• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٢٥ يوليو ٢٠٠٧

تكرار التجربة التركية فى مصر ... خيال علمى

جدد فوز حزب "العدالة والتنمية" صاحب التوجهات الاسلامية بالانتخابات التركية للمرة الثانية على التوالى بحصوله على 47% من أصوات الناخبين، التساؤلات الكلاسيكية حول مدى إمكانية تكرار تجربة صعود تيارات الاسلام السياسى فى مصر، ومدى قدرته على التعامل فى مناخ سياسى علمانى، وهى التساؤلات التى ووجهت بردود واقعية صادمة حول استحالة تكرار التجربة ليس لأسباب تتعلق بحال جماعات الاسلام السياسى فى مصر، أو طبيعة الحالة التركية فقط، ولكن لافتقاد الواقع السياسى المصرى لكافة عناصر حرية الاختيار، وتراجع الممارسة الديمقراطية على النحو الذى أفرزته انتخابات مجلس الشورى الاخيرة، الأمر الذى وصل الى حد اعتبار تكرار التجربة التركية فى مصر سواء فيما يتعلق بالتيار الاسلامى أو غيره أقرب الى "أفلام الخيال العلمي".

فى البداية أكد الدكتور أشرف عبد الغفار عضو مجلس نقابة أطباء مصر والكادر الاخوانى الخبير بالشئون التركية، أن الأزمة ليست فى تعامل الجماعة مع المناخ العلمانى من عدمه، معتبرا أن ما حدث فى تركيا ليس وليد نشاط حزب العدالة بقدر ما هو ناتج عن مناخ الحرية التى تتمتع بها الحياة السياسية فى تركيا، والتى وفرت لكافة التيارات السياسية بمختلف اتجاهاتها من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ومن الاحزاب الاسلامية الى عتاة العلمانية حقهم فى التحرك، واحتكمت فى النهاية الى انتخابات نزيهة ونظيفة خالية نهائيا من تدخلات الأمن أو تزوير إرادة الناخبين.

وأضاف عبد الغفار ان الشعب التركى اختار حزب العدالة ليس باعتباره حزبا اسلاميا فقط، ولكن لنجاحه فى تحسين حياة الأتراك، مشيرا الى أن الشعب التركى ليس متدينا بطبعه، وأنه تعرض لضغوط كثيرة من العلمانيين باعتبار أن الدين الاسلامى دين تخلف ورجعية، على عكس الشعب المصرى المتدين بطبعه على حد وصفه، مؤكدا على أن ما حدث استند على توفيرحرية الحركة لكافة الأحزاب والتيارات وترك الامر النهائى للناخب.

وعلى الرغم صعوبة مقارنة الحالتين المصرية والتركية الا أن عبد الغفار يؤكد على إمكانية تكرار التجربة بوصول جماعات الاسلام السياسى وفى مقدمتهم الاخوان المسلمين الى السلطة، بل وقدرتهم على التعامل مع مناخ سياسى علمانى كما فى حالة تركيا، معترك البقاء للأفضل والاستمرارية للاكثر ابداعا فى إطار دولة تتمتع بديمقراطية سياسية، الا انه استبعد نهائيا تكرار تجربة حزب العدالة خلال الاخوان فى ظل النظام الانتخابى الحالى الذى تخوض فيه المعارضة الانتخابات وهى على يقين تام بأنها خاسرة مسبقا، وخاصة فى اعقاب التعديلات الدستورية الاخيرة.

ونفى عضو مجلس نقابة أطباء مصر وجود أى ارتباط تنظيمى بين الاخوان فى مصر وحزب العدالة فى تركيا وسابقه الرفاة برئاسة أربكان، مشيرا الى أن صعود تيار الاسلام السياسى فى المنطقة مرجعه فساد الايدولوجيات الأخرى التى أدت الى تفكك المجتمع مثل العلمانية المفرطة، والعودة الى القيم الاساسية فى الدين، او نتيجة الضغوط الامريكية على الاسلاميين الامر واجهه الناخبون بالعكس عبر منح أصواتهم للاسلاميين، وهو ما حدث فى تركيا وفلسطين ومع الاخوان الذين حصلوا على 88 مقعد نيابي.

من جانبه اكد الدكتور عمرو الشوبكى الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام أن حزب العدالة فى تركيا استطاع أن يحول الحلم الأيديولوجى والمشروع الإسلامى إلى فكر معاش فى أرض الواقع، وأنها لم تضع أفكارا سياسية وفقط، بل أنزلتها إلى الأرض ومن ذلك (حقوق الأقليات – الديمقراطية – حقوق الإنسان – دخول الاتحاد الأوربي) فقد نجح الحزب فى ترجمة الشعارات إلى مفاهيم تطبق على أرض الواقع"، بالاضافة الى نجاحه فى التعامل مع الاتحاد الأوربى من خلال تغيير 80% من النظام السياسى التركى وقوانينه حتى تكون أكثر انسجاما مع الغرب.

وحول الوضع المصرى ومدى صحة المقارنة بينه وبين التجربة التركية فقال أن الوضع مختلف تماما فى مصر، فالأمر غير واضح فى مصر حول ما يحكمها، هل هو الإسلام أم غير ذلك، والنظام غير مبنى على قواعد مؤسسات النظام، الى جانب أن الصراع بين التيار الإسلامى والعلمانى على أنه صراع سياسى حيث تم قبول التيار الإسلامى كحزب سياسى وكجزء من النظام، أما فى مصر فالوضع متميز بالمواربة، فلا يوجد وضوح وليس هناك صراع سياسى، بل هناك حيز سياسى مقلق بين الإخوان والنظام، ففى التجربة التركية نستطيع أن نعرف قواعد اللعبة السياسية، أما هنا فى مصر فلا توجد قواعد أصلا، الى جانب رغبة تركيا للاتحاد الأوربى وهى حالة خاصة بها، وبالتالى فهم يتعاملون على الغرب وضغوطه بنظرة تختلف تماما عن مصر.

وأضاف ان التجربة التركية تمتعت بدرجة عالية من التحول والتطور والتأثر والتأثير بالواقع منذ 30 سنة وحتى الآن، بما يعنى أن شكل الحركة السياسية يمثل إضافة جديدة للجماعة، نظير تراجع مصري فى الحريات، مما يجعل تكرار التجربة التركية فى مصر شبه مستحيلة.

أما الدكتور ضياء رشوان الخبير بجماعات الاسلام السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فإعتبر التساؤل حول إمكانية تكرار التجربة التركيةفى مصر نوع من انواع "العبث"، وأن تحقيقه فيلم "خيال علمي"، بسبب تردى احوال الممارسة السياسية فى مصر، مشيرا الى أنه مهما كانجهد الاخوان كنظير لحزب العدالة التركي فإنهم وفقا للأحوال الحالية لن يصلوا للسلطة وخاصة بعد تعديلات الدستور وصياغة قانونى مجلسي الشعب والشورى القادمين وتحديدطريقة الانتخابات "بالقائمة أو بالنظام الفردي او بالمزج بينهما"، ليغلق الباب بالضبة والمفتاح على حد تعبيره أمام الإخوان.

وأضاف رشوان أن الفارق الذى يجعل القياس مستحيل بين الحالتين أن تركيا دول تبتعد عن الاستبداد ومصر تتراجع عن الاصلاحات المحدودة التى أفرزت انتخابات جيدة فى حدها الادنى عامى 2000 و 2005.

ويشدد رشوان على الخصوصية الشديدة للحالة التركية بين دول العالم الاسلامي من مشرقه الى مغربه فيما يتعلق بكونها دولة علمانية، وبالنظر الى الطابع القومي التركى، والطريقة التعسفية فى التحول الى دولة علمانية فى سيناريو غير قابل للتكرار، ولم يحدث من قبل فى أى دولة اسلامية، وبالتالى فالحديث عن "ماذا لو خاض الاخوان المعركة السياسية فى مناخ علمانى" غير منطقى لاستحالة تحلو مصر الى العلمانية، التى تتدرج ما بين التطرف فى النموذج الفرنسي الذى يعتمد على الدمج القسري للأقليات والعرقيات وبين النموذج البريطانى الذى يرمي اليه حزب العدالة الذى يعتمد على الدمج مع الاحتفاظ بالخصائص الثقافية، وكلا النموذجين غير متوفرين فى أيا من الدول العربية أو الاسلامية فى العالم، معتبرا أن السؤال الأبرز فى مواجهة الحدث التركي، هو : هل تستطيع الدولة المصرية التحول الى النموذج الديمقراطي التركى وتغيير أطر الممارسة السياسية فيها وفقا لقواعد العدل والشفافية والنزاهة أم لأ؟
حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates