• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٤ يوليو ٢٠٠٧


البعض اعتبرها رسالة لنظام لا يجيد التقاط الرسائل

أحداث برج البرلس "بذرة عصيان" فجرها العطش


حسن الزوام

طالب برلمانيون وأكاديميون بضرورة الانتباه الى الوقفة الاحتجاجية التى قام بها اهالى قرية برج البرلس والتى خرج الآلاف من اهلها قاطعين الطريق الدولى الساحلي اعتراضا على حرمانهم من مياه الشرب لفترات طويلة، لما تمثله الوقفة من توسع أفقى جديد لـ"ثقافة الاعتراض" التى اتسعت رقعتها فى المجتمع المصري خلال السنوات الثلاث الماضية.

يقول حمدين صباحي عضو مجلس الشعب عن دائرة البرلس والحامول التى شهدت الاحداث، أن الناس عبرت عن أن كل الوعود والكلام التى أطلق عن التنمية لا محل له من الصحة، لأن أهالى قرية برج البرلس كانوا يطالبون بكوب ماء يروى عطشهم وليس أكثر، ولم يطالبوا بهذه الرفاهية كل يوم ولكن ولو ليوم واحد فى الاسبوع، مع الوعد بعدم الاخلال بالعدالة فى توزيع مياه الشرب فى محافظة كفر الشيخ وفقا لنظام المناوبة المتفق عليه بتوصيل المياه اليهم يومين فى الاسبوع، وهو الاتفاق الذى تم الاخلال به وحرمان القرية من المياه لأكثر من شهر بسبب اعطاء الاولوية لمصيف بلطيم، الى جانب تدخل الفساد ليمنح الماء لقرى على حساب أخرى وفقا للضغوط والمحسوبيات.

ويضيف صباحي أن تلك العدالة المنشودة أصبحت مشكوك فيها فى هذا الوطن، الامر الذى دفع سكان قرية برج البلبرلس الى قطع الطريق الساحلي الدولى فيما اعتبره انتفاضة شعبية محترمة وسلمية لم تشهد انحرافا امنيا، رغم حصارهم لألاف السيارات المارة على جانبي الطريق ودون التعرض لركابها أو البضائع المحملة عليها، وذلك بعد أن يأسوا من استجابة المسئولين لمطلبهم العادل - بالطرق التقليدية والروتينية - فى المياه ليوم واحد على الاقل فى الاسبوع بشكل منتظم وعادل.

وقال النائب المعارض ومؤسس حزب الكرامة – تحت التأسيس - أن جهات الامن تعاملت أيضا مع الموقف بذكاء بعيدا عن سياسة العصا الغليظة وهو ما ادى أيضا الى انتهاء الموقف بسلام، بعد ان احترم مشاعر الناس ولم يستخدم القوة لفض الوقفة الاحتجاجية.

ويشير نائب البرلس والحامول الى ان المواطنين أدركوا أن الطرق التقليدية لن تمنحهم مطالبهم، وأصبحت ثقافة الاحتجاج هى المسيطرة على المجتمع فى الوقت الحالى، خاصة اذا ما استندت الى سلوك سلمى محترم ناجم عن مشكلة حقيقية - وما أكثر المشاكل فى مصر الان - وهو ما أدى الى أن الحكومة تجنبت التعامل بنفس طريقة التهميش التى اعتادت التعامل بها مع مثل تلك الازمات، لتنتهى الأزمة بمجرد وصول مياه الشرب الى منازل القرية بعد احتجازهم للسيارات لمدة 12 ساعة تقريبا.

وحذر النائب من ان عدم اقدام الحكومة على حل أزمات المطحونين فى مصر قد يؤدى الى تحول الاحتجاج الى فوضى عارمة لا تحمد عقباها، مشيرا الى ان مصر أصبحت بمشاكلها وأزماتها مثل سلة من القنابل الموقوتة، وأن عناصر الانفجار العشوائي حاضرة وبقوة وتتطلب الانتباه بشدة لأزمات الناس.

من جانبه يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن قراءة ما حدث فى قرية برج البرلس يشير الى أن الموطنين الذين يحملون جنسية دولة لها مكانتها – وهم من دافعى الضرائب – محرومون من الخدمات الاساسية والتى وصل عجز الدولة فيها الى مياه الشرب وهى أهم تلك الحاجات، لم يجدوا الا الاحتجاج والاعتصام وقطع الطريق وتعطيل المسافرين وحركة النقل للفت أنظار العالم اليهم والحصول على حقهم الأولى، بعد أن فشلوا فى الوصول اليه بالطرق الطبيعية، نتيجة لفساد وتباطؤ السلطة التنفيذية.

ويشير ربيع الى أنه لا يستطيع فصل ما حدث فى برج البرلس عما يحدث فى مصر بشكل عام من اتساع فى حركة الاعتراضات والاحتجاجات والاعتصامات العمالية التى خلقت ثقافة وحراك كبير للفئات المظلومة فى مصر، وأصبح لهم حق للتعبير عن مواقفهم، كما لا يستطيع وضع الحدث فى سياق متصل بشكل ينتهى الى سيناريو ينتهى الى فوضى أو ثورة جياع شاملة، ولكنه فى الوقت نفسه لا يستبعد تكرار تلك حالات مثل هذه بسياق ولغرض محدود.

أما النائب المستقل جمال زهران فيؤكد على أن الحكومة فقدت خلال عام 2007 القدرة على التأثير فى الشارع وخلق مصداقية لها بين الناس، فى ظل الوعدود الوهمية، ما جعل الناس تتململ، ثم سادت نظرية مفادها أن من يحتج يحصل على حقه، حتى تزايدت رقعة الاحتجاجات أفقيا ورأسيا على كافة المستويات والقيادات العليا بدءا من العمال وانتهاءا بمعلمى المعاهد الأزهرية، الامر الذى ينذر بانتشار الاحتجاج وزيادة ابداع الناس فى احتجاجها والذى وصل فى برج البرلس الى قطع طريق دولى للتعبير عن أنفسهم والوصول الى كوب ماء نظيف.

ويضيف زهران أن الحكومة جعلت الناس تكفر بكل الآليات والطرق للحصول على حقوقها الامر الذى سيجعلها غير قادرة على الاستجابة لمطالب كل الغاضبين ومواجهة احتياجاتهم، مما سيؤدى الى اضعاف النظام، معتبرا أن احتمالات الفوضى واردة فى ظل نظام غشيم استبدادى غير ديمقراطي ينفرد لنفسه بكل شئ بدءا من التعديلات الدستورية، نظام غير مؤسس على التفكير فى الاخر، ولا على تداول السلطة ولا يهتم الا بتفصيل كل شئ على مقاسه والتمهيد للتوريث.

ويختتم زهران بقوله أن ما حدث من اهلى برج البرلس هو رسالة للنظام الذى لا يجيد التقاط الرسائل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates