"الحكومة تفكر" .. اذا علينا جميعا أن نضع ايدينا على قلوبنا، فهى ان فكرت .. دبرت، وان دبرت .. دمرت .. وقل على دنيا المواطن المصري البسيط السلام ومليون سلام على طول السلام.
والحكومة تفكر هذ الايام فى الغاء الدعم العينى واستبداله بالدعم النقدى.. (بمعنى انها لن تدعم الدقيق المستخدم فى رغيف الخبز) لكنها بدلا من ذلك ستعطيك ايها المواطن الـ"كام قرش صاغ" الذى تدعم به الرغيف الواحد، لتشترى أنت الرغيف من الفرن بربع جنيه أو حسب سعر السوق و"زى ما يطلع" بدلا من الشلن اليتيم الذى تدفعه الان، ولن تدعم دولتنا المصونة الكهرباء ولكنها وفقا لمستوى استهلاكك ستعطيك الفرق بين السعر القديم وسعر الكهرباء "زى ما يتكلف"، وهكذا ستبيع لك أنبوبة الغاز بسعرها قبل الدعم ويقدر بأكثر من 25 جنيه، وستعطيك الفارق "كاش مونى" وانت براحتك تشترى "غاز" .. تشترى "جاز" ولا حتى تستخدم "الحطب" فى الطبيخ وعمل الشاى السادة) انت حر.
ويذكرنى الحديث عن صرف الدعم العينى بدلا من الدعم النقدى، بصرف المعاش المبكر للعمال الذين صرفتهم الدولة من مصانعها التى خصخصت، فنصف هؤلاء العاملين الذين "قفشوا" مبلغ المعاش المبكر على الأقل إما تزوجوا من أخرى تعيد لهم شباب لن يعود، أو صرفوا القرشين على جواز البنات والصبيان وبعضهم لم يصدق وهو المغلوب على امره أن فى يده "كام ألف جنيه" فذهب الى أقرب "خمارة" لينسى أيام الضنك، وخرج من الخمارة على "الكباريه" ومن الكباريه على الشارع، لا شغلة ولا مشغلة ولا فلوس ولا مستقبل ولا مشروع يلم عرق جبينه الذى لم يعد له مكان يتساقط فيه.
لذلك أدعو الدولة وحكومتها وسلطانها بأن يرفقوا بالمصريين ويتعاملوا معهم "بشويش" لأننا شعب مش حمل "اقتصاد السوق" و"أسعار السوق" وغدا حينما يصبح سندويتش الفول بـ 3 جنيه وطبق الكشري بـ 10 جنيه، لن يفهم المواطن أن تعليمات صندوق النقد الدولى واقتصاد العولمة هو الذى فعل فيه ما فعل، ولن يفهم أن فشل الدولة فى توزيع الدعم العينى بعدالة، هو الذى دفعها الى "تكبير دماغها" ورفع سياسة "شيل ده عن ده .. يرتاح ده من ده".
ولا اعرف كيف ستتعامل الدولة مع البنزين والسولار المدعوم .. وكم سترتفع "بنديرة" التاكسي و"أجرة" الميكروباص، وعلى اى أساس ستوزع الدعم .. هل طبقا لمستوى الفقر .. أم منح الدعم لمن يقدر ولمن لا يقدر على أساس أن الكل سيدفع الثمن، ولا أفهم كيف وهى الحكومة العاجزة عن السيطرة على الاسعار لأنها بلا آلية لضبط السوق – أى سوق – ستواجه قفزات الاسعار المتوقعة والتى تهدد بعواقب وخيمة.
كل ما أحلم به أن يفكر سادتنا فى القرار من منطلق أنها حكومة الشعب وانها تحبه وتخاف على مصلحة كل فئاته، وليست الحكومة التى تكره شعبها وتتجاوز عن طحن الملايين منه تحت خط الفقر ولا تتوانى عن إعادة عصور "الحطب" الى القرن الواحد والعشرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق