راشيل كورى هو اسم الامريكية التى جاءت من بلادها وغادرت دفء وطنها وتركت دراستها فى السنة النهائية بكلية أفر جرين، لانها لم تسطع ان تنام وهى ترى الاسرائيليين يعيثون فى الارض فسادا، يقتلون ويدمرون ويأكلون الاخضر واليابس، جاءت مع مجموعة من الدروع البشرية لحماية الفلسطينيين من جرائم الحرب التى يرتكبها شارون ضدهم، وكانت تعتقد ان جنسيتها الامريكية سوف تحميها وهى تقف فى سبيل الحق والعدل والخير والحرية وهو ما تربت عليه فى الدستور الامريكى الاصيل الذى كان.
لم تكن راشيل ابنة الثلاثة وعشرون عام
تعلم أن الة القتل التى اطلقها السفاح شارون عاشق الدماء لا تفرق فى القتل وسحق العظام بين الامريكان والعرب، وان الاسرائيللين فى سبيل الوصول الى هدفهم الدامى مستعدون لسحق تمثال الحرية بحذائهم، كما سحقت جرافة الجيش الاسرائيلي جسدها وحطمت عظام يديها وساقيها وجمجمتها لانها حاولت حماية منزل فلسطيني يستخدمه الأطباء من الهدم في مدينة رفح الفلسطينية.
راشيل التى شعرت بالعار لكونها امريكية وبلادها تسمى شارون برجل السلام، فجلست علي الارض لمنع الجرافة، وتحملت قنابل الغاز المسيل للدموع ولكنها رفضت ان تتحرك ورغم انها كانت تحمل علامات مميزة تؤكد انهامن نشطاء حقوق الإنسان وتحدثت مع الاسرائيليين بالإنجليزية الا الجرافة سحقت عظامها ولم تفلح صرخاتها لقائد الجرافة التى قامت بدهسها ذهابًا وإيابًا.
واكتفى الامريكان بالقاء اللوم على اسرائيل والمطالبة يفتح تحقيق فى الموضوع ورفضت حتى ادانة اسرائيل، لتقدم ادارة بوش دليلا عمليا على قيمة المواطن الامريكىالحر فى بلادها.
وجريمة قتل الامريكية راشيل كورى ليست الاولى فى السجل الاسرائيلى بل سبقها الكثير، ولعل الامريكان لا ينسون الهجوم الاسرائيلى على السفين الامريكية (يو اس اس ليبرتى ) فى البحر المتوسط اثناء حرب الايام الستة يونيو عام 1967 وقتل عليها 24 امريكى واصيب 171 اخرين وقيل وقتها ان ذلك كان خطأ بسبب عدم تعريف السفينة لنفسها وهى التى كانت فى المنطقة لمراقبة الاتصالات العربية اثناء الحرب وكان الحادث الوحيد فى تاريخ امريكا الذى لم يتم التحقيق فيه داخل الكونجرس او البحرية الامريكية ويكاد الاعلام يتجاهله تماما بالرغم من ان طاقم السفينة اكد ان الهجوم الاسرائيلى كان متعمدا لجرجرة امريكا الى التدخل لصاح اسرائيل بشكل مباشر بعد توجيه الاتهام لمصر بالتسبب فى الكارثة.
ولكن عندما فشلت اسرائيل فى ذلك ادخلت تلك الكارثة الى كهف العلاقات الشاذة بينها وبين امريكا وكأنه مسح من التاريخ.
هناك ايضا الخسائر الامريكية جراء العمليات العربية بسبب التحيز الامريكى والتدخل عسكريا لصالح اسرئيل مثل 141 موت جندى امريكى من قوات المارينز فى بيروت عام 1984 ومقتل عدد كبير من الموظفين الامريكيين بسبب تفجير السفارات الامريكية فى بيروت والكويت وكينيا وتنزانيا اغتيال 4 امريكيين فى كراتشى وموت 19 جندى فى قاعدة الخبر بالسعودية و17 امريكى فى حادث المدمرة كول فى عدن …بخلاف تعرض الامريكيين والطائرات الامريكية للخطف فى بيروت او فى الشرق الاوسط عامة..وكل ذلك بسبب السياسات الغبية تجاه العرب وعدم التدخل لتنفيذ القرارت الدولية وابرزها 242 بل ومساعدة اسرائيل على ان تضرب بها عرض الحائط.
ويستمر ناقوس الخطر يدق بأستمرار فى اذن المواطن الامريكى طالما ان بلاده تساند اسرائيل وطالما ان اسرائيل ترفض اعادة كل الاراضى التى احتلتها عام 1967.
ايضا يتذكر ابناء العم سام الحالات التى تم ضبط شبكات تجسس اسرائيلية تتبع الموساد داخل الولايات الامريكية اخرها كان مارتين انديك الذى اثيرت قضيته منذ عامين ثم وضعت فى المقبرة وكان انديك الخبير المحنك فى شئون الشرق الاوسط سفيرا لواشنطون لدى اسرائيل ثم وجهت له اتهامات بالاهمال فى وثائق هامة ومنع من امتيازاته واشتهر الامر بأنه قضية تجسس لحساب الموساد.قبله كانت هناك جون دوتشى الذى شغل منصب رفيع فى وزارة الدفاع الامريكية خلال الفترة الاولى لكلينتون ثم عين رئيسا للـ (C.I.A) وحوّل المعلومات التى كانت على كمبيوتر المخابرات الامريكية الى كمبيوتر منزله دون ان يدرى احد وتردد ان تلك المعلومات والوثائق الخطيرة وقعت فى ايدى صديقه السفير الاسرائيلى " بن اليعازر" وقبلهما جاسوس اخر لحساب اسرائيل وهو الذى افرج عنه بعد ان ضبط متلبسا خلال صفقة سياسية بين البلدين.و فى مقابل توقيع اسرائيل لاتفاق سلام مع دولة عربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق