• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الثلاثاء، ١٩ أكتوبر ٢٠١٠

الجريدة الحزب .. والحزب الجريدة


فى مصر معالم غريبة للحركة السياسية.. تحول الصحف الى أحزاب.. والاحزاب الى صحف.. ورؤساء التحرير الى زعماء.. والزعماء السياسيين الى كتاب مقالات وأصحاب رأى ودمتم.
أزمة جريدة الدستور كشفت عن أخر تلك العلامات.. حين تبارى المعارضون فى التعبير عن تضامنهم مع الجريدة المستقلة من منطلق تعرضها لمؤامرة أفضت الى إغتيال منبرا حرا للتعبير عن الرأى.. ولكنهم ذهبوا الى ما هو أبعد من تلك الرسالة بإعتبار الدستور أقوى حزب سياسيى فى مصر.
حقيقة كانت الدستور صحيفة تعبر عن هموم الناس.. وتلعب دوار ضمن الإطار المسموح به للصحافة فى كبح فجور الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر.. وكانت مدرسة صحفية لا غبار على تميزها وجهد محرريها وأفكارهم البراقة.. لكن ما هكذا يكون الحزب.
الحزب السياسى تعريفه بسيط ومعروف ويمكن وصفه بأنه جماعة من الأفراد الذين إجتمعوا على منهج واحد للعمل على تحقيق المصلحة العامة للبلاد من خلال طرح أفكارهم وتصوراتهم وبرامجهم للناس، والمنافسة على تمثيل أفكارهم فى الحياة السياسية من خلال المنافسة على بلوغ مقاعد الحكم والتشريع والرقابة.
كانت الدستور صحيفة متميزة.. تم إغتيالها بغباء سياسى منقطع النظير.. لأن الذين أقدموا على تقديمها قربانا لإرضاء النظام وسيرا تطوعيا فى السياق العام للدولة وتوجهاتها.. اعتقدوا أنهم يتعاملون مع صحفى يرأس تحرير صحيفة.. بينما يتعامل المحيطين والمتعاملين والمعجبين والمتعاطفين مع تلك التجربة.. بإعتبارها حزب.. ورئيس تحريرها زعيم سياسى.

عمليا كان ابراهيم عيسى يعتقد أنه مخلد فى رئاسة تحرير الدستور.. وأن استمرارها مرهون باستمراره.. وإزدهارها مرهون بتوهجه الفكر.. بإعتبارها التجربة التى خصبها بأفكاره.. وغذاها بتوجهاته حتى كبرت وصارت عروس الصحافة المصرية.. هو ما جعل صدمة إقالته عالية الصدى.. ومربكة ومرتبكة فى نفس الوقت.. بينما يتعامل الدكتور محمد البرادعى "عراب الإصلاح السياسى المأمول" وكأنه رئيس تحرير.. فالرجل يدعو للإصلاح ويوعّى الناس بأهميته.. ثم يتوقف وكأن رسالته انتهت عند تلك المحطة.. مطالبا الشعب بإتخاذ الخطوة التالية.. والخروج خلفه رغم أنه لم يخرج.
تعامل السياسى وكأن دوره التوعية وليس المعارضة من الشارع.. لأنه لم ير فى دخول الواقع السياسى بطبيعته الحالية أى طائل أو إنجاز أو ضرورة أو حتى أمل.. فلجأ الى الكتابة فى الصحف وعلى الفيس بوك وتويتر.. وغاب عن ساحات الإشتباك السياسية الطبيعية.. حتى صار أقرب الى كاتب الصحفى أو رئيس التحرير منه للزعيم السياسى.. ورفع ابراهيم عيسى صوته فى كل منبر حتى أصبح زعيم حزب وليس رئيس تحرير.. فى زمن تختصر فيه الأحزاب بحدود صفحات إصداراتها.. وليس أكثر.
إنه الواقع الغريب فى السياسة المصرية.. والذى أربك الجميع.. سواء من أخذ صف إبراهيم عيسى ورجاله دفاعا عن حزب الدستور.. أو أولئك الذين أظهروا شماتتهم فى نهاية زعامة ابراهيم عيسى السياسية.. وخاصة فى تعريف ابراهيم عيسى نفسه .. هل هو رئيس تحرير أقاله ملاك الصحيفة؟ .. أم زعيم سياسي تم تقليم أظافر أصابعه العشرة؟.. أم هو الاثنين معا.
حتما سيعود ابراهيم عيسى فى ثوب جديد .. وفعلها من قبل .. لكن الأمل ليس فى صدور جريدة أو إحياء أشلاء صحفية.. نريد واقع سياسى حقيقى يسمح بوجود أحزاب حقيقية .. تفكر وتخطط وتنافس على السلطة.. ولا تظل محصورة فى 16 صفحة ستاندرد أولى وأخير 4 لون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates