• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ١٤ نوفمبر ٢٠١٠

إنه الدواء يا عزيزى


أدركت الولايات المتحدة وأوربا بعد حرب أكتوبر.. أن سلاح النفط لا يجب إستمراره فى يد العرب .. وأن النفط ذلك السلاح الذى أدى وقف تصديره خلال الحرب الى وقف الحياة بالقارة العجوز والعالم الجديد على حد سواء .. لا يجب أن يبقى متروكا فى أيدى هؤلاء، بدون سيطرة ولا تدخل .. وإلا فإن السيادة ستتغير مفاهيمها .. والقوى ستختل موازينها .. ويصبح الأكثر إنغماسا فى بحور البترول .. هو الأعظم.

أدرك الغرب بكامله ذلك .. وقبل أن ينتهى القرن العشرين .. كان النفط فى قبضة الشركات العالمية .. شمالا وجنوبا .. شرقا وغربا .. ولكنه على أرض العرب بات محميا بقوات عسكرية تؤمن سريانه فى الشرايين التى تحددها القوى العظمى الوحيدة على ظهر الكوكب.
بعد عام واحد من القرن الجديد .. أطلقت الولايات الأمريكية أول حروب الموارد الطبيعية للسيطرة على بترول ومعادن أفغانستان .. بحجة القبض على رجل واحد إسمه أسامه بن لادن وقتلت حتى الأن أكثر من مليون أفغانى .. ثم إحتلت العراق وأحكمت قبضتها تماما على بتروله وتسببت فى قتل أكثر من مليون من مواطنيه .. بحجة إيقاف خطر صدام حسين على المنطقة من أسلحة نووية لم توجد يوما .. وأسلحة بيولوجية وكيماوية مازالوا يبحثون عنها .. وأعدموا رئيس عربى علنا على أيدى ميليشيات من ألد أعداؤه .. فأصبحت لهم السيطرة على النفط فى أخر وأخطر سنواته على الأرض وهى سنوات نفاذه الحتمى .. خلال ربع قرن على أقصى تقدير .. وإبعاده عن تحكمات العرب والمسلمين .. كلما أغضبهم الغرب برعايته للكيان الصهيونى العنصرى المزروع فى منطقة الشرق الأوسط .. ذلك الورم السرطان المسمى "إسرائيل".
سيطر الغرب على موارد العالم التى تصادف أن وجدت على أراضى ليست لهم .. بعد أن استنفذوا تقريبا مواردهم .. وبات عليهم البحث عن بديل للنفط يمكن من خلاله السيطرة على العالم أجمع .. وتركيع كل الأمم التى تخلفت - بفعل فاعل - عن ركب التقدم العلمى سواء بدفع الفاسدون الى مراكز القرار فى الدول العربية .. أو بجعل هذه البلدان بيئات طاردة للعلم والعلماء .. ومجتمعات إستهلاكية قبل أن تكون منتجة.
لم يجد الغرب أنسب من صناعة الدواء .. فحاصر الدول المستورة للأدوية بإتفاقيات .. تمكنه من نشر أى دواء جديد فقط حين يريد.. وسواء عبر مستثمرين تابعين له بشكل مباشر .. أو بواسطة أتباع يتم تحريكهم فى الظلام .. أو بالدخول للإستحواذ على كيانات محلية .. أحكم الغرب سيطرته .. وأنتقل الدواء الذى ظل محصنا لعشرات السنين من نظريات العرض والطلب الى قائمة السوق الحر.. حتى إقترب سعر زجاجة الدواء من سعر برميل البترول .. وتجاوزته فى مئات الأمثلة .. تماما كما نجح الغرب فى محاصرة العالم بكارثة اسمها الكولا والمياه الغازية التى يباع ما يوازى البرميل منها بأضعاف سعر برميل البترول.
سيطر صناع وتجار الدواء على مقاليد الأمور .. وصاروا فى غضون سنوات بسيطة مليارديرات .. بعد أن ركبوا كل موجة .. ربحوا من كل أزمة .. فعاشوا على الأرض حياة الموعودون بالجنة .. على حساب أوجاع وآلام الناس .. مع دولة غافلة .. وحكومات تكره شعبها.
فى مصر .. وبالحديث عن الثروات والنفوذ .. يكفى أن نضرب مثالا برجل واحد ظهر فجأة وهو يملك ما لا يملكه أقرانه .. غير المغضوب عليهم من النظام.
انه السيد البدوى شحاتة .. الرجل الوحيد الذى يملك حزبا يدعى المنافسة على السلطة التى تتقاطع مصالحه معها .. وجريدة حزبية هى الأعرق بين صحف الأحزاب يفترض أن تكشف عورات حكومة تيسر له أمور إستثماراته .. وشبكة تليفزيونية فضائية .. وأقوى جريدة مستقلة تعارض النظام قبل أن يدفنها حية .. والمرشح للتعين زعيما للمعارضة .. إنه الوحيد القادر على الجمع بين ما حرمه المنطق السياسى المصرى المعروف منذ 60 عاما .. وليس غريبا أنه قادم من صناعة الدواء.
أنه الدواء يا عزيزى .. وسلملى على البترول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates