شاهدا .. منتصبا .. شامخا .. يقف الفريق أول الشهيد عبد المنعم رياض أشهر العسكريين العرب الذين خلدهم التاريخ الحديث .. حائرا .. فى خضم "ثورة الريحان" المشتعلة .. تائها .. يبكى تارة .. ويفخر تارة .. لكنه بالتأكيد يبقى عاجزا .. لأنه بإختصار مجرد تمثال من البرونز.
بالتأكيد .. يحلم "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. ليأخذ زمام المبادرة .. فى زمن عز فيه مبادر .. وأصبح قادة هذا الشعب .. - وكلهم من تلاميذه العسكريين - .. يتصرفون بغرور وبطء شديد .. حاسما ذلك الصراع الذى يتعامل فيه النظام الحاكم مع شعبه بنظام المنح "نقطة .. نقطة" .. وبين كل نقطة والأخرى بحر من الدم. يحلم تمثال "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. حتى ينقذ جنوده الذين ألقوهم على خط المواجهة مع شعبهم الذى شقوه شطرين .. وتركوهم فى موقف لا يحسد عليه .. حتى أصاب الانهيار ضباطه .. وانهمرت دموع أفراده .. وهم يرون أنفسهم حكما فاصلا محايدا ومكبل اليدين .. بين شباب راقى استقبلهم بالورود والأحضان .. وأخر بلطجى ألقى عليهم الأحجار وقنابل المولوتوف.
يحلم تمثال "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. حتى يوقف مسخرة اشعال الفتنة .. بين المصريين .. وذلك التناطح الذى يقود الوطن الذى بذل من أجله الروح والدم على جبهة الحرب الحقيقية مع الأعداء .. فقط من أجل الحفاظ على استقرار كراسى الحكم ونقل نظم الفساد والظلم والتبعية الى النظام القادم.
يحلم تمثال "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. قبل أن يقوم أبناؤه فى الجيش .. بإجتياح جموع الشباب الغاضبة فى ميدان الحرية .. لتدهس بمجنزراتها .. عظام المستقبل .. وتحطم قلوبنا .. وتنزع عنا انتمائنا .. كنزع الأظافر.
يحلم تمثال "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. حتى يحاكم الذين قادوا الوطن على مدار 30 عاما .. وأغلقوا أذانهم وسخروا من كل الأراء .. حتى تدحرجت كرة الغضب وصارت جبلا من الأزمات والمشاكل.
يحلم تمثال "الفريق" "الشهيد" بأن تدب فيه الروح .. حتى يحمى بجسده .. تاريخ مصر المهدد بالإحتراق فى المتحف المصرى .. ومستقبل مصر فى ميدان التحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق