• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٨ مارس ٢٠١٠

الناس

علمتنى امى .. وهى واحدة من حكيمات هذا الزمان .. شأنها شأن كل أم مصرية .. عاشت عصور البركة .. وقاومت أشد الأزمات .. وتغلبت على كل ما نراه اليوم صعبا من أجل أن تؤدى رسالتها .. وتخرجنا جيلا صلبا له مبادئ وقيم وأخلاق.

علمتنى أمى أن الناس فى حياة الانسان ضرورة .. وأن التعامل معهم فرض .. والعطاء لهم واجب .. وكانت تقول لى دائما أن "الجنة من غير ناس ما تنداس" .. لأننا لا نغيش وحدنا .. وهو ما يجعلنا نتعامل سويا كبشر .. مقدمين قيم التسامح والعطاء والإيثار والغيرة على حق الغير ومنع الأذى عنه.

علمتنى أمى "أعطاها الله طول العمر ونعمة الصحة" .. ويا ليتها ما علمتنى .. أن الانسان لأخيه الانسان .. وأن العطاء هو أصل التعامل .. لكننى حينما شرعت فى التعامل مع الناس .. فوجئت بأن أولئك الذين تكلمت عنهم أمى لم يعد لهم وجود.

من حولنا اليوم مسوخ .. ما هذا الكم من الكذب .. من الاستهتار .. من الاهمال .. من الفساد .. وموت الضمير.

منذ أعوام قليلة تعاملت مع فئة من عمال البناء وفنيى تركيب السيراميك والكهرباء والسباكة .. لم يلتزم منهم واحدا بوعد .. ولا بموعد .. ولم يصدق واحد منهم فى كلامه .. لم يخرج منهم جميعا شخص واحد ليشذ عن القاعدة .. كلهم ارتكبوا نفس الافعال .. وفى النهاية أنجزوا أعمالهم الرديئة فى موعد يفوق ضعف ما كان متفق عليه .. وبأضعاف التكلفة التى رصدت فى البداية .. واليوم كل شئ ينهار تدريجيا .. لأعاود المهزلة من جديد.

ابقتنى تلك المفاجأة لعام كامل فى حالة ذهول من هذا الكم من التراجع الاخلاقى .. أتكلم هنا عن المسؤولية والضمير واليد الطاهرة وكلمة الشرف .. ذهول عاودنى حين قررت يوما أن أطلب شركة الصيانة العالمية التى تملك توكيل عدد من أجهزة المنزل، وبعد ان حصلت ادارة الصيانة على كل ما قررته من رسوم فحص وتركيب وصيانة .. لم يمر شهر واحد الا ووجدت كل العيوب قد عادت كما كانت.

واليوم وأنا أتعامل مع الناس فى حياتى اليومية لم أر منهم الا نفس الموبقات .. كم هائل من الكذب .. رصيد عملاق من عدم احترام الوقت .. جبل من الاستهتار .. شلال من الاهمال .. لا قيمة تعلو اليوم فوق قيمة المال .. لا مكان للقيم ولا الاخلاق .. أصبحت كوميديا "أبجدنى تجدنى" هى الأصل .. وحتى حين يحضر المال .. لن تحصد سوى نفس الأمراض .. كذب .. تضليل .. زمم خربانة .. ضمائر متعفنة .. إنها أمراض أخطر من الفهلوة .. وأسوأ من لعب الثلاث ورقات .. إنها أمراض العصر .. لذلك وقد أصبحت أبا لا أعرف ما الذى سوى أنقله لبناتى .. هل أورثهم ما نقلته لى أمى.. أم ألقنهم تعاليم الزمان .. وارشدهم الى الوصايا العشر الجديدة .. لا تحترم وقتا .. لا تنجز عملا .. ولا تنفذ وعدا .. بل اسرق وأكذب وخن واستهتر واهمل.

ولا أعرف حقا .. ما هى القيم التى ستسود .. حينما سأصبح كهلا لا يقوى على حماية رعيته .. أخاف على بناتى من قيم المستقبل .. ولا أملك سوى كلمة أقولها وأرحل .. ودعاء الى الله الذى لا يرجى من غيره شئ .. اللهم أرفع مقتك وغضبك عنا .. وأبدلنا خيرا من عندك يا الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates