• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ٢٣ فبراير ٢٠١١

"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ"



أخيرا.. ثار المصريون.. ونجحوا فى إبهار العالم وهم يقودون أكبر وأطهر الثورات السلمية فى تاريخ البشرية.. منتزعين كرامتهم من أيدى العصابة التى كانت تحكم مصر وتقودها من سيئ الى أسوأ.. حتى أصبح شعار الشعب " لن نسقط أبدا.. لأننا فى القاع".
ثار المصريون.. وقاد فريقا منهم وصل فى ذروة الاحداث الى 12 مليون مواطن على الأقل فى كافة محافظات الجمهورية.. تلك الثورة ليعلنوا أنهم لم يكونوا ليتراجعوا يوما عن مطلبهم الرئيسى.. وهو الخلاص من هذا النظام الذى تمادى فى ظلمه وقهره وفساده وإفساده للناس جميعا.
لم يختر الشعب وحده تلك النهاية لهذا النظام.. لكنهم من إختاروا.. ليحق عليهم قول الله تعالى فى سورة يس حين قال تعالى "فأغشيناهم فهم لا يبصرون".
هم وحدهم من أصابهم العمى الإختيارى حتى لا يرون الفساد وقد تجسد على مدار 30 عاما فى أشخاص لا يستحقون حتى ذكر أسماؤهم الأن.. ولا يسمعون أنين الشعب تحت وطأة التعذيب.. ويسخرون من أمال الناس فى غد أفضل.. ويتكلمون بالكذب والتضليل ومعهم كتيبة من المنافقين "المماليك" الذين باعوا ضمائرهم فى سوق النخاسة.. وباعوا شرفهم فى مزاد علنى.. ولم تسترهم حمرة خجل.. ولا صبغة حياء.
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".. بقدرة الله وحكمته أصابهم غرور الفراعنة.. فنزعت من قلوبهم الرحمة بهذا الشعب.. وحتى حين قامت ثورة المصريين فى الخامس والعشرين من يناير.. كانت أفعالهم "غبية".. "متكبرة".. "متأخرة".. بعد أن فقدوا القدرة على الإستماع لهدير الملايين التى خرجت فى شوارع مصر.
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".. تنطبق عليهم حين تأخروا فى إحترام غضب الشارع.. فتركوا سقف المطالب يرتفع يوما بعد يوم.. وفاتورة الدماء تلهب حماس الثوار.. وعندما ظهروا على الملأ.. كان ظهورهم "متخلفا" عن مواكبة مطالب الشعب.. إستجابوا لمطلب وجود نائب للرئيس حين كان الناس يطلبون بما هو أكبر.. وإستجابوا لإقالة الحكومة.. فيما كان الثوار يطالبون بمحاكمتها.. وأوقفوا حفنة من الفاسدين.. بينما كان الشعب يطلب إسقاط النظام.. وإختاروا التنحى ونقل السلطة الى النائب.. بعد أن تُرك النائب نفسه يشوه نفسه بنفسه.. فلم يعد هناك بديلا الا الرحيل.
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ" .. وهم يقررون قطع الإتصالات .. ودعموا ذلك بقطع خدمات الإنترنت ثم التشويش على قنوات فضائية بعينها .. فعجز الناس عن التواصل مع بعضهم ولم يعد أمامهم الا النزول الى الشارع .. وحين قرروا تشويه سمعة الثوار بأكاذيب "بالية" .. "قديمة" .. "مستهلكة" .. فإذا بهؤلاء الذين نزلوا الى الشارع .. يكتشفون أن ما يقوله إعلام النظام الرسمى .. ما هو إلا روايات حقيرة وكاذبة .. فزاد تعاطف الناس مع الثوار .. وقاموا بإمدادهم بالبشر والتعاطف والعتاد.
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".. حين قتلت الدبة صاحبها يوم "موقعة الجمل".. فخصموا من رصيدهم وأضافوا لرصيد الثوار.. بعد ساعات من تعهد رئيس الحكومة الجديدة بحماية المتظاهرين.. مطبطبا على رقبته.. ومرددا عبار "النكسة".. "برقبتى".
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".. حين لم يدركوا أن العالم تغير.. وأن وجودهم فيه لم يعد مبررا.. وان فسادهم وإفسادهم ليس له مكان.. بين شعب قرر أن يحكم نفسه بنفسه.. معلنا زمن الشعوب حيث لا مكان فيها للقادة الملهمين.. ولا شرعية الا من الشعب.
"فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".. وتلك حكمة ربى لكل حاكم ينسى الله.. فيظلِم ولا يتوانى.. ويسرق ولا يحاسب.. ولا يلتقط رسائل ورسل "الحى الذى لا يموت".. فيظن أن جبروته فوق قدرة "الجبار".
تلك حكمة ربى لكل حاكم يمنح إبنه وصحبه بلدا فى حجم مصر يلهو به ويعبث فيه.. ويرى أن شعبه حين يعارض لا حول له ولا قوة ولا سلطان فوق قوته الوهمية.
قبل أن يطرد الرئيس المخلوع من قلب المصريين بأيام.. سأل عن نية المعارضة - التى تم محوها من السياق الشرعى الى الشارع – تأسيس برلمان مواز.. فكان رده "دعوهم يتسلوا".. واليوم أسأله ما رأيك فى تسلية المصريين مع حاكم إحتقرهم وإستهزأ بهم.. ألم أقل لكم أن قول الحق هو الأحق.. حقا.. ""فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates