• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ٢١ فبراير ٢٠١٠

البرادعى وسفينة نوح



فى كاريكاتير "صارخ" للفنان الشاب مخلوف - ألقته جريدة المصري اليوم فى زاوية تكاد تكون غير مرئية - يشبّه "الكاريكاتيرجى الموهوب" الدكتور محمد البرادعى بقائد سفينة نوح التى أنقذت البشرية بوحى من الله فى زمن الطوفان الكبير .. فى إشارة الى مهمة كبرى يقودها المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والتى حددها فى قيادة عمليات الاصلاح السياسي والدستورى وستمتد حتما بتأثيراتها على خريطة البرلمان القادم، ويرى البرادعى أنها لا تعبر عن برلمان حقيقى بأدوار فاعلة معبرة عن الشعب فعلا وليس عن دوائر مصالح معينة .. مهمة خطيرة تتطلب انجازها قبل أن يأتى "طوفان الانتخابات".

ورغم أن الدكتور البرادعى الذى تسميه "المصري اليوم" بالمرشح "المحتمل" لانتخابات الرئاسة القادمة، لم ينته من استقبال مؤيديه، ولا من واجب الانصات الى "بقايا" القوى السياسية التى تيبثت مفاصلها من ندرة الحركة، ولم يطرح خطته الكاملة للإصلاح وكيفية تنفيذها وماهية الخطوة الأولى، الا أن وجود مثل هذا الرجل فى كادر الصورة الانتخابية القادمة، أمرا ايجابيا بكل المعانى والطرق.

فالدكتور البرادعى حدد مواطن الخلل فى النظام السياسي المصري، وذاكر جيدا حتى لا يظهر فى الصورة "كغريب أعمى" .. وتطرق فى حواراته التليفزيونية - التى فتح لها الباب قبل عودته من فيينا - الى قضايا ومشاكل شعبية مثل أزمة أنابيب البوتاجاز ورغيف العيش حتى لا يواصل العازفون نغمة "قلة المرمطة" وجهله بأوجاع الناس.

وبغض النظر عن نية الدكتور البرادعى فى الترشيح لمنصب الرئاسة من عدمه أو مدى قدرته على حشد القوى السياسية للإلتفاف "الفعلى" حوله، ومدى قابلية الوضع الدستورى الحالى لاستيعاب الرجل أو "تطفيشه"، فإن ثمة مكاسب عدة ستتحقق من مجرد إلحاحه فى المطالبة "بالإصلاح"، وأولها مطالب تعديل الدستور وفتح "طاقة هواء" للمستقلين، ونزاهة الانتخابات التشريعية القادمة، واتمام تعديلات حزمة التشريعات اللازمة لهذا الاصلاح.

ما عدا ذلك فإن مشاكل مصر معروفة للجميع .. فلا هى تتطلب "مرمطون" .. ولا خبير فى الذرة .. وأكثر أوجاع هذا الوطن هو الفساد .. فالفساد هو أول كوم قمامة فى مسيرة "جبال الزبالة" .. وهو كارت التوصية الذى يجتاز المسافات والمهارات والقدرات .. وهو القرارات الحاسمة التى لا تعرف سوى لغة المصالح والمال .. وهو الطريق غير الممهد الذى يقتل العشرات على الاسفلت .. وهو المدرس الذى أصبحت يده هى السفلى .. وتلاميده هم "السبوبة" .. وهو العلاج الغائب والطبيب المهمل وملائكة الرحمة المستهترون .. وهو ضياع مفاهيم الحرام والضمير والواجب المقدس .. وهو الوزير الذى يرى أن الشعب خادمه وليس العكس .. وهو التجارة فى تأشيرات الوظائف .. وهو السوق السوداء التى حوّلت حياتنا الى "سوق للنخاسة" كل شئ يباع فيه ويشترى .. وهو غياب العدل وبطء العدالة .. وهو النهب فى ثروات الوطن والتعامل معه على طريقة "خليها تخرب" .. وهو عدم احترام القانون والعشوائية .. وهو مستشارى السوء وترزية القوانين .. وهو الإهمال والمحسوبية والرشوة والجشع والاحتكار.

لا توجد فى مصر أزمة أكبر من الفساد .. ذلك "الغول" الذى يحتاج الى رجل من "الأساطير" لمواجهته .. رجل مثل الأخطبوط حين يتطلب العمل مليون ذراع لإنجازه .. رجل يملك شجاعة الأسد ومكر الثعالب وهدوء الأفيال .. فإن استعصت عليه تلك الصفات .. فعليه أن يتعلمها من ركاب سفينة نوح.

مواجهة الفساد تحتاج الى تدقيق البرادعى فى اختيار من حوله .. فإن صلح إختياره لمن سيكون معه على السفينة .. صلح العمل كله .. وإن أساء الاختيار .. فليأكله الطوفان ومن معه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates