• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٣ يناير ٢٠١١

مصر أحلى .. على "Facebook"



فعلها الارهاب من جديد .. وصدر لنا مشاعر الرعب والخوف القلق على مستقبل مصر .. وضرب ضربته القاسية فى الإسكندرية بترويع الآمنين من أقباط مصر .. مسلميها ومسيحييها .. وحصد الجانى الجبان بفعلته عشرات الأرواح .. وترك خلف خطوته الدنيئة أحزان وطن بكامله .. ودموع أسر سيذكرها كل عام جديد بمشاعر كئيبة .. سوداء .. ملطخة بدماء الأحبة.

نستطيع بلمحة لأحوال مصر أن نحدد مليون سبب لما حدث .. قل الفقر .. قل البطالة .. أو إتهم الجهل والعنصرية .. ضع اصبعك على غياب المشاركة السياسية الحقيقية .. وثبت عينيك على فوضى الإعلام .. أو حتى تأثير مشايخ الفتنة .. وكهنة التطرف .. لكنك لن تستطيع كما رصدت الأسباب .. أن تحصى التبعات التى خلفتها تلك العملية الإرهابية القذرة.
فما حدث كان موجها مع سبق الاصرار والترصد لإشعال فتنة بين عنصرى الأمة .. من ضغط زر التفجير لم يكن واضعا نصب عيناه الضحايا الذين سيوقعهم عشرات كانوا أم مئات .. بل كان يهدف الى ما هو أبعد .. كان ينظر الى بحور من الدماء .. تسيل بلا انقطاع .. وجبال من الاحزان ترقد على صدر الوطن .. حتى تخنقه وتحاصر أحلامه .. وتعوق طموحاته .. وتجعله ينظر دائما تحت قدميه لعلاج جراحه .. دون أن يرفع رأسه وينظر بعينيه الى الأمام.
فى المقابل .. وفى وسط هذا الركام .. كان هناك حضورا أخر .. ساعد على إمتصاص جزء من الألم .. وكان فضاءا عبر فيه المصريين عن تلاحمهم .. وهو الفضاء الإفتراضى وتحديدا على شبكة "فيس بوك" التى حولها المصريين قبل غيرهم .. الى ساحة سياسية إجتماعية .. تشارك فيه الجميع أحزانهم .. وتبادلوا الإحساس بالوجع .. وتجاوزوا ذلك الى ما هو أبعد بكثير.
كانت مبادرة مجموعة من الشباب سريعة .. حينما سارعوا بتحويل مشاعرهم الى لوحات حزينة تعبر عن تلاحم المصريين معا  .. حيث الهلال يحتضن الصليب .. وحين يكون رفض الإرهاب هو العقيدة الأساسية بغض النظر عن الدين .. والعقلانية هى التى تحل محل التعصب وكراهية الأخر.
مئات الألوف من الشباب غيروا صور صفحاتهم الشخصية بعد ساعات من وقوع الحادث .. استبدلوها بشعارات الحداد .. دون أن ينتظروا موقف الدولة من إعلانه أم لا .. ومحاربة الإرهاب والوقوف صفا واحدا لمعالجة أسبابه أو الاشارة اليها ومقاومة مشعلى الفتن.
ومثلهم من بحثوا على صفحات الضحايا الذين اغتالتهم ضربة الإرهاب الأعمى .. مستخلصين العبر .. ومتقاسمين الحزن .. ليقولوا اننا معا .. حزننا واحد .. ووجعنا متوحد .. ولافرق بين دم مسلم .. ودم مسيحى.
كان مشهد المصريين رائعا .. وكانت مصر على "فيس بوك" أفضل من واقعها المرتبك .. حينما تبرع كل فرد بأن يكون محققا .. يرصد التحركات .. ويراجع الأخبار .. ويشير على شخص ما فى أحد الفيديوهات لافتا أعين الأمن الى إحتمالية أن يكون الجانى .. أو يراقب صفحات الملايين على الفيس بوك .. ليرصد الفاعل الجبان .. ويدق ناقوس الخطر .. محذرا من ضربة قادمة.
كانت مصر الإفتراضية .. متلاحمة .. عطوفة .. منظمة .. معتدلة .. متسامحة .. فيما كانت مصر الحقيقية .. مرتبكة وعشوائية.
وبين الفضاء الإفتراضى والواقعى تزداد الهوة .. وبات على مصر الحقيقة بلحمها ودمها .. أن تسد الفجوات .. بعلاج الاسباب وإن تنوعت .. قبل أن يواصل المصريين لجوئهم الى الفيس بوك .. حيث لا أمن مركزى .. ولا تزوير للإرادة .. ولا فروق طبقية .. فقط حرية ولا أكثر.

هناك ٤ تعليقات:

  1. احمد اسماعيل احمد المحامى٦ يناير ٢٠١١ في ٧:١٧ م

    بارك الله فيك يا استاذنا الكبير

    ردحذف
  2. مَصر وغَير مَصر ..
    بِحاجَة الى وَقفة صادِقة في حُب الأرض ..
    نُزيلُ مِنها كُل أشواك الكُره والظُلم ومَظاهر التقييد ..


    دُمت

    ردحذف
  3. أشكرك جزيلا يا أستاذ أحمد اسماعيل

    ردحذف
  4. أوافقك الراى تماما يا زهراء .. وشكرا على مرورك

    ردحذف

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates