• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٢٩ مارس ٢٠١٠

عزلة البرادعى


لا أعرف لماذا هذا الجدل بين أحزاب المعارضة حول موقفها بخصوص تأييد جهود الدكتور محمد البرادعى عراب الاصلاح الدستورى والسياسي والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمة 2011.

فالاحزاب المترردة والمنشقة من داخلها بين مؤيد ومعارض لجهود الرجل .. عاشت فى ظل هذا النظام السياسيى عشرات السنين، ولم تبادر الى قيادة موجة سياسية قوية تجبر النظام على تعديل الدستور والقوانين المكملة له والخاصة بتنظيم أفضل وأكثر عدلا للحياة السياسية فى البلاد.

اكتفت تلك الأحزاب بأن تكون كيانات تختفى خلف صحف ورقية تفقد نفاذها وقدرتها فى عصر المعلوماتية، وقليل من التصريحات والمشاغبات البرلمانية من نواب لا يزيد عددهم فى أفضل الأحوال عن أصابع اليدين، وبعض المؤتمرات الضعيفة وكثير من الانشقاقات والمؤامرات.

استندت بعض الاحزاب وفى مقدمتها الوفد والناصرى والتجمع على قيادات تاريخية وميراث من النشاط السياسى للرموز، ولم تتفاعل مع الواقع أو تتعامل مع المستقبل، وبقيت فى مقراتها تعترض وتشجب وتدين الظرف السياسي، دون ان تحركها قيادات قادرة على صناعة التغيير، وبقيت تجتر صراعات تاريخية لصناعة نقاط خلاف بينها البعض، بينما فضلت الإرتماء فى أحضان النظام والبحث عن مكاسب تحققها، ولو عبر صفقات مشبوهة لا تمت للسياسة بصلة الا بأقذر ما فيها، رافعة شعارات وصولية ومفاهيم لا تسمن ولا تغنى من جوع.

وحتى عندما جاءت دعوة الالتفاف حول شخصية واحدة لتكون رمز لقيادة المعارضة واقترح اسم محمد الدكتور محمد البرادعى، وانطلقت تلك الدعوات عبر الانترنت، قابلت تلك الأحزاب الجامدة تلك الدعوات بجمود وغرور لا محل له من الاعراب، وانقت من مواقف البرادعى أضعفها، وهو اصراره على عدم خوض المعركة الانتخابية من بوابة الحياة الحزبية الحالية، والتى يراها لا شرعية ولا تكفل حق الترشيح للجميع، مفضلا البدأ بالاصلاح السياسى قبل ممارسة السياسة، حتى لا يجرفه التيار فيصبح مجرد مرشح سابق للرئاسة ينال ما ناله السابقون.

واليوم حينما تتردد تلك الأحزاب عن دعم ومساندة جهود رجل يبغى الاصلاح السياسى، وتحاول عوضا عن ذلك طرح مبادرات بديلة للاصلاح، فإنها تواصل تشتتيتها للجهود، خدمة للحزب الحاكم المسيطر على الحياة السياسية، دون أن تبادر ولو بحركة سياسية لاظهار أن مطالب البرادعى وجمعيته الوطنية هى مطالب المعارضة، وأن توحيد الصفوف سيدعم قوة المعارضون أكثر وأكثر، وليؤجل الخلاف حول من الذى ستدعمه المعارضة مجتمعة، لتمثيلها فى الانتخابات الرئاسية القادمة الى مرحلة قادمة، لكنها تخشى أن تصل فى النهاية الى المصير الذى يعلمه الجميع .. وهو أنه لا أحد فى تلك الأحزاب يصلح لقيادة المعارضة أو ترشيح نفسه فى مواجهة مرشح الحزب الوطنى الحاكم.

لذلك فإن ما يحدث على الساحة من عملية عزل لجهود البرادعى وجمعيته عن الحياة السياسية، سيؤدى فى النهاية الى بقاء الوضع على ما هو عليه، لتواصل مصر زحفها نحول القاع، فالمشكلة لم تعد فيمن يحكم، ولكن الأزمة فى بيئة الحكم، وصلاحية التشريعات واحترام سلطة القانون والفصل بين السلطات ومحاربة الفساد .. لدفع البلاد الى مزيد من الديمقراطية وحرية التعبير، وفى هذا تقدم على كافة المستويات بدءا من تداول السلطة وحتى حالة رغيف العيش .. فالعدل مفتاح التقدم .. والحرية وحدها هى التى تصنع انجازات الأمم فى القرن الحادى والعشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates