• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٤

سيناريوهات الحصاد المر بعد اغتيال الحريري



إعلان جديد عن حلف قديم بين سوريا وإيران
سيناريوهات الحصاد المر بعد اغتيال الحريري

لم تكن مصادفة ان تعلن كل من دمشق وطهران عن تحالف سورى وايرانى فى مواجهة التهديدات الامريكية لهما – رغم النفى الرسمى بكونه موجه لأمريكا-، فى نفس وقت التقارب السريع بين المصالح والمطامع الامريكية الفرنسية فى المنطقة والتى تجاوزت على ما يبدو الخلافات التى نشبت بينهما بسبب حرب العراق.

فالمتابع للاحداث فى المنطقة ربما لم يفاجا بالتقارب بين واشنطن وباريس فيما يتعلق بسوريا، وخاصة فى اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى، والذى اعطى لكلا منهما مبررا للحديث عن سوريا واستمرار ممارسة الضغوط عليها، وفقا لمصلحة كل منهما.
فباريس التى تتمتع بنفذ واتباع فى لبنان مستعمرتها السابقة، لا ترغب فى التواجد السورى على اراضيها والذى أعلنت سوريا على لسان الامين العام لجامعة الدول العربية، عن البدْ فى ترتيباته قريبا، وما تسميه بالتدخل فى السياسة اللبنانية، وهو الامر الذى يفرض عليها مراجعة صدى قراراتها وتحالفاتها السياسية فى لبنان مع دمشق اولا، او على الأقل انتظار رد الفعل السورى.
أما الولايات المتحدة فضغوطها على سوريا مبررة بأكثر من سبب يبدأ من رغبتها فى طمس التيار القومى البعثى الذى قضت عليه فى بغداد  بعد احتلال العراق، وممارسة اقصى الضغوط على سوريا للقيام بدور شرطى الحدود لجاره الامريكى القابع بقواته فى العراق، والذى يواجه الموت يوميا على ايدى المقاومة العراقية التى تدعى امريكا انها تحظى بدعم سورى، وممرا ممهدا على الحدود مع العراق، الى جانب الضغط على سوريا لتقبل ما تمليه عليها اسرائيل فى محادثات سلام تمنح اسرائيل السلام الكامل ولكن وفقا لشروطها قبل الانسحاب من الجولان او حتى جزء منه، بالإضافة الى رغبة بوش فى زعزعة استقرار النظام السورى برئاسة الاسد الصغير، الذى لم تجد له واشنطن حتى الان مدخلا لتركيعه، وهو واحد من ابرز اعضاء محور الشر الذى يضم ايران وكوريا الشمالية، على حد وصف الرئيس الامريكى وادارته.
ورغم ان الحديث عن تحالف سورى ايرانى على انه تحركا سياسيا مفاجئا وجديدا، وذلك لكون هذا التحالف قديما بقدم العلاقات السورية الايرانية منذ تولى الرئيس الراحل حافظ الاسد رئاسة سوريا فى الستينات، يعد نوعا من السخف السياسى، الا ان الاعلان أو تجديد الاعلان عن هذا الحلف بهدف الوقوف فى وجه التهديدات الأمريكية ربما كان له أثر فعال على المخطط الامريكى فى المنطقة والفرنسى فى لبنان، خاصة أن الرئيس الامريكى جورج بوش يتلقى يوميا تقارير عن خسائر قواته فى العرق والتى لا تتوقف، مما يضع ادارته فى حرج بالغ ومستمر، وبالتالى فإن الحديث عن مغامرة عسكرية ضد سوريا او أيران والذى تصاعد بعد نجاح بوش فى الانتخابات الامريكية الاخيرة، قد بدا فى الخفوت وظهر الرئيس الامريكى على شاشة التليفزيون يتحدث عن الحوار الدبلوماسى للأزمة مع طهران والتى ارتدت نفس الرداء المزيف التى قتل به بوش العراق مع سبق الاصرار والترصد، وهو السعى نحو تملك اسلحة دمار شامل، وتطوير التكنولوجيا النووية للاستخدام العسكرى.
من هنا يصبح الحديث عن التحالف ذا جدوى، لو اخذناه من حيث انتهى وهو مواجهة التهديدات الامريكية.
ولكن على الجانب الأخر تبقى قضية الانسحاب السورى من لبنان خاضعة لسجال سياسى عاصف بين المؤيدين والمعارضين حول الوجود السورى فى لبنان والذى بدأ منذ أول دخول للقوات السورية فى لبنان مع احتدام الحرب الأهلية هناك عام 1976 وبطلب من السلطات اللبنانية الشرعية لوقف الحرب وحصر الخطر الذى يتهدد كيان الدولة اللبنانية، فالمؤيدون يبررونه لدواع استراتيجية فى إطار اتفاقية الطائف التى انهت الحرب الاهلية فى لبنان، وان هذا الوجود هو الذى يحكم طموحات وشطحات حزب الله فى لبنان والمنطقة، والسيطرة على المخيمات الفلسطينية، والميليشيات اللبنانية، والمعارضون يعتبرونه غير شرعى وضد ارادة السلطة والشعب.
ولكن ليس السجال الداخلى فقط فى بيروت بل وحتى دمشق والذى تقوده المعارضة التى تتألف بصورة رئيسة من المسيحيين الموارنة بزعامة البطريرك نصر الله صفير، والدروز الذين يمثلهم السياسى وليد جنبلاط ضد الحكومة اللبنانية التى توصف بأنها موالية لسوريا، أو من المعارضين لنظام الأسد فى سوريا، هو المهم بقدر التساؤلات التى تطرح نفسها كاسباب لهذا التلاقى الفرنسى – الامريكى والاجماع على ضرورة الانسحاب السورى من لبنان.
سطحيا هناك أمور يمكن الحديث عنها مثل سيادة لبنان وسيادة اللبنانيين على ارضهم، متزرعين بوجود تاثير حقيقى وفعلى على القرار اللبنانى السياسى، ولكن الاهم هو المستقبل الذى سيلى الانسحاب سواء حدث أم لم يحدث، وعلاقته بالتحالف السورى الايرانى.
على الجانب السورى يرى البعض ومنهم صحيفة التليجراف البريطانية ان الانسحاب السورى من لبنان، سيعنى الموت السياسى للرئيس بشار الاسد، اذا لم يحصل على مقابل وهو الانسحاب الاسرائيلى من الجولان، وبالتالى وحتى فى حالة تورط دمشق فى اغتيال الحريرى – على اعتبار ان سوريا لن تهتم بإغضاب السعوديين بقتل الحريرى رجلهم الاول فى لبنان - وفقا للاتهامات (سواء لاخلاء الساحة من قيادة سنية قوية تدعم الانسحاب السورى من لبنان – أو إضعاف السنة فى مواجهة مد شيعى متوسع من ايران الى لبنان حذر منه من قبل العاهل الاردنى.. أو أيا من الأسباب التى قد تدعو الى دور سورى فى اغتيال الحريرى)، فان تمهيد الجو قبل الخروج يتطلب الحصول على مقابل، وهو الامر الذى لن يتحقق بدون ضغوط من عينة تحدى التهديدات الأمريكية بتجديد وتاكيد الاعلان عن التحالف مع ايران، والحديث عن تغييرات أمنية وعسكرية فى الجيش السورى.
أما ايران التى تواجه التهديد الأمريكى بسبب ما تررده واشنطن عن قدراتها ونواياها النووية التى قال عنها مائير داجان، رئيس جهاز الموساد، انه "أكبر خطر على وجود اسرائيل منذ قيامها"، فان سوريا بالنسبة لها كحليف تعد بوابة خلفية بعد ان أصبحت امريكا بوجودها فى العراق، جارة قريبة للغاية، كما يضمن استمرار الدعم السورى لحزب الله – الشيعى - الذى تعتبره امريكا شوكة فى ظهر اسرائيل يجب الخلاص منها، وكورقة ضغط إضافية فيما يتعلق بالأزمة النوويةالمشتعلة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربى، وفى ظل وجود لاعب أساسى اخر تم الاستناد عليه فى المنطقة وهو الدب الروسى الذى امتدت الاتصالات بينه وبين دمشق وطهران الى مرحلة متقدمة خلال الفترة الوجيزة السابقة، من خلال زيارات رسمية استقبلتها موسكو مؤخرا.
لبنانيا يخشى المؤيدون من أن الوجود السورى فى لبنان أصبح بمرور الزمن جزءا من معادلة التوازن اللبنانية الداخلية التى ترسخت بعد اتفاق الطائف الذى أنهى حربا أهلية مريرة سقط خلالها مايقرب من نصف مليون ضحية بين قتيل وجريح ومعاق، وأسفرت عن هجرة واسعة وتدمير غير مسبوق لاقتصاد لبنان ، كما أصبح الوجود السورى فى لبنان جزءا من معادلة توازن النظام السورى ذاته ولا يعرف أحد بالضبط كيف سيتم إعادة التوازن للمعادلتين بعد الانسحاب من لبنان، فى مواجه تيار يحظى بدعم أوربى امريكى يرى ان  لبنان سوف يجد الفرصة للعودة إلى ممارسة الديمقراطية دو ن العبث فى مقدراته السياسية.
أما القضية الاصلية التى وضعت المنطقة فى مواجهة مصير مجهول، وهى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى – الذى لا يعرف احد حتى الأن طريقة اغتياله – فان التسرع الأمريكى الفرنسى باتهام سوريا، والحديث الهزلى للمخابرات العسكرية الإسرائيلية حول تنفيذ المخابرات السورية له دون استئذان الرئيس بشار الاسد، او نسيان ابلاغه بالعملية قبل تنفيذها، لا يتجاوز حدود كونه اتهاما خاصة، أن كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، وفى مقدمتها  أن يكون المنفذون مرتبطين بجهاديى العراق، او حتى كما قالت صحيفة اوبزيرفر البريطانية حول المصالح التجارية وعمليات الاعمار التى احتكرتها مجموعة سوليدير التى يملكها الراحل الحريرى، ومن هنا لا جديد سوى علامة استفهام كبرى حول من القاتل، وهى السمة الرئيسة فى الاغتيالات السياسية فى لبنان، ولكن حتى يظهر فى الافق جناة حقيقيون فإن دمشق وحدها ستدفع الحساب .. برغبة أمريكية فرنسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates