• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأحد، ١٣ مارس ٢٠١١

عن مصر التى ستغير وجه العالم



من ميدان التحرير سيتغير العالم ..
عندى إيمان بأن ما حدث فى مصر لن تمتد تداعياته الى منطقتنا العربية فقط .. بل ستتجاوزها الى دول العالم الديمقراطى او ما يقال عنه ذلك.

مشاعرى تلك كانت سابقة على ذلك المشهد التاريخى فى أمريكا الذى تحركت فيه مسيرة حاشدة بولاية ويسكنسن لتثور على حاكم الولاية الجمهورى سكوت ووكر، الذى وضع مشروع قانون من شأنه تدمير النقابات المهنية التى تمثل أكثر من 200 ألف موظف حكومى فضلا عن قيامه بتخفيض دعم المخصصات المالية لموازنات الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم والصحة والمواصلات العامة،  والتى رفعت شعارات ثورتنا ومعها علم مصر ولافتات كتب عليها "هذه هى القاهرة الجديدة" وأخرى تقل "المصريون علمونا"و"سنقاتل على طريقة المصريين".
منذ أن نجحت ثورتنا .. وأنا أدرك أن ما حدث فى مصر سيصنع تاريخا جديدا .. وسيعيد تعريف الأشياء .. وان ما حدث فى ميدان التحرير أعاد تعريف الثورات .. حيث الثورة النظيفة .. البيضاء .. السلمية .. وما سيحدث بعدها .. سيشير الى أن الديمقراطية إنطلقت من هنا .. والتغيير الذى سيحدث فى مصر سيقود العالم الى الديقراطية الحقة بشرط أن تكتمل الثورة .. ووقتها ستعود مصر "فجرا للضمير" كما كانت.
لقد حدث أيضا عندما انتقلت روح الشعب المصرى الذى ثار وغير نظامه السياسي وعبر عن أحزانه وأفراحه .. واستدعى أفضل ما فيه من ثقافة ورقى وتاريخ عميق .. بالكربون الى عواصم عربية .. بالشعارات وحتى بروح الفكاهة .. وهو ما شاهدته فى اليمن وبنى غازى والمنامة وبيروت .. وكلها عواصم سكنها شعوب أمنت بعدالة ما طالب به المصريين .. وتسمرت أعينهم أمام الشاشات وهو يدعمون بالروح والقلب حتى صنعت هذا التغيير التاريخى.
من مصر ستنطلق رياح التغيير .. اليوم فى اسرائيل ذاتها هناك دعوات للثورة ضد النظام العنصرى على الطريقة المصرية .. وفى الصين منعت السلطات الشعب من متابعة أحوال ثورة 25 يناير .. وفى زيمبابوى يحاكم من يتبادل أخبارها ولقطاتها المصورة بتهمة الخيانة العظمى .. وفى الجزائر منعت السلطات شعبها من الإحتفال بنجاح الثورة .. كل الجبناء يخشون على كراسيهم .. ويخافون قدرة الشعوب التى عرفت الطريق الى التغيير.
وعندما تنضج التجربة الديمقراطية المصرية بإرادة الشعب وحده .. سيصبح هناك كتالوج للتغير .. وفى العالم نقاط كثيرة يأمل الناس فى تغييرها .. سيخرج الطليان ضد فساد حكوماتهم حتى لا يتكرر نموذج برلسكونى مرة أخرى .. وسيخرج الأمريكان فى الشوارع يوما ما ضد سيطرة الصهيونية على القرار الأمريكى .. وينقلب اللبنانيون على الطائفية فى دستورهم .. وإقرار المواطنة أساسا لممارسة السياسة .. ويثور الإيرانيون ضد حكم الملالى وآيات الله على الأرض .. ويغضب الخليجيون على ملوكهم وأمرائهم وسلاطينهم السفهاء بمقاعدهم الذهبية وسيارات الماسية وبيوتهم البلاتينية .. حفاظا على حق الأجيال القادمة فى ثروات البلاد المنهوبة .. ويطوى الموريتانيون زمن الإنقالابات .. ويوحد الصوماليون أنفسهم .. ويحارب الأفارقة للخروج من مستنقع الفقر والفساد .. وسيلجأ كل هؤلاء الى الكتالوج المصرى للتغيير السلمى.
سينتفض الفلسطينيون ضد الإحتلال .. والروس ضد الفساد .. وسيخرج ثوار أمريكا اللاتينية ضد الطغيان بحثا عن مستقبل أفضل .. حيث لا كلمة فيه إلا للشعوب .. ولا مكان فيه للزعماء الملهمون .. وهو ما أبشر به .. وأكرره فى كل موضع .. وكل موضع .. وفى كل مناسبة.
أقول دائما أن الزمن القادم هو زمن الشعوب .. حيث الديمقراطية الحقيقية التى يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه .. وعندما تتغير مصر لتضرب مثالا بالمشاركة السياسية لتقرير المصير ..  سيكون هذا إعلانا بأن أول أمة على الأرض .. وأول دولة على الكوكب قد عادت للقيام بدورها .. وحينها ستنفتح أبواب التغيير على مصراعيها .. على الطريقة المصرية.
فقط تحتاج ثورة مصر الى مزيد من الوعى .. قليل من الصبر .. ولكنها إذا ما أكتملت ستعلم العالم كيف يصنع التغيير

هناك تعليق واحد:

  1. برافو عليك ..نفس ما اشعر به واعتقده بالظبط .. وما نشهده حاليا من حركة احتلال مراكز المال في العديد من دول ال
    عالم ما هو الا تعبير عن هذه الرؤية ..
    حتي ولو بدي تراجع عن ذلك في مصر فهو ليس الا لتعميق التجربة وتجذيرها ...وكا تقول الزمن القادم هو زمن الشعوب وزمن ميلاد العقل الانساني الجديد . احييك علي رؤيتك العميقة .

    ردحذف

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates