• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الجمعة، ٦ أبريل ٢٠٠٧

80% من شباب مصر يحلم بالخروج منها .. اختار انت بقى دى تبقى كارثة ولا مصيبة؟

فى روايته الرائعة "عمارة يعقوبيان" لخص الأديب علاء الاسوانى موقف ومشاعر "بثينة" الشابة التى تنتمي إلى كتيبة المهمشين فى مصر تجاه بلدها، فى عبارة صرخت بها فى وجه زكي باشا الدسوقى الذى سألها "تحبي تروحى فين بره مصر"، وكان ردها "أى حتة غير المخروبة دى، ياباشا مصر بقت قاسية قوى على ولادها، والكل عايز يمشى ويسيبها .. مش كره فيها، بس ما حدش بقى قادر يستحمل ظلمها".

لم يكذب الأسوانى، ولم يصدمنا حواره، فالصدمة كانت محجوزة من قبل على وقع خبر عابر لم يلتفت له احد قبل 4 سنوات تقريبا وهو تنازل 750 شابا مصريا عن الجنسية المصرية بواقع 83 حالة شهريا، للتجنس بجنسيات دول لا تسمح إلا بحمل جنسيتها فقط دون جنسيات أخرى لأن الولاء لا يكون إلا لدولة واحدة .. ومع أخبار مجازفة الشباب بأرواحهم، لا من اجل الوطن ولكن للهروب منه، يفضلون الموت في العراق أو الغرق فى الطريق إلىإيطاليا واليونان وقبرص فى قوارب الموت بالطرق غير المشروعة، ويستوى فى ذلك العاطلون والموظفون أيضا، فالراتب لا يشجع على الادخار منه لأنه لا يكفى الطعام احيانا، والمغامرة مطلوبة للهروب لأن الابواب الرسمية موصدة فى اوربا، وتكاد تغلق فى دول الخليج، وغير مبشرة مع حكومة الدكتور نظيف التى اعترف كبيرها بأنها لن تقوم بتعيين الخريجين.

بهذه المعطيات قررنا فى "الميدان" أن يكون استطلاعنا لشهر ابريل حول مدى رغبة الشباب فى الخروج من مصر، ونحن مقتنعون بان النتيجة ستعبر عن معان كثيرة مثل الانتماء والاستقرار، وتشير إلىالطريق الذى يجب ان يسير به صانع القرار، فماذا كانت النتيجة؟

من بين 284 شابا وشابة سألناهم، أكد حوإلى196 فردا منهم بنسبة 81% أنهم يحلمون بالخروج من مصر، مقابل 46 شابا فقط قالوا إنهم لا يرغبون فى السفر خارج مصر بنسبة 19%، اى ان 4 شباب من كل خمسة لا يريدون البقاء فى مصر حاليا، والصدمة أن 63 شابا من هؤلاء يحلمون بالهروب من مصر بلا عودة فى هجرة طويلة الأمد وهو ما يمثل 26% من الشباب المصري، وهنا الكارثة التى تؤكد ان مصر لم ولن تتعلم فى المستقبل القريب دروس هجرة العقول، خاصة ان الراغبين فى الهجرة ينقسمون إلىقسمين الاول هم العاطلون بلا عمل من حملة المؤهلات العليا، وفاقدى الأمل فى إصلاح الحال، وبالتإلىتعد هجرتهم هروبا، والثانى هم خريجو كليات القمة (اطباء، ومهندسين) ولا يحصلون على التقدير المادى ولا المعنوى الذى يوازى ما تم انفاقه عليهم أثناء دراستهم، والأسوأ أن ، 12 شابا من الراغبين فى الهجرة يبحثون عن جنسية اخرى غير جنسيتهم المصرية، وهؤلاء يمثلون حوإلى3% من العينة، و28% من الباحثين عن هجرة بلا عودة.

وللتأكيد على الطابع الاقتصادى لرغبة هذا القطاع العريض من الشباب للخروج من مصر، أكد 133 شابا من أفراد العينة، بنسبة 55% أنهم يريدون السفر إلىالخارج فى عقد عمل لعدد محدد من السنوات، بغية ادخار بعض المال ثم العودة إلىمصر للبقاء فيها، ولكن وفق مستقبل جديد يمكن معه ضمان حياة كريمة، رغم أن معظم هذه النسبة لديهم وظائف وأعمال ولكن بمرتبات ضعيفة تتراوح بين 300 جنيه و700 جنيه بمتوسط دخل شهرى حوإلى320 جنيه تقريبا.

اما الذين اختاروا البقاء فى مصر اذا ما توفرت لهم فرصة سفر للخارج، والبالغ نسبتهم 19% تقريبا من أفراد العينة، فقد تباينت أسباب عدم رغبتهم فى السفر ما بين الارتباط بالاسرة والاهل وصعوبة مفارقتهم لفترة طويلة أو الخوف عليهم من سلبيات هجرة الاباء بنسبة 45%، أو الخوف من الغربة او التعرض للفشل أو عدم القدرة على الاختلاط بشعوب أخرى، او عدم توافر الامن الشخصى خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، بنسبة 41%، فيما تراوحت النسبة الباقية (14%) ما بين حب الوطن والرضا بالمقسوم.

أما الأسباب التى دفعت الشباب للحلم بفرصة للخروج من مصر، فكان اهمها الفقر وانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع الاسعار بشكل يصعب معه الحياة وتكرر هذا السبب فى 65% من أوراق الاستطلاع، تلاه تأمين المستقبل المادى وتحقيق الاستقرار عن طريق جمع الاموال لشراء "شقة العمر" أوتعليم الأولاد أو سد تكاليف الزواج أو تكوين مشروع وتكرر فى 46% من اوراق الاستطلاع.

اما البطالة فجاءت فى المرتبة الثالثة من بين الشباب الراغب فى الخروج من مصر بنسبة 23%، تلاها التراجع فى أحوال البلد بشكل عام سواء من خلال كثرة الفساد والظلم وعدم احترام حقوق الانسان وقمع الحريات وسوء المعاملة وغياب العدالة وتكررت هذه الاسباب فى 18% من الأوراق، فيما شكل عدم تكافؤ الفرص، وتوافر الوظيفة التى تناسب إمكانيات وطموحات الشاب العقلية والعلمية والتخصصية بنسبة 11%، فيما جاءت المحسوبية والواسطة فى المرتبة التالية وكتبها البعض تحت مسمى "الكوسة" وهى السبب الذى يعتبره 9% من العينة كافيا للهروب من الوطن، وتراوحت الأسباب الأخرى ما بين التعلم والسياحة وعدم الشعور بالتقدير المناسب واكتساب الخبرات.

قائمة الدول التى وضعها الشباب المصري كبدائل للوطن، شملت 27 دولة جاءت المملكة العربية السعودية فى المرتبة الاولى وتكررت 92 مرة، تليها الامارات وخاصة امارة دبي- وتكررت 88 مرة، ثم الكويت 78 مرة، قبل أن تأتى الولايات المتحدة الامريكية فى المرتبة الرابعة وتكررت 52 مرة تليها ايطاليا 48 مرة ثم قطر 44 مرة.

وكشفت رغبات الشباب عن ميلهم نحو السفر أو الهجرة إلىالدول العربية بنسبة 60% مقابل 24% لدول الاتحاد الأوربي، و15% للدول البعيدة مثل امريكا وكندا واستراليا، و1% فقط لدول أفريقية او من جنوب شرق آسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates