• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ٢ مارس ٢٠٠٣

وقائع فضيحة عربية على الهواء مباشرة



اتهامات بالخيانة والعمالة على قفا من يشيل
وقائع فضيحة عربية على الهواء مباشرة

-         ليبيا سحب السفير من الرياض وخمسة آلاف ليبى هاجموا السفارة السعودية فى طرابلس
-         الصحف السعودية تهاجم الأخ العقيد بضراوة وصحيفة عدى صدام حسين تصف مبادرة الإمارات بالخيانة

لأنه الأخ العقيد معمر القذافى، فقد أبى أن تنتهى القمة العربية التى حضرها فى واحدة من مفاجأته المتواصلة رغم رفضه الشديد للحضور وسبه للقمة وللعرب وجامعتهم ، أبى أن تنتهى بسلام ودون أن يشتبك مع أحد ويظهر مواهبه فى قلب الموائد ، وكان ما كان ، ووقعت المشادة الكلامية التى شاهدنا جزء منها مع الأمير عبد الله والى العهد السعودى ، وكاد الأمر يصل إلى انهيار القمة بعد أن وجه القذافى النقد إلى المملكة العربية السعودية لسماحها بوجود قوات أمريكية على أراضيها. وقاطعه الأمير عبد الله الزعيم الليبى قائلا (المملكة العربية السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك أو مثل غيرك)
وكان القذافى قد قال فى كلمته أن العاهل السعودى الملك فهد بن عبد العزيز قال له بعد الغزو العراقى للكويت فى عام 1990 أن السعودية على استعداد (للتحالف مع الشيطان) من أجل حمايتها من التهديد العراقى لها ولكن الأمير عبد الله قاطعه على الفور قائلا: (كلامك مردود عليه .. السعودية ليست عميلة للاستعمار .. أنت، من جاء بك إلى الحكم؟ لا تتكلم فى أشياء ليس لك فيها حظ ولا نصيب الكذب أمامك والقبر قدامك) ثم قطع التلفزيون المصرى بثه المباشر للجلسة العلنية فور وقوع هذه المشادة الكلامية لتتحول إلى جلسة سرية ، لكنها لم تكن فى ظل وجود قناة مثل الجزيرة وغيرها حيث نقلت استمرار العقيد القذافى فى توجيه الاتهامات خاصة حول وجود قوات أمريكية فى شبه الجزيرة العربية بينما غادر الأمير عبد الله مقعده فى القاعة على الفور.
أما الزعيم الليبى الذى لم يسمع جيدا ما قاله ولى العهد السعودى، فقال موجها كلامه للرئيس مبارك ـ الذى كان يجلس بجواره ـ ماذا يقول الأمير.
وأعاد السؤال لملك البحرين قائلا (أخى رئيس الجلسة .. ماذا يقول؟ (أنى لا اسمعه جيدا)
ثم استشهد القذافى بالرئيس مبارك قائلا: يبدو انهم ـ أى السعوديين ـ أساءوا فهم ما أقول، أنا أعرض وقائع حدثت بالفعل!.
وهنا عرض ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى (رفع الجلسة العلنية، وتحويلها إلى جلسة مغلقة لكن القذافى رفض قائلا: لماذا مغلقة؟ .. نحن نتحدث كأمة عربية، ونتصارح ونتكاشف .. ونشرح حقائق ما حدث)
وأمام هذا الموقف غير المبرر من الأخ العقيد والحساسية المفرطة المبالغ فيها من ولى العهد السعودى غادر كل من الوفدين الليبى والسعودى القاعة، وسارع الرئيس مبارك بالخروج خلفهما لاحتواء الموقف، وبعد محاولات استمرت نحو نصف الساعة نجحت الجهود المصرية والوفد التونسى فى إعادة ولى العهد السعودى والزعيم الليبى إلى القاعة، بعد أن تم سوء الفهم لكلمات القذافى.
لكن القضية لم تقف عند هذا الحد فبعد ساعات احتشد خمسة آلاف متظاهر ليبى أمام السفارة السعودية فى طرابلس احتجاجا على كلام ولى العهد السعودى ، وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة لولى العهد السعودى، وبذلت قوات الأمن الليبية جهدا كبيرا لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة السعودية مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات، وفى اليوم التالى استدعى القذافى السفير الليبى من الرياض للتشاور وأعلن فى لقائه مع عدد من المثقفين والإعلاميين المصريين انسحابه بشكل جدى وكامل من جامعة الدول العربية.
أما فى المملكة التى استقبلت كلامات القذافى بحساسية مفرطة على خلفية إساءاته المتكررة للسعودية وللعرب عامة الى حد تصريحه بأنه لا يتشرف بانتسابه للعرب ، فقد خصصت صحيفة اليوم السعودية افتتاحيتها للرد على القذافى فى تصعيد غير مرغوب بعنوان (المملكة القامة التى لا تنحني) قالت فيها: يبدو أن ثلاثين عاماً من التمرس على رأس السلطة فى ليبيا مرت على العقيد معمر القذافى دون أن تترك أثراً على أسلوبه فى التعامل وسلوكه فى الهمز واللمز.. هو نفس المراهق السياسى فى السبعينيات الذى يعشق شتم الآخرين ويتولع فى أحاديث المنابر الجماهيرية ليسوق كلاماً فى أسواق مل فيها الناس من بيع الكلام.. ومن الوعود الملتهبة التى يقطعها القذافى وأمثاله الذين صدقوا أنفسهم بأنهم زعماء ثورات.. ثم يصبح الصباح وينسون إيمانيات المساء..
ثلاثون عاماً فى الحكم جديرة بأن تمنح النضج والحكمة لأى مخلوق بشرى.. ولكنها لم تفلح مع القذافى.. فهو من فصيلة سياسية عربية أدمنت العصيان على النضج ونسجت بينها وبين الحكمة عداء مريرا ومسافات شاسعة من التنافر.. واستمرت كما هى تكرر نفسها..
ولا نعلم ماذا تستفيد الأمة العربية من جهود القذافى المستميتة لتسميم الأجواء فى كل قمة.. وجهوده الأخرى للتعريض، فى كل مناسبة، بكل الشعوب العربية وزعاماتها..
ومعمر القذافى لم يتغير منذ أن كان ضابطاً مبتدئاً يتعلم بالشعب الليبى كيفية إدارة الدول..
وكان يرتكب بشكل مستمر كثيرا من التهورات والمغامرات.. والمشكلة أنه لا يزال يستمر فى ارتكابها.. وبأسلوب ربما أسوأ مما كان فى السابق..
وكان لا يترك مناسبة إلا ويعرض بالمملكة..
وأصبحنا نتعود على أن يتفوه القذافى، بشكل دورى، بكل ما هو سيئ ضد بلادنا..
بينما المملكة العربية السعودية لم تمد إلى ليبيا وإلى القذافى نفسه سوى يد بيضاء.. انتشلت ليبيا والقذافى من قاع الظلمة فى قضية لوكيربى الشهيرة.. واستطاعت المملكة إنقاذ ليبيا وإنقاذ القذافى نفسه..
وهو الآن يرد للمملكة الجميل بالتعريض بها وببلدان الخليج.. وكأن القذافى بريء من كل سوء.. وهو الرجل الذى تجرأ على أكبر الآثام فى تاريخ الأمة, حينما طالب العرب والمسلمين بالتخلى عن القدس وتقديمها هدية إلى شارون.. لقاء المجازر التى ترتكبها الدبابات الإسرائيلية لأطفال فلسطين وشبابها ورجالها..
أما صحيفة الرياض فذهبت الى ابعد ما وصلت إليه غيرها فى افتتاحيتها التى حملت عنوان (القذافى رجل المهمات المشبوهة!!)
ما جرى فى قمة شرم الشيخ مؤسف ومؤلم، إذ لم ندر لماذا جاء القذافى - الذى اشتهر بشتم العرب والتوجه إلى بناء إمبراطورية أفريقيا العظمى بقيادته - إلى شرم الشيخ؟.. هل من أجل أن يعلن أنه زعيم الأمة، وهو الشخصية التى ظلت مثار جدل باعتبار أن تاريخه لا يعطيه أكثر من رجل موتور، حين قدم على دبابة أمريكية ليحكم ليبيا، ويشرد شعبها مرة باسم الناصرية، وأخرى باسم الاشتراكية للجمهورية العظمى، ويصل بجنونه أن يتعاون بشكل علنى مع سادة الإرهاب العالمى، مثل كار لوس، وبادر ماينهوف، والسعى لتحرير ايرلندا من بريطانيا، ويفجر طائرة فوق لوكيربى، وتصبح ليبيا أول بلد عربى يعرض مواطنيه لمحاكمة دولية، استطاعت المملكة ومانديلا، وباعتراف القذافى شخصياً، وبعد حركة لولبية طويلة مع أصحاب الادعاء بريطانيا وأمريكا أن تنقذه من تقديمه للمحاكمة، أو إعلان الحرب عليه، قبل أن تتم مراسم الحرب على العراق، ولتلك القضية التى لا تزال ذيولها تلاحق القذافى.
ومع ذلك يأتى القذافى ليحاول دق الإسفين فى الخاصرة العربية، لأن مهمته فى هذه القمة كشفت عن حقيقة نواياه ودوره الخفى فى خدمة أعداء هذه الأمة، ومن يتذكر كيف طرد الفلسطينيين، وكيف هزمت قواته فى تشاد، يجد أن هذه الشخصية تحتاج إلى عرضها على أطباء السلامة النفسية.. لأنه إذا كان يتهم المملكة بوجود قواعد أمريكية فيها، فهذا ليس من الأسرار، أو أننا نحاول أن نخبئ رؤوسنا فى التراب، والقذافى نفسه سبق أن أحل بقواعده العسكرية الأمريكية والبريطانية، ببديل سوفييتى، وبالتالى فالمتهم لا يحق له أن يناقش أموراً تطاله بالإدانة.
ولم تكتفى الرياض بافتتاحيتها بل فتح موقعها على الإنترنت باب التعليقات لعدد من القراء ممن واصلوا رجم القذافى حتى أن بعضهم تذكر إساءات الأخ العقيد للملكة منذ عهد الملك فيصل بينما كتب قارئ أخر تعليق بعنوان انحراف فى عقلية القذافى، وذكر أخر بأن القذافى لم يكن ليفلت من قضية لوكيربى لولا المملكة العربية السعودية كما وانه فى حالة غسل السعودية يدها من قضيته الخاسرة فانه سيكون اسهل الأهداف الأمريكية فى المنطقة بعد العراق وقد لاستغرق الفراغ منها بضعة أيام.
الغريب أن الصف العربى المشتت أصلا، تعرض لحالة انقسام أخرى من الجانب العراقى الإماراتى بعد اقتراح الشيخ زايد آل نهيان الذى لم يحضر القمة على لسان وزير خارجيته بتنحى صدام عن السلطة، وجاء رد الفعل العراقى سريع فى أعقاب القمة مباشرة حين وقف وزير الخارجية ناجى صبرى ليقول للصحفيين 
 "لم يتم طرح تلك الأفكار التي السخيفة على المؤتمر، ولم يناقش المؤتمر هذه الأفكار (القذرة) مشيرا الى إن هذه الأفكار تم ترويجها من خلال مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. فهذه القمة هي اجتماع لأناس محترمين وليس اجتماعاً لبحث هذه الأفكار،

وفى بغداد هاجمت صحيفة "بابل" التى يشرف عليها عدى صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقى دولة الإمارات العربية المتحدة دون أن تذكرها بالاسم واتهمتها بالعمالة" للولايات المتحدة، تحت عنوان "العميل والعميل بالواسطة" ووصفت فى افتتاحيتها "من قدم هذا المقترح" بأنه "عميل بالواسطة ذو وجه عربى وقلب شيطانى ولسان أمريكى". واضافت انه "من ينطق بما يسعى إليه الأمريكان من أعداء الأمة غرضه فرقتها أرادته أن يزرع قنبلة فى مؤتمر القمة ليفجر الصف".
واعتبرت الصحيفة ان هدف المبادرة الإماراتية "إيصال السم للجسد السليم بغية تسميمه". وتساءلت بابل ما إذا كان هناك "أفعى واحدة ضالة فى الصحراء أم لها أخوات أخرى سوف يظهرن عندما يحل ظلام الشيطان ساعيا لان يطمس شمس الله وضياءه على الأمة العربية الواحدة" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates