• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ١٧ يناير ٢٠١١

عِبرة تُونُسية للذِيول



فعلها "التوانسة".. وسجَّلوا أول أهداف الشعوب العربية، فى مواجهة الأنظمة الاستبدادية.. التى استحوذت على الحكم فى بلاد العرب.. وفرضت عليهم واقعًا، يحده الفساد والجوع والمرض والتخلف من كل جانب.

وبمجرد أن غادرت طائرة الرئيس زين العابدين بن على -المخلوع على يد شعبه- أجواء تونس الملبدة بالغيوم، انتقل الدرس التونسى إلى عواصم العرب جميعًا.. لكن الدرس الأكبر الذى يمكن رصده لم يكن فقط فى خلع حاكم ديكتاتور وفاسد.. بل كان فى عملية "قطع ذيول النظام" من أتباع ومُنتفعين ومنافقين وخدام.

اقتص الشعب التونسى الذى قاد ثورة بيضاء من كل الذين استفادوا بشكل مباشر من قمعهم وإفقارهم.. وقادوا -ولا يزالون- أكبر عملية فرز فى الواقع العربي بين الشرفاء والفاسدين من بينهم وفى وطنهم.
دافع الشعب التونسى عن حقه فى القصاص -بأقل قدر من الدماء- من الذين يقفون خلف الحاكم، ينفذون أوامره، حتى وإن كانت على حساب الشعب، ويرون قراراته وكأنها وحيٌ مُنّزل من السماء.. فيحجبون عنه الحقيقة، ويُزوِّرون الواقع.
لم ينتظر "التوانسة" كثيرًا قبل أن يبحثوا عن الذين تشاركوا نخب دمائهم، وتضخمت أرصدتهم فى بنوك الخارج من إفقار الشعب.. أولئك الذين استفادوا من تحطيم ميزان العدالة الاجتماعية، فاستولوا برضاء الحاكم وتحت رعايته وغطائه -هو وأسرته والتابعون- على ما هو ليس بحقهم، وانفردوا بموارد البلاد دون غيرهم.. وحققوا المنافع وحدهم.
عرف "التوانسة" جيدًا، أصحاب الأقلام التى نافقت، وسكتت على الظلم، وأغمضت أعينها عن القهر، ولم تسمع أنين الناس، واكتفت فقط بمدح الحاكم والحديث عن عبقريته ورحمته وحكمته، فكانت النتيجة أنهم الآن هدف للشعب، أمنهم أصبح فى خطر، وسلامتهم فى مهب الريح، وثرواتهم من حق الشعب.
طارد الشعب التونسى خدَّام النظام "كهنة البلاط"، الذين نفذَّوا بأيديهم .. أوامر القمع.. وعاثوا فسادًا بين الناس.. يعتدون على الحرمات والممتلكات والأعراض.. وكانوا بمثابة العصا الغليظة للنظام، والتى طالما أرهبتهم وكمَّمت أفواههم وكسرت عظامهم.. وكانوا عصب القبضة الأمنية الأعنف فى المنطقة العربية.. فصار اليوم عليهم ما كانوا يفعلونه بالناس.. عندما هرب سيدهم وحاكمهم وتركهم لمصيرهم.
أخذ "التوانسة" حقهم من الذين انتفعوا من ثروات تونس، لمجرد أنهم أقارب الرئيس أو يَمتون له بصلة نسب أو مصاهرة.. واعتبروا أراضيها ضياعًا لهم، ونساؤها سبايا لنزواتهم، وقوانيها لعبة فى أيديهم.. فكانوا أنصاف آلهة تمشى على الأرض، بعد أن منحوا مناصب ليسوا أهلاً لها.. ووضعوا فى مراتب لا يستحقونها.
إن الدرس التونسى لا يجب أن يُدركه الحكام العرب وحدهم، فيحاولون الإصلاح ونيل رضا شعوبهم .. بقوانين تُحِد من الفقر وتخفض الأسعار، ويمنحون الهبات والمنافع والحقوق، لتجنب غضبة الناس.. ولكن يجب على أولئك المُحيطين بكل حاكم ظالم أن يأخذوا العبرة من "ثورة الياسمين".. وأن يدركوا بأن ظلال الظلم لا تتواصل.. وحتمًا سيُواجهون لهيب الحرية.. حينما يُفجره غضب المقهورين.

هناك تعليق واحد:

  1. لعل الديول تتعظ .. يرحلون من مصر بكرامتهم قبل أن تطاردهم عدالة الشعوب

    ردحذف

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates