• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الثلاثاء، ٣ نوفمبر ٢٠٠٩

مصطفى محمود



كم كنت منبهرا فى طفولتى ومراهقتى بهذا الرجل، فبرنامجه "العلم والايمان" كان نافذتى المرئية الوحيدة للموضوعات العلمية، والاطلاع على العالم الخارجى واهتماماته وأبحاثه وثقافاته وعلومه، وكان الرجل نفسه محط إعجاب أكبر حين اشتد العود وتجرأت على قراءة بعض كتبه ورواياته فزاد انبهارى به مرة أخرى، وحين وطأت قدمى منطقة المهندسين لأول مرة ورأيت الجمعية والمسجد المسمى بإسمه، أدركت أنه ليس كغيره من المساجد التى أعرفها، فقد أعاد الرجل تعريف المسجد، ليصبح مكانا للعبادة وخدمة المجتمع.

كان الدكتور مصطفى محمود بالنسبة لى سند حقيقى لرحلة الايمان، فهو الرجل الذى انتقل فى تلك الرحلة من اتجاه الى اخر، وفى كل مرة كان لديه من الجرأة ما يكفى لأن يعلن قناعاته، حول الالحاد والأيمان، وكان حتى سنواته الأخيرة رجلا مسلما وفقا لتعريفه هو، فهو مسلما مسلحا بالايمان، وليس مستترا بالاستسلام، لذلك كان حضوره على صفحات جريدة الأهرام كاتبا ومفكرا وفيلسوفا، نوعا من التغذية الفكرية والروحية، وكانت كتاباته حتى تلك التى لم أقرؤها "تهمس فى عقلى" أن الدنيا بخير.

كانت طلة صورته دائما لها تأثير ايجابى على روحى المعنوية، وكم هم قليلون من لهم هذا التأثير على بذاك القدر، لذلك حين عملت بالصحافة وحدث الاستعداء والهجوم العشوائي عليه من كل حدب وصوب لانكاره شفاعة الرسول الكريم يوم القيامة، حاربت كثيرا حتى لا يجرفنى تيار المراهقة المهنية فى سنوات اثبات الصحافة لفحولتها، واكتفيت بأن انكفئ على الفكرة، حتى أصابنى منها بعض الايمان، وراودنى قليل من الشك، فارتضيت وأنا المسلم المستسلم أن أبقى على قناعاتى بداخلى، وإن أدركت أن أن العمل الصالح الذى أوصانا به الاسلام هو خير من سيشفع لنا يوم الحساب.

أحب الزعيم الراحل أنور السادات، وزاد حبى له عندما عرفت أنه كان معجبا مثلى بمصطفى محمود وانه أعاد طبع كتبه التى منعتها الثورة، وأنه من شجع اطلاق برنامجه العلم والايمان، وأنه كان يرفع الشعار نفسه لدولته "مصر دولة العلم والايمان".. وأصابنى فى الوقت نفسه نفس الحزن المتبادل لاغتيال السادات، حتى كان سؤال الدكتور مصطفى محمود حول تلك الجريمة هو نفس السؤال الذى كان يلح على منذ الطفولة، "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر".

فرحمة الله على هذا الرجل الذى فارقنا هذا الاسبوع، وهنيئا له بحب الناس ورضاهم .. عسى أن يدخله الله جناته وينال بعمله وعلمه وأخلاقه ومبادراته شفاعة مع شفاعة رسولنا الكريم .. وألهمنى وأسرته الصبر على القضاء ومفارقة الأحباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates