زرت "جنة المصريين" فى جمعة الرحيل
يا ريس .. "فكك" من التوتر .. وانزل ميدان التحرير
بعد انفصال دام 8 أيام عن ميدان التحرير .. فى أعقاب يومان فقط من المشاركة ضمن جحافل الثوار الشباب الذين صنعوا المشهد الأول فى قلب العاصمة .. عدت ومعى أسرتى الى "ميدان الحرية" من جديد الى هناك فى "جمعة الرحيل".
صحيح أن أحدا لم يرحل .. لكن زيارتى للميدان .. كانت بردا وسلاما على وعلى أسرتى .. بعد أسبوع من التوتر والبكاء والصراخ والمشاجرات .. ومتابعة لا تنقطع على مدار 24 ساعة يوميا.
ذهبت الى هناك لأتأكد بأم عينى .. أن ثورة المصريين لم تسقط فى "حجر" الإخوان وحدهم .. وانهم كما يروى الإعلام الرسمى يمنعون خروج من يدخل .. ويحجرون على أراء من يرون أن ما حققوه من مكاسب كافى .. وأن عليهم المغادرة .. وأن حجم الرعب المنتشر فى أجواء مصر، لم يفت فى عزم الثوار الصغار .. وأن أنصار مبارك ما زالوا يهددون الشباب فى التحرير.
هناك وجدت نفسى فى جنة المصريين على الأرض .. جنة حدودها مداخل ومخارج أرض الثورة .. حيث لا كراهية .. لا أنانية .. لا استحواذ .. لا إقصاء للأخر .. لا تطرف .. لا عنف .. لا تحرش .. لا ضغينة ..
شاهدت بأم عينى .. أن مصر كانت هناك .. وأن الإخوان موجودون كغيرهم من الشباب .. وعرفت أن الحقيقة لا تعرف طريقها فى الإعلام الرسمى .. ورددت مع المتظاهرين "الكذب بقى حصرى .. على التليفزيون المصرى" .. وأن الشباب الموجود هناك الذى يتقاسم لقمة الطعمية وساندوتش الكبدة وقطعة السميط .. لا يحصل على وجبة "كنتاكى" و50 يورو يوميا من جهات معلومة لها أجندات خاصة على حد تعبير رجال الدولة الجدد .. والتى واجهها شباب التحرير بعبارات ساخرة من عينة "ما فيش أجندات .. دى مش ثورة سمير وعلى" .. و"ما اتفقناش على كدة .. الكنتاكى فين؟" .. وأخرون يطرحون فكرة مفادها أن 50 يورو للفرد يوميا .. فى مظاهرات يومية بعضها يتجاوز المليون متظاهر .. يجعل ميدان التحرير أكثر جلبا للعملة الصعبة من قناة السويس نفسها.
هناك وجدت حالة من التلاحم والإبداع .. والابتكار .. والتحضر .. فهدأت أعصابى كما لم أتوقع .. وهو ما جعلنى افكر فى دعوة الرئيس مبارك الذى يعانى فى أيام الثورة تلك .. من توتر الأعصاب وضغوط رهيبة .. أن يبادر بزيارة ميدان التحرير .. ليرى أبناء الوطن .. وهم فى حالة إبداع .. ويرى "أحلى مصر" يمكن له أن يرها .. ويرى معارضيه الداعين للفخر .. بعد أن أراه رجال حزبه عينة من أنصاره من بلطجية وجمال وأحصنة .. مع كامل إحترامنا لأراء أنصاره الذين عبروا سلميا عن تأييدهم له فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين.
أدعو الرئيس مبارك بغض النظر عن موقفه ممن يرفضون استمراره كرئيس وقائد لهم .. ولا وسيلة وجوده وسط معارضيه .. أن يقضى ولو نصف ساعة بين معارضيه المبدعين .. حتى وإن أذى عينيه بعض الشعارات ووسائل التعبير .. لكنه سيتأكد أن أولئك الشباب الذين وصفهم بنفسه بالشرفاء فى ظهوره الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير .. مازالوا هناك .. وأن أحدا لم يخطف منهم ثورتهم وأنهم لن يسمحون بذلك.
أقولها لك يا سيادة الرئيس .. لا تواصل الاستماع الى مستشارى السوء حولك .. ولا تصدق إعلام الحكومة الكاذب .. وإذهب الى هناك أو حتى أطلب من أجهزة الدولة أن تنقل لك صورة من هناك .. ستجد أن الشباب أنفسهم فى قلب ميدان التحرير .. أقل توترا من خارجه.
أقولها لك بلغة الشارع المصرى الأن .. ياريس "فكك" من اللى يشكك .. وروح التحرير أو إنقل صورة التحرير الحقيقية إليك .. وأنظر لها نظرة مختلفة .. سترى أن مصر بخير .. وأن الفوضى لن تعم .. وأن القادم .. بالتأكيد أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق