• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠

الشجاعة السريعة


لأنه يتمتع بحس سياسى كبير .. بادر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بقتل فتنة كادت أن تشتعل بسبب زراعه اليمنى ورجل الكنيسة القوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوى .. الذى تدخل فيما لا يعنيه، وكسر قاعدة أساسية تعارفت عليها القيادات الدينية الرسمية فى مصر منذ عشرات السنين بعدم الخوض بالتساؤل والتشكيك فى عقائد الأخر .. فلم نجد شيخ الأزهر أو أحدا من رجاله يتدخل بشكل علنى فى قضايا مثل تحريف الانجيل وألوهية المسيح ولا مكانة المسيحيين على أرض الوطن .. ولم نسمع من البابا وأيا من كهنة الكنيسة الكبار حديثا يمس القرآن الكريم ولا سير الأولين، ولا مكانة المسلمين فى أرض مصر.

تحدث البابا شنودة فور اشتعال الموقف لعبد اللطيف المناوى فى برنامجه "وجهة نظر" على التليفزيون المصرى معتذرا بشجاعة عن التصريحات المنسوبة للأنبا بيشوى، والتى أغضبت الجميع .. ولا تكمن شجاعة البابا شنودة فى الإعتذار فقط، ولكن فى الإسراع بهذه الخطوة قبل أن يعبث المتربصون .. أو يلهو اللاعبين بالنار بغير وعى ولا بصيرة.
أعلن البابا شنودة أسفه وإعتذاره عن تصريحات الأنبا بيشوى والتى قال فيها إن بعض آيات القرآن أضيفت بعد وفاة النبى محمد" صلى الله عليه وسلم"، ولم ينسى ان يؤكد على العرف السائد بتاكيده أن "مجرد إثارة مثل هذه التساؤلات أمر غير لائق وأن تصعيدها أيضا غير لائق"، وأن "الحوار الدينى يجب أن يكون فى النقاط المشتركة فى المساحة المشتركة"، وأن "مناقشة المعتقدات الدينية خط أحمر" لا يجب تجاوزه.
ولأنه يتمتع بحس قادر على قياس توجهات الرأى العام ويحترم عقول الناس .. لم ينف البابا شنودة أن تكون التصريحات المنسوبة للأنبا بيشوى قد صدرت عنه من الأساس، لكنه إستخدم ألفاظ سياسية عائمة حتى لا يحرج الرجل بتأكيد صدورها عنه، أو يدافع عنه بغير حق إذا ما كانت صدرت عنه بالفعل .. وتحدث عن إعتقاده بأن الأنبا بيشوى قد يكون ألقى محاضرة موجهة إلى قساوسة وليس للنشر العام .. وحسمه للقول الشائع بين الاقباط بأن المسلمين محتلين غزاة وأنهم هم أصل مصر .. والجدل الذى أشعلته التصريحات المنسوبة للأنبا بيشوى عن "الضيوف المسلمين" .. بقوله "نحن الضيوف عليهم والمسلمين هم الأغلبية" .. وأن الجميع ضيوفا فى أرض الله.
إستخدم البابا شنودة مفردات "قد" و"ربما" و"أعتقد" كثيرا أثناء الحوار .. وهى مفردات سياسية منجية لصاحبها من التربص .. وتسمح له بالطفو فوق المشكلة .. والانتقال الى ما بعدها .. لذلك كان قداسته سريعا فى تلقيم الأزمة بكلام عن "ترضية" المسلمين لقبول إعتذاره .. ليترك الجميع فى حالة تساؤل عن طبيعة تلك الترضية وموعدها وعلاقتها بالاحتقان الواقع فعليا بسبب قضايا تحفظ الكنيسة على عدد من النساء والفتيات قيل أنهن أشهرن اسلامهن وتم إجبارهن على العودة للمسيحية.
أما الأنبا بيشوى فأعتقد أن خسارته فادحة من تلك الأزمة .. فالرجل الذى كان يعد لخلافة البابا شنودة .. لم تعد له فرص فى مجرد التفكير بالأمر .. كما أنه فقد – ولو لفترة - جزءا سطوته داخل الكنيسة الأرثوذكسية ومنح لعلمانييها فرصة للنيل منه والدعوة الى الإطاحة به فى أقرب وأنسب فرصة .. ولن يكون هناك أنسب من أزمة كتلك كادت تشعل صراعا لولا الإسراع بمعالجة الأمر قبل أن يقفز القافزون على منابر المساجد والزوايا يعلنون الحرب بالحرب .. والتشكيك بالتشكيك .. وعلامة الاستفهام بعشرات من مثلها.
وكما هى العدالة البطيئة ظلما .. فإن "الشجاعة السريعة" التى أبداها البابا شنودة تمثل قمة العدل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates