• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ١٠ مايو ٢٠١٠

أنا جاى أهرج


5 سنوات مرت على التعديلات الدستورية التى تم إقرارها فى استفتاء شعبى والتى تضمنت المادة 76 التى تحكم آلية الترشيح فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

ورغم أن التعديلات نفسها لاقت معارضة شديدة من احزاب وحركات الشارع فى حينها، الا أن السياسة كانت تقتضى التعامل معها باعتبارها أمر واقع يصعب تغييره للمرة الثانية خلال 5 سنوات، من قبل نظام، هو نفسه الذى أبقى الدستور على حاله لمدة 25 عاما تقريبا.

كل القوى السياسية فى مصر كانت تعلم ذلك، وكانت تعلم أيضا أن الاحزاب الحالية لديها القدرة على الدفع بمرشحين فى الانتخابات الرئاسية القادمة، لكنها واصلت الصراخ دون عمل والتآمر بلا ملل حتى بات المشهد هزليا الى أقصى درجة.

فالأسماء المعلنة كمرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة كلها لاتملك الصلاحية الدستورية والقانونية للترشيح من الأساس، وفقا للمادة 76.

أيمن نور زعيم حزب الغد محروم من ممارسة النشاط السياسي بسبب ادانته فى قضية ماسة بالشرف، بغض النظر عن موقف السلطة من القضية وهل هى قضية تزوير حقيقة أم ملفقة، ثم أن هذا الترشيح عن حزب الغد يمثل حزبا غير شرعيا بعد أن حكم القضاء الإدارى بأن حزب الغد الشرعى هو الحزب الذى يرأسه "موسى مصطفى موسى"، وبالتالى فإن إعلان أيمن نور ترشيح نفسه، أشبه بمن يحرز هدفا فى كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، ومن أحرز لقب الهداف فى بطولة كأس العالم الرمزية التى أقيمت بقطاع غزة.

أما الدكتور محمد البرادعى فالرجل حتى الأن إكتفى بجولات خارجية مكوكية لا نعرف ماذا وراءها، وقضى فى الخارج أكثر مما قضى بالداخل، ويمارس السياسة بطريقة "شيك"، مكتفيا بحوارات صحفية وتليفزيونية ولم نر منه "كرامة" من كرامات السياسيين الكبار سوى جولات للمساجد والكنائس والأضرحة، مستنفذا الفرص الباقية له ليترشح عبر أى حزب "شرعى" بإصراره على تعديل الدستور أولا، وحتى الأن لم ينجح فى جذب العدد المطلوب من التوكيلات التى تسمح له بالمطالبة بتعديل الدستور، عبر موقع الجمعية الوطنية للتغيير الذى استولى عليه "قراصنة" وحولوه الى "مقلب" للفيروسات، ينفر منه أى زائر.

الثالث هو حمدين صباحى عضو مجلس الشعب بصفته مستقلا، ووكيل مؤسسى حزب الكرامة تحت التأسيس وهو الأخر لا يملك الصلاحية القانوينة للترشيح مالم يحصل على التوقيعات المطلوبة للترشيح من "الحزب الوطنى ونوابه وأعضاء محلياته" وفقا للمادة 76 .. وهو ما تراه المعارضة من الاساس أمرا مستحيلا، وبناء عليه تطالب بتعديلها مرة أخرى لتسمح بترشيح المستقلين دون قيود أو شروط تعجيزية.

ولا يبقى للمصريين سوى شخصان أحدهما هو موسى مصطفى موسى الرجل أستولى "بالقانون" على حزب أيمن نور، وقاد مسيرة لحرق مقره والذى أعلن عن ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية فى مواجهة الرئيس مبارك .. ولا تعليق.

والثانى هو هو الدكتور عبد الله الأشعل الذى أعلن ترشيح نفسه عن حزب مصر العربي الاشتراكى فى الصباح، ونفت قيادات الحزب هذا الترشيح فى المساء .. وهو مرشح لديه 5 دكتوراه و80 كتاب .. وأفكار "غاضبة" ومبادرات "خلاقة" .. لكنه بلا حزب وبلا جماهيرية.

فهل هناك استخفاف بالشعب أكثر من تلك الترشيحات .. أم أن هؤلاء الذين يعلنون ترشيح أنفسهم لهم مآرب أخرى .. ولديهم رغبة فى حمل لقب "مرشح رئاسى سابق" .. باعتباره أخر ما يسمح به الواقع .. ويذكرنى بالسؤال الأثير للسينما المصرية فى فيلم الكيف .. "انت جاى تعزى ولا جاى تهرج؟" .. ولكن بصيغة "انت جاى تترشح ولا جاى تهرج".

ولكن يبقى السؤال الاهم هو : أين أحزاب الوفد والناصرى والتجمع من "تلك الهيصة" .. ولماذا لم تستعد من 2005 لعمل اى شئ والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وهى الأحزاب الشرعية الأعرق والأقدم .. هل سنتهم الأمن والحزب الوطنى ونظرية المؤامرة .. أم يجب أن نعترف بأننا لا نستحق كشعب أن نشارك بفاعلية فيما يفوق انتخابات "مركز شباب".. ما دامت تلك هى أحزابنا السياسية .. وهؤلاء هم رؤسائها.

حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates