ما الذى كشفه حادث التفجير الإرهابى أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية؟!
ذهب البعض ومنهم الكاتب المحترم إبراهيم عيسى فى مقاله بموقع الدستور إلى أن "جريمة الإسكندرية لم تصنع فتنة ولا احتقانًا لكنها كشفت عنه" وأنا هنا أقتطع حرفيًا من رؤيته - أو جزء منها- لما وقع هناك.. غير أن الكاتب الغاضب .. حوّل دفة مقاله إلى الهجوم على الرئيس "مبارك" مُحمّلاً إياه ومعه البابا "شنودة" مسئولية وأد مطالب المسيحيين فى مصر، بإحالتها إلى ملف "السجال السياسي" بين الكنيسة الأرثوذكسية وشعبها والدولة وحزبها.
وإذا سمح لى الكاتب الكبير، فإننى أرى أن كلامه عن كشف الحادث لوجود الفتنة والاحتقان بين المسلمين والأقباط.. منقوصًا ويستوجب الرد عليه.. لأن الروح التى لمستها، وغيرى من الناس، لدى الغالبية العظمى فى الشارع المصرى - بعيدًا عن مثالية مجتمع المصريين الافتراضى على المواقع الاجتماعية مثل "فيس بوك" و"تويتر" بعد الحادث- لم تكن تكشف عن ذلك.. ولكنها كشفت عن التعايش السلمى الحقيقى والطبيعى بين مُسلمى ومسيحيى مصر.
استدعى الحادث التراث المشترك فى كل حارة وشارع وزقاق بين قصص الجيرة والزمالة والصداقة.. وأن لقمة العيش والملح ومصاعب الحياة وأفراحها ما هى إلا كأس شربناها جميعًا بغض النظر عن "الدين".
ربما أخرج الحادث غضب الأقباط عن الدائرة التى تُحرك حدودها الكنيسة.. لكنه بقى "إعلانًا" أكثر منه "موقف".. لكنه فى نفس الوقت شهد أوسع عملية لضبط النفس والتضامن فى الوجع لدى المصريين فى مواجهة غضب عنيف أظهره المسيحيون وهم يُعبّرون عن ألمهم .. لكنه بالتأكيد لم يكشف عن فتنة.
من حقى كمواطن مصرى ألاّ يشوه أحد مشاعرى، ويتهمنى بالتطرف وأنا برىء منه .. ولا يملك أحد أيًا كان توجهه مُؤيدًا لبلاط السلطة أو مُعارضًا له أن يستغل موقفى وموقف ملايين مثلى من الذين رأوا أن حادث الإسكندرية جريمة فى حق مصر وشعبها.. وليست مجرد اعتداء على المسيحيين بمصر.. حتى يوصل رسالة مُكررة إلى آذان لا تسمع، وعقول لا تتعظ.
يا أستاذ "إبراهيم" ويا كُل كُتّاب مصر الذين انبروا فى رصد الوجع وراحوا يضربون الناس يمينًا ويسارًا بـ"عصا التأديب"، مُتهمين إياهم بالعنصرية والطائفية.. ويا مسيحيي مصر الغاضبين لم تكن مصر فى مشهد كنيسة القديسين بهذا السوء، بل على العكس لم تكن بهذا التلاحم من قبل.. حتى قبل أن يزور شيخ الأزهر الكاتدرائية.. وتحج أفواج الوزراء إلى الإسكندرية.
يا سادة.. يا كرام.. لست رومانسيًا، ولا أدفن رأسى فى الرمال.. لكننى أقرّ بأننى ومثلى ملايين لسنا مُتطرفين.. ولا نُفرِّق فى المعاملة مع الناس بحسب دينهم .. لأن ديننا يأمرنا بذلك.
أُقرّ بأننى ومثلى ملايين.. بأننا نأكل فى بيوت أهلنا المسيحيين .. ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم وهمومهم. أُقرّ ومثلى ملايين.. بأننا لا نحترم من يتعصب لدينه بغير حق، ويُسيئ مُعاملة الإنسان أيًا كانت عقيدته، ونحترم حق المسيحيين فى العبادة.
أُقرّ ومثلى ملايين.. بأن الدم الذى سال فى الإسكندرية، دم مصرى غالى.. وما حدث ما هو إلا جريمة بشعة تستوجب القصاص من فاعليها.
أُقرّ ومثلى ملايين.. بأننا لا نستحل مالاً ولا عرضًا لمجرد أنه "مسيحى".. ولا نرضى الأذى لإنسان.. شاركنا الوطن بلحظات همّه.. وأوقات فرحه.
أُقرّ ومثلى ملايين ومنهم إبراهيم عيسى نفسه.. أننا وإن كنّا لا نستحق الإشادة على ما هو منطقى وطبيعى.. فإننا لا نستحق أن نوصف بالتطرف وصناعة الفتنة.. فنحن الوطن.. بقى من بقى.. وحكم من حكم.
أستاذى العزيز أحترم رأيك وأوافقك عليه ولكن كنصف الحقيقه فالحقيقه أنك ومثلك ملايين من المحترمين لاتفرقون بين مسيحى ومسلم ولكن النصف الآخر من الحقيقه أن هناك من ينشر سموم الكراهية والتكفير لملايين البسطاء إذا اردت أن ترى مثالا فإذهب الى موقع اليوتيوب لتشاهد الشيخ وجدى غنيم ود.سليم العواومثلهم كثيرين كفانا دفن رؤوسنا ف الرمال أعلم أن هناك معتدلين سمحين هذه نصف الحقيقه أما النصف الآخر هو أن هناك مكفرين للآخر هذا رأيي المتواضع
ردحذفمن يذهب الى اليوتيوب لن يرى وجدى غنيم والدكتور سليم العوا وحدهم .. سيرى دعاة التطرف فى الجانبين والتكفير من الجانبين والسخرية من الأخر من الطرفين ومنهم مثلا الأب يوتاه على سبيل مثال وأفلامه العجيبة .. لكن ما أقوله أن الشعب كان البطل فى المحنة الأخيرة .. وموقف الناس كان يستحق أن نلقى عليه الضوء .. سيذهب الجميع .. وتبقى العلاقة بين المصريين هى الباقية
ردحذف