• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ١٣ فبراير ٢٠١١

اللاعبون على الحبال .. والصامدون كما الجبال






أعرف أن بضعة ملايين من الشعب المصرى ما زالوا يعيشون كابوس العصر القديم .. بعضهم لم يستيقظ وينتقل الى "حلم الواقع الجديد" .. أفهم ذلك .. وأعرف أن بعضهم ما زالو تائهين فى بحور حسابات الأرباح والخسائر .. وكيف سيحافظون على ما حققوه من مكاسب من وراء العصر البائد.

فى زاوية أخرى كان هناك أخرون يعدون أنفسهم للتضحية بأرواحهم وهم يراهنون على ثورة قادها الشباب .. وكان الشعب بكل طوائفه وقودها .. والحركات السياسية رمانة الميزان فيها.
عندما إرتبكت الأمور .. كان الموقف ملتهبا .. محيرا لمحترفى القفز على الحبال .. والآكلين على كل الموائد .. وكات القرار هو تحديد وجهة الرهان .. هل الرهان على الثورة .. أم على استقرار النظام الدكتاتورى الفاسد الذى يحفظ لهم مصالحهم المرتبطة به بشكل مباشر.
فى المقابل كان الحسم .. هو موقف أولئك الأحرار الذى راهنوا منذ البداية على إمكانية التغيير .. ثم اندفعوا .. كل فى ميدانه إيمانا بالمستقبل .. بغض النظر عن الحسابات الضيقة .. وحجم الخسائر أو حجب المنافع الذى سيتعرضون له .. وتفاعلوا مع دعوات لم يروا حتى أصحابها .. ولم يدققون النظر الى أعينهم لتبيان صدق وإخلاص الدعوة من عدمه .. لكنهم ساروا فى مقدمة أقرانهم الراغبين فى التغيير .. وتحملوا لحظات الضعف القاتلة .. دون أن تساورهم الشكوك .. حتى أصبح رسوخهم وثباتهم على الموقف عقيدة.
عقيدة زاد من الايمان بها تلك الدماء التى سالت .. والأخطاء التى أرتكبت من ذات النظام الذى حاربوه على مدار حياتهم .. والتى تأكدوا من خلالها أنهم على حق .. وما دونهم على باطل.
واليوم حينما حان وقت الفرح .. انشغل البهلوانات بالقفز فى حلقات النار .. هروب من حبال دابت وصارت تهدد بشنقهم  .. الى حبال العصر الجديد .. فيما أنشغل الصامدون بحصاد الفرحة .. بمشاعر حقيقية لا لبس فيها.
تلك لحظة الحصاد الكبرى .. ولحظة الخسارة العظمى .. فكم جميلا أن تغمرك مشاعر الفخر والعزة والفرح بنسائم الحرية.. بينما تتسرب تلك اللحظات أمام أعين أخرين يحاولون تصحيح مسارهم فينشغلوا عن استنشاق عبيرها.
بين هؤلاء اللاعبين على الحبال .. وأولئك الصامدين كما الجبال .. تبقى الثورة هى الحقيقة المطلقة .. والواقع الجديد هو السيد .. بوجوهه الجديدة .. ورموزه المختلفة .. هذا الواقع الجديد .. يجب أن ندرك أنه ولد من رحم ثورة ..  والثورات يعقبها حالة من الشك والريبة بين الجميع .. وقليل من الارتباك .. وكثير من الأزمات.
الثورات فى تاريخ البشرية لم تحمل عصا موسى ولا مصباح علاء الدين .. وعادة ما تواجه أزمات الوضع الذى تم الإنقلاب عليه .. بمعلومات أقل .. وخبرات تحتاج الى عنصر الوقت حتى تتمكن من إدراك أبعاد الصورة .. خاصة فى حالة الدول الدكتاتورية التى تقوم فيها المؤسسات على الفرد الحاكم .. المدير .. القائد .. الرئيس.
فى تلك الفترات الصعبة .. يبقى الصامدون .. ويتهاوى اللاعبين على الحبال .. فهواة الصمود يملكون خبرات فى الصبر .. وهم وحدهم القادرون على توعية الناس بخطورة استعجال حصاد عوائد الثورة.
ان ثورتنا فى مصر .. بقليل من الصبر وكثير من الأخلاص وحسن النوايا .. ستغير وجه العالم أجمع .. وستعود مصر فجر الضمير .. ومن أرضها سينطلق زمن الشعوب .. حيث لا مكان للقادة الملهمين الذين يقودون شعوبهم الى الخراب .. ولكنه الزمن الذى يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه .. فعلا.

هناك تعليق واحد:

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates