انتهى المولد .. وانفض السامر .. وصار أمام من نجحوا فى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين مهمة أصعب من تسول الأصوات من أبناء صاحبة الجلالة، لتبدأ المرحلة العكسية وهى تسول أبناء المهنة من أعضاء المجلس لينفذوا وعودهم ويحلوا مشاكلهم، خاصة ان المجلس الحالى بتركيبته الجديدة التى حملت من التوازن ما أكد فطنة "الصحفيين" وسعيهم لمسك العصا من المنتصف .. فإختاروا النقيب القادر على التواصل مع الدولة وهو مكرم محمد احمد، وحافظوا على الاستقرار بتجديد الثقة فى النقابى المخضرم يحيى قلاش، واكدوا أن ميكروفون عبد القدوس لا غنى عنه، وأن "غليون" جمال فهمى مطلوب فى مواجهة عصبية النقيب.
بإمكان أى إنسان أن يصنف المجلس الحالى كما يشاء، فمن يريده معارض سيراه معارض وسيضم الى التيارات السياسية (اخوان وناصريين) بعض المحسوبين عليهم، بينما من يريد المجلس حكومى سيراه كذلك، اذا ما اعتبر أن كل من ينتمى الى الصحف الحكومية هو حكومى بالضرورة، واذا ما رغب فريق أخر فى تصنيف المجلس الحالى ضمن الطريق الثالث، فإمكانه رؤية التوازن وقد اطل برأسه من فرط الاستقلالية التى تسيطر على تشكيلته.
بإختصار لا يوجد للنقيب مكرم محمد أحمد أى حجة يتزرع بها للتنصل من وعوده التى تفرق دمها بين القبائل وملأ بها مرشحون أوراقهم، وهى الغاء الحبس فى قضايا النشر ووقف مسلسل الحسبة السياسية الهابط، وتوفير مرتب أدمى للصحفى واجبار اجهزة الدولة على توفير المعلومات أمامه .. وما غير ذلك من وعود تنفذ تباعا.
اما الملف الأكبر امام النقيب والمجلس ان ارادوا اصلاحا، هو شباب الصحفيين، ولا أقصد هنا الصحفيين أعضاء النقابة من الشباب تحت الـ 40 عاما، ولكن هؤلاء الذين تبتزهم الصحف والمؤسسات و"تشفط" ضرعهم، وتتركهم بلا تعيين لسنوات، واحيانا معينين ومعلقين مثل "البيت الوقف" على خطاب بورقة لا قيمة لها توجه للنقابة ليدخلوا "الجنة" من باب عبد الخالق ثروت.
يجب على النقيب أن يوقف تلك المسخرة، وأن يجبر الصحف على اتخاذ قرار بشان الشباب العاملين بها فى غضون عام على الأكثر، فإذا ما أرادت أن يستمر فى العمل لديها فيجب عليها أن تعتمد تعيينه وترسل أوراقه فورا الى النقابة، أما اذا ما رات ان "البعيد مالوش فى الصحافة" فيجب عليها ان تحدد موقفها منه وأن تبلغه رسميا بذلك بدلا من أن تستمر فى ابتزازه بدعوى انه تحت التمرين لمدة تزيد أحيانا عن خمس سنوات، ليأتى دور النقابة لتحقق فى سبب الاستغناء عنه وهل لأنه ضعيف أم لأن الجريدة لا تنوى تعيينه ولا تعيين غيره .. فهؤلاء صحفيون ولا يوجد من يحميهم من ابتزاز وجبروت الصحف سوى النقابة بمجلسها الحالى ونقيبها مكرم محمد أحمد.
وللحق أن قطاع من الصحفيين سعى لانتخاب رجائي الميرغنى وهو يعلم أن النقيب القادم هو مكرم محمد أحمد، ولكن سعيهم كان لغاية فى نفس ابن يعقوب، وهى جرجرة النقيب الى جولة اعادة تثبت له - حتى وان فاز - أن الـ 200 التى جلبها لزيادة بدل التثقيف والتكنولوجيا للصحفى من فم حكومة الغاء الدعم، لم تكن وحدهم سبب نجاحه، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وحسم مكرم المعركة بالضربة القاضية "المادية" وغلب الجنيه الكارينه على حد تعبير الميرغنى فى تصريحه لجريدة الميدان .. فهل يحسم النقيب معركته مع الأعوام الأربعة القادمة بمواقف لصالح المهنة وأبناءها على نفس مستوى قفزة بدل التثقيف .. نتمنى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق