بالامس القريب جدا "سحل" ضابط شرطة عضو مجلس الشعب عن جماعة الاخوان المسلمين التى تسميها الصحف الحكومية جمعاء بـ"المحظورة" من باب الاختصار، سيرا على درب "هيكل" الالفية الثالثة الزميل عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة ومجلة روزاليوسف، ولم يكن فى هذا السحل أى جديد للمارسات التى تقودها الدولة ضد التابعين للجماعة على مدار السنوات الماضية، فقبل السحل كان هناك اعتقال لقرابة الألف من مرشحي الجماعة وأنصارهم ممن سولت لهم انفسهم الترشيح لانتخابات مجلس الشورى، وقبل الاعتقال كان هناك محاكمات عسكرية لرجال أعمال كبار وممتلئين بدعوى أنهم يغسلون الأموال، وقبل المحاكمات كان الاعتقال ثم الاعتقال والاعتقال.
لم يكن فى الاعتداء على النائب الاخوانى جديد، فالدولة لا تريد أن يمارس الاخوان السياسة، ولا يعلم احد ان كانت تريد غيرهم ان يمارسونها أم لا، ولكن المؤكد أن جماعة الاخوان تريد أن تمارس السياسة ولديها رغم كل هذا الكرب "كوادر" نشطة سياسيا ربما لا تملكها أحزاب عريقة وعتيدة ولطيفة على حد سواء، ولكن كل مشكلة الاخوان أنهم يستخدمون الدين للوصول الى السلطة، ولا نعرف فى الوقت نفسه ما الذى يستخدمه الاخرين، فالقانون فى مصر غير مستخدم ولا العرف ولا التقاليد ولا حتى "العيش والملح"، وبالامكان من خلال الاطلاع على المشهد المصرى التأكد من ان شعب هذا البلد زعلان "وعدوا معايا" الاخوان محاصرين والاحزاب كلها مخترقة باعتراف القائمين عليها، والمدرسين "عايزين الكادر بتاعهم"، والعمال لا يحصلون على حقوقهم الا بالاضرابات، واساتذة الجامعة يطالبون بابعاد الامن عن المؤسسات التعليمية، والقضاة يحاربون من اجل استقلال القضاء، والمصريين فى الخارج مهانين، والفلاحين أصبحت ديونهم حلما بعيد السداد، والشباب عاطل ولم تعد الشقة من طموحاته، والبنات "مش لاقية جواز"، والأطباء يغزلون "برجل حمار"، وضباط الشرطة يعذبون الناس، والعبارة غرقت والقطار اتحرق والاوتوبيس "نط" بالناس من فوق طريق محور 26 يوليو، وحتى الفراخ "جالها انفلوانزا"، وأطفال الشوارع "كلوا بعض".
ولأن أزمة مصر الحالية والمستقبلية كما يبدو هى "المحظورة" فعندى اقتراح "بلوعة" طالما أن البلد مش عايزة الاخوان يلعبوا سياسة، "ما تيجوا نعزم الاخوان على عشا فى القلعة" ونولع فيهم بجاز، ونبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد الاول اننا نخلص من المحظورة، ومعاهم 50 سنة كمان "على ما حد يفكر يمارس سياسة أو يولع فى نفسه بجاز" أيهما أقرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق