حالة من النشاط أشبه بـ"إعلان نوبة صحيان" داخل حزب الوفد الجديد، بدأت باصدار الحزب لأول وثيقة فكرية فى تاريخه تحدد المنطلقات والتوجهات التى ستحكم عمله فى الفترة القادمة، وهى الخطوة التى تلت تحديد الحزب لأهم قضاياه خلال العام القادم 2008 وهى العمل على اسقاط القوانين التى وصفتها جريدة الحزب بـ"المشبوهة"
وتعبر الوثيقة عن رؤية الحزب ونتاج مناقشاته، و تأصيل أكثر لفكر الحزب فى هذه فى هذه المرحلة، وفقا لوصف الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس الحزب، الذى أكد أنها ستكون الورقة الاساسية خلال المؤتمر العام الذى سيعقد فى 30 نوفمبر الجارى، بحضور حوالى 2000 مشارك سيدلى كل منهم بدلوه فى كيفية خروج مصر من الازمة السياسية التى تمر بها، وستتضمن المداخلات عدة قضايا منها النوبة وسيناء والتعليم، غير أن سعيد عبد الخالق عضو الهيئة العليا للحزب أكد "للمال" أن تلك القضايا ستناقش من خلال أوراق عمل سيتم مناقشتها وسيقدم امين القصاص الورقة الخاصة ببدو سيناء ومشاكلهم مع الأمن، وسيطرح عباس الطرابيلى ورقة "النوبة"، فيما سيقدم عصمت علام ورقة عمل عن التعليم الى جانب أوراق أخرى سيناقشها المؤتمر
عبد الخالق قال أيضا أن الحزب يكثف نشاطه خلال الفترة القادمة لتفعيل دوره فى الشارع المصرى، واعادة جزء من قوته السياسية، وسيعقد عدد من المؤتمرات المتتالية للاحتكاك المباشر بالمواطنين
فى المقابل اعتبر أن الحزب مقدم على مرحلة من العمل المكثف لا ستعادة الدور الذى كان يمارسه بقوة فى الحياة السياسية، متوقعا أن يستغرق ذلك من عام الى عامين، وصولا الى أكبر قدر من التأثير فى الشارع والعمل الشعبي وهو ما سيعود بالضرورة على نتائج الحزب فى أية انتخابات قادمة، مؤكدا أن حزب الوفد الأن أكثر استقرار، رغم اقراره بعدم انتهاء كافة أثار الاحداث التى شهدها الحزب منذ عام 2005، والتى يسعى الحزب الى محاصرتها والحد من تأثيراتها
اما عن الوثيقة التى حصلت المال على نسخة منها، وتنفرد بنشر بعض تفاصيلها واحتوائها على أفكار ضد توجه الحزب مثل الموقف من الخصخصة التى يؤيدها البرنامج التاريخى، وترفضها الوثيقة، قال عبد المجيد أن الوثيقة تطالب بترشيد الخصخصة وهى ترفض الطريقة الحالية التى تتم بها، لكنها لا ترفضها على الاطلاق
وتتضمن الوثيقة الفكرية لجزب الوفد والتى تحمل عنوان "الحرية .. الخبز .. الوطن .. نحو حياة ديمقراطية ولقمة عيش كريمة .. ومن أجل استقلاق الوطن ووحدته الوطنية" تأكديا على كونها نموذجا سياسيا للأداء السياسيى الذى تنشده الامة ومنهج متميز فى معالجة الازمة السياسية الخانقة التى تزداد استفحالا نتيجة فشل النظام السياسيى فى تطوير نفسه" وذلك وفقا لنصها
وتستخدم الوثيقة تعبيرات مستوحاه من الدور التاريخى للحزب فى مرحلة الاحتلال والملكية ومنها "نضال الامة" من أجل "استقلال الوطن"، كما تحذر فى كلماتها الافتتاحية من فقدان الأمل فى تغيير الواقع وفرض احد خيارين الاول هو استمرار التسلط والجمود – والتى تشير الى احتمالية توريث الحكم دون ذكره بشكل واضح – أو المخاطرة بتغيير يصعد فى ظله من قد تكون الديمقراطية وسيلتهم الى حكم تسلطى يعرض الوحدة الوطنية للخطر – فى اشارة لجماعة الاخوان المسلمين دون التصريح أيضا-
وتنقسم الوثيقة الفكرية لحزب الوفد الى ثلاثة أقسام رئيسية أولها "نحو حياة حرة ديمقراطية" والذى يتضمن تعريف الوفد للديمقراطية من وجهة نظره كآلية تضمن مشاركة الامة بشكل متواصل فى إدارة شئونها، ويرفض اختزالها فى وسيلة للصراع السياسى، أقرار "سيادة الأمة" عبر تمكينها من المشاركة وحق الاختيار والمساءلة للحكام وحرية تأسيس الاحزاب ونزع سلطان الجهة التنفيذية بالتدخل فى شئونها وارساء مبدأ التوافق والتراضى واعتبار تفويض السلطة المنتخبة نسبيا وجزئيا وليس مطلقا شاملا، وأخيرا حفظ حقوق الافراد فى قضاء مستقل واعلام حر وممارسة سياسية مكفولة ومصانة
أما القسم الثانى وعنوانه "نحو لقمة عيش كريمة" فيتضمن التأكيد على الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وترشيد الخصخصة بوصفها أحدى اداوت الاصلاح الاقتصادى وليست هدفا فى حد ذاته ولا سياسة مستقلة معزولة عن السياسة الاقتصادية العامة، وتطالب الوثيقة بوقف الخصخصة العشوائية وتدعو لاعتماد منهج الخصخصة التى ترتبط باصلاح اقتصادي، رافضة بيع المشروعات القائمة للأجانب، ولكن توجيه استثماراتهم الى مشاريع جديدة
ويتضمن القسم الثانى أيضا مواجهة التهميش الاجتماعى الذذى يطرد أعداد تزايدة طوال الوقت الى هامش المجتمع، وعلاج الاختلالات الجتماعية التى تجاوزت الانقسام اطبقى بين الأغنياء والفقراء الى مجتمع مشوه يفضل المهمشين ويطردهم من المجتمع، كما يدعو الى محاربة الفقر وانقاذ من لا تصل أى ثمار لأى اصلاح اقتصادى لديهم، لكونهم خارج سياق نظرية الانسياب التلقائي لهذه الثمار فى أرجاء المجتمع، عبر التوزيع العادل وحماية الفئات التى يحتاج دمجها فى المجتمع وجذبها من الهامش الى وقت
وتطالب الوثيقة بانقاذ الزراعة وعاية العاملين بها محذرة من اختفاء الفلاح والعاملين بالزراعة من مصر كإحتمال غير بعيد وخطرا غير قليل، وذلك عبر عدة آليات تقدمها الوثيقة ومنها مد مظلة الحماية الاجتماعية الى الأسر فى الريف والتى يعيش أكثر من 30% منها بدخل يقل عن 500 جنيها شهريا، بأقل من الحد الادنى لمعيشة الاسرة والمقدر وفقا للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء بأ 850 جنيها شهريا
اما أخر أقسام الوثيقة فيدور حول استقلاق الوطنة ووحدته الوطنية، ويركز على سيادة الامة عبر صيانة استقلال الوطن واستقلال ارادته من الضغوط الخارجية، ويطرح موقف الوفد الرافض للاستقواء بأى ضغوط خارجية وضرورة الاحتماء بالأمة وليس بغيرها، مركزا على السياسة الخارجية المستقلة التى تستعيد لمصر دورها العربي والاقليمي والدلوى الذى يحمى مصالحها ويحمى الحقوق العربية، بينما استغرقت نقطة الوحدة الوطنية فى الدور التاريخى للوفد على يد مؤسسه سعد زعلول فى صيانة عنصرى الأمة، الا أن الوثسقة شددت على المساواة فى الحقوق والالتزامات بين المسلمين والمسيحيين، والتمييز بين دين الدولة من ناحية ومرجعيتها القانونية والسياسية من ناحية اخرى وعدم الخلط بينهما، وطالبت بحوار وطنى جاد فى العمق حول الاسباب التى تغذى الاحتقان الطائفى وتخلق التوتر الذى يقع من حين الى أخر
حسن الزوام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق