• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٢ فبراير ٢٠١١

ثمانية أيام من الفخر .. ثمانية ساعات من العار















منذ يوم الخامس والعشرون من يناير الماضى .. إكتست النفس فخرا ولا أكبر .. وعزة ولا أبهى .. على يد خيرة شباب مصر الذين خرجوا عن بكرة أبيهم .. دون قائد .. ودون تخطيط .. ودون سقف طموحات .. فقط متسلحين بموعد .. ومكان .. وحلم.
وعندما اشتدت قوة الجماعة .. بدأ سقف المطالب يعلو .. ويعلو .. فى مواجهة حالة من الصمم والكذب والتسفيه .. لكن شباب مصر وكنت واحدا منهم فى هذا اليوم .. واجه كل تلك الأمراض بحالة من الرقى والروعة .. فى مظاهرة سلمية .. سلاحها الهتاف .. وقوتها فى الأفكار الطازجة التى انفجرت من كل فرد .. كان يحلم بغد أفضل له ولأهله وأولاده وأحفاده.

فخرا من نوع خاص .. يتجاوز السنين .. بأثر رجعى يمحو عنا عار سنوات من التشوه .. الى ما قبل أن تمسخ الشخصية المصرية.
قالوا عن المصريين كلاما كثيرا .. استندوا الى حوادث .. لكن آلاف الشباب الذين أصبحوا مليونا فى اليوم الثامن .. غيروا صورة المصرى الذى كنا نعرفه قبل 25 يناير .. وأصبحت له صورة أخرى بعد هذا التاريخ.
قالوا عن المصرى أنه سلبى .. فكان إيجابيا .. حتى صار مثالا لشعوب العالم.
قالوا عن المصرى أنه تافه .. فكان جادا فى مطالبه التى تدافع عن أصعب قضايا الوطن.
قالوا عن المصرى أنه منافق .. فرقع صوته معبرا عن رأيه .. بكل الوسائل .. من أبسطها تعبيرا الى أكثرها تطرفا.
قالوا عن المصرى أنه بلا خيال .. فأنبتت أرض ميدان التحرير .. إبداعا وأفكارا وخططا مكيفا مواقفه وفقا لكل تطور.
قالوا عن المصرى أنه أنانى .. فضرب مثالا للتضحية والمشاركة وإقتسم رغيف الخبز وكوب الماء.
قالوا عن المصرى أنه شهوانى .. فجمع ميدان التحرير مليون ذكر وأنثى فى مكان ضيق ولم يشهد الموقف حادث تحرش واحد ولا حتى معاكسة ولا نظرة فى غير محلها.
قالوا عن المصرى أنه عنصرى .. فإجتمع الأغنياء خريجى الجامعة الأمريكية .. مع أشد سكان القاهرة فقرا فى كادر واحد .. دون أن يتأفف الغنى من الفقير .. ولا يحقد الفقير على الغنى.
قالوا عن المصرى أنه متطرف .. فجمع تراب ميدان التحرير مليون مصرى .. لم يعرف منهم من هو المسلم ومن هو المسيحى
بإختصار  .. ضرب المصريون مثالا عما يمكن أن نكون عليه عندما نستدعى جزءا من حضارتنا كشعب تضرب جذوره فى عمق التاريخ حتى 7 آلاف عاما.
ثمانية أيام من الفخر .. أفسدها رجال الحزب الوطنى حكومته وأنصاره وميليشياته وقواته الذين نجحوا فى ثمانية ساعات فقط فى تدمير وتشويه كل مكتسبات المواطن المصرى الحر الراقى من ثورته التاريخية .. وإرتكبوا جريمة شنيعة لا تقل جرما عن جريمة الخيانة العظمى لقوات الشرطة التى تخلت عن المواطن المصرى فى لحظة .. ليس فقط فى ميدان التحرير حيث اشتبك الأمن والمتظاهرين .. ولكن من كل ربوع ونجوع وطرق مصر.
إنها جريمة الخيانة العظمى الثانية من جهة السلطة برجالها وحزبها الحاكم .. التى أظهرت المصرى أو أعادت مظهره "من خلال أنصار الرئيس مبارك فى ميدان التحرير" .. كمواطن عدوانى.. ساذج.. عنيف.. عنصرى.. مخرب.. منافق.. عشوائى.. متطرف.. بلامنطق .. وبلا وعى.
لقد أفسد أنصار الرئيس ومحبيه وأنصاره صورة المصرى الراقى .. التى رسمها مناهضوه الذين يطالبوه بالرحيل أو التنحى.
أفسد هؤلاء بأخلاق العبيد .. ما صنعه الأحرار فى ثورتهم المقدسة .. بشهادة الجميع .. بداية من رجال السلطة وعلى رأسها مبارك نفسه فى خطابه الهام .. ونهاية بالعالم أجمع .. الذى أعاد تعريف المصرى بداية من هذا التاريخ .. وحتى كارثة الثانى من فبراير .. التى كان وقعها على الشعب المصرى .. كوقع نكسة 5 يونيو 67 .. حين هزمنا على يد الأعداء .. لكن الوجع الأكبر اليوم .. أننا نقطع يدنا اليمنى الطاهرة .. باليد اليسرى الفاسدة.
سيبقى تاريخ الثانى من فبراير .. نكسة أعمق وأشد وطأة على قلبى .. لا نصر بعدها ولا إنتصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates