محافظات الشرقية والدقهلية، ويعيشون فى استراحات، بينما ابناء الغريب يعانون من البطالة التى تفتك بهم.
وساعتها تمنيت أن يكون الدكتور نظيف معى ليفسر السر وارء تلك السياسة الغريبة، بأمر أخر غير التخبط وعدم التخطيط والواسطة والكرامات والخواطر، بينما فشلت دموع الام "أم رضا" فى ايجاد عمل لابنها لأجل ولديه الصغار، تماما مثل شركة الشحن والتفريغ التى تسيطر على كل وظائف العمالة فيها عائلة واحدة من المنيا تسمى عائلة "الجورعان"، بينما يرفض موظفو الأمن بميناء السخنة الذى قيل انه سيوفر الاف فرص العمل فى السويس، حتى السماح "لرضا" بلقاء أحد للبحث عن وظيفة، ولو عامل نظافة، أو شيال أو فى اى مهنة توفر له دخلا ثابتا أيا كان، لدرجة أن "أم سمير" تصف لنا سماح موظفو الامن لرضا بالدخول والسؤال عن عمل، هو امر أقرب الى الحلم والخيال الواسع.
يخشى رضا ومعه عشرات الالاف من العاطلين عن العمل فى السويس أن يطاردهم مصير عامل مصنع القماش الشاب بالسويس، الذى تم طرده مع مئات اخرين من عملهم، فلم يجد مفرا بعد ان تراكمت عليه أقساط "العفش" والإيجار من أن ينهى حياته قبل أن يواجه طفله الاول، من زواجه الذى لم يتجاوز حتى عامه الاول، فأغلق بهدوء باب دورة المياه، وأغرق نفسه بالجاز، ثم أشعل النار فى جسده، لينهى معاناته التى لم يكن لها بوادر حل فى المستقبل المنظور.
وبعفوية شديدة، تتسائل "أم سمير" هما مش قالولنا أن الاتفاقية دى اللى عملوها مع زفت اسرائيل"  - تقصد الكويز – هتوفر وظائف، لكن لاوفرت وظائف ولا حاجة، وحتى مصنع القماش "تقول ان أسمه تراست" قام بفصل العمال وشرد حوالى ألف أسرة خلال 6 شهور، لتصبح حديث الشارع فى السويس.
القصة ليست فقط فى حالة "رضا" الذى جاءت زوجته للقاهرة بحثا عن كارت توصية من الراقصة فيفى عبده، التى كانت على يقين انها لن تردها مكسورة الجناح، ولكنها أزمة وطن باتت فيه اصوات طحن عظام الفقراء مسموعة للجميع .. والفقر يتسع يوما بعد يوم، بينما ترتفع أرصدة الاغنياء لتصل الى مرتبة قوائم أغنى أغنياء العالم، أنها أزمة وطن لم يعد قادرا على توفير الفتات لسكانه، ولا الكرامة ولا الحب.
نحن أصبحنا فى وطن تحلم فيه بعض الاسر – نعم تحلم – بكيلوا لحمة ولو مرة فى الشهر و"جزمة للعيل"، و 200 – 300 جنيه تستر عورات الحاجة والم الجوع وتجفف دموع القهر والشعور بالظلم.
صدقونى قد تستطيع فيفى عبده وهى معروفة بفعل الخير على ذلك، أما حكومتنا فسوف تحسبها بالالة الحاسبة أولا، لتعرف كم سيكلفها رضا وأمثاله ليصبحوا مواطنين أحرار غير عاطلين، وغالبا ستتوصل الى أن رضا سيكلفها أكثر مما رسمه لها البنك الدولى وصندوق النقض، وستكتفى بطلعة بهية لوزير ما يضللنا فيها، وبإبتسامة صفراء من أخر، وتصريح عنترى برلمانى "معتبر" بأن مصر تعيش أزهى عصور الرخاء والديمقراطية.
يا دكتور نظيف ابلغك دعوة الفقراء فى مصر .. "حسبى الله ونعم الوكيل"



هناك تعليق واحد:

  1. فيفى عبده مثل امي انا سوري بس اعشق المصريين وانتي ماما انا كلي تحت اقدامك

    ردحذف

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates