• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٨ نوفمبر ٢٠١٠

قيمة مصر


"ليست مفاجأة للعلماء المصريين أن يتم اكتشاف أثار فرعونية فى المملكة العربية السعودية" .. هكذا علق الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على خبر اكتشاف أول نقش هيروغليفى فى الجزيرة العربية على صخرة ثابتة بالقرب من واحة "تيماء" يحمل توقيعا ملكيا للملك رمسيس الثالث، أحد ملوك مصر الفرعونية الذى حكم مصر بين "1192 و1160 قبل الميلاد".
الأثرى الشهير .. رأى فى الحدث تأكيدا لكافة النظريات والحقائق التاريخية عن التاريخ المصرى الفرعونى القديم، حينما عرف عن المصريين القوة والاهتمام بالجيوش العسكرية والحملات التجارية إلى بلاد العالم، وإدراكهم للبعد القومى الاستراتيجى، ولجوئهم الى الحملات والرحلات التجارية فى هذه الجهات، بعد توسعة "إمبراطوريتهم" بالجزيرة العربية وفلسطين والأردن وسوريا وشمال العراق، وليبيا والسودان والعراق حتى الهند ومناطق فى آسيا، وهو ما ظهر فى صورة نقوش وآثار تم الكشف عنها خلال السنوات الماضية.
هذا المنطق المصرى فى الحكم أطلقه قبل 3550 سنة الفرعون أحمس الأول قاهر الهكسوس الذى أدرك قيمة الوطن الذى يحكمه، ففطن الى أهمية أهمية القوة لتكوين أقدم إمبراطورية وأول قوى عظمى فى التاريخ، إمتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا.
من 3350 عاما .. كان إدراك أهمية مصر وحجمها وثقلها هو الفارق بين من حكموها .. وإقرأ تاريخ مصر منذ أحمس المحارب القوى .. مرورا بأمنحوتب الأول الحاكم العادل ثم كل افراعين الذى حملوا اسم تحتمس من الأول الى الرابع وكانوا محاربين شجعان وعسكريين أفذاذ، إلا أن ذلك لم يمنعهم من أن يقودوا ثورة التعليم والصناعة وأرسوا قواعد الدبلوماسية وقاموا بتدوين وثائق الدولة وتسجيل المعاهدات الدولية
.
القائمة مبهرة وطويلة عن حكام إعتبروا المدارس هى "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية، فى عهد امنحوتب الثالث وكانوا أول من نادى بعقلانية الى التوحيد وعبادة إله واحد مثل إخناتون، وأرّخوا لنهضة مصرية فى الحضارة والعمارة والتجارة الدولية وإرسال البعثات العلمية مثل "حتشبسوت".
تحتاج مصر إذا الى حاكم يدرك قيمتها .. ويقدر حجمها .. والحاكم فى عصرنا الحديث ليس شرطا أن يكون هو الجالس على عرش القصر الملكى أو الجمهورى .. الحاكم فى عصرنا هو كل من يشارك فى الحكم .. وزير كان أم قائد أو نائب فى البرلمان.
كلمة السر فى رفعة هذا الوطن هو إداراك قيمته وتقديرها .. والعمل بما يوازيها .. وكم من أمة نهضة بعزم رجل واحد مخلص .. ولنا فى ماليزيا مهاتير محمد وتركيا أتاتورك ومن بعده أردوغان أمثلة.
مصر تحتاج الى مخلصين .. يعرفون أنهم يمثلون أعرق أمة فى التاريخ .. وأقدم قوى عظمى .. وأول دولة إمتلك هيكلا إداريا وجيشا منظما وعلماء فى كل المجالات .. حينما كان العالم الخارجى مجرد رعاة .. حفاة .. همج يمينا ويسارا .. شمالا وجنوبا.
مصر تحتاج مخلصين .. وهو أهم ما يجب أن يدركه الناخب وهو يضع صوته فى صندوق الاقتراع فى الانتخابات البرلمانية خلال أيام.
مصر تحتاج مخلصين يعيدوا لهذا الوطن قدراته التى منحته يوما ممرا فى أراضى الحجاز وأثارا فى بلاد الرافدين .. فلنبدأ الإختيار ونراعى ضمائرنا فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates